كشف عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ماهر عبيد، عن اتصالات مصرية وروسية "عادية" لا تصل إلى "مبادرة عملية" تحمل في ثناياها مضامين عمل بخصوص صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عبيد في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين" أمس: إن مسؤولين مصريين تواصلوا مع حركة حماس بعد مبادرة قائدها في غزة يحيى السنوار لكن "ليس بيدهم أي شيء عملي"، في حين تحدثت روسيا ببعض المراسلات دون أن يكون لديهم تكليف من طرف إسرائيلي، فيما أكدت حماس عدم ممانعتها إن حصلوا على تكليف".
وأشار إلى أن حماس قدمت مبادرة منذ أكثر من شهر على لسان السنوار تتعلق بجائحة "كورونا" وظروف الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، لكن قيادة الاحتلال لا زالت مترددة ومنشغلة بمشاكلها الداخلية المتعلقة بتشكيل الحكومة المتعثرة.
ونفى عبيد تقديم أي خطوات عملية بخصوص صفقة التبادل سوى بعض التسريبات الإخبارية عن مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهي مجرد خطاب إعلامي لم يتحول إلى إجراءات يمكن البناء عليها، مؤكدًا "نحن جاهزون ومستعدون ومصلحة الأسرى والأسيرات أن نكون متعجلين لكن الاحتلال بلا حكومة تستطيع اتخاذ القرار".
وأكد أنه لم يجرِ الحديث عن أي إجراءات أو أي نوع من المبادرات العملية، ولا زال الحديث في إطار التخاطب الإعلامي.
وشدد على أن "حماس قدمت مبادرة محددة تستدعي تحرك الطرف الآخر، لكن المشكلة عدم وجود حكومة إسرائيلية تتخذ قرارًا، وإذا ما تشكلت واستطاع الاحتلال تجاوز الخلافات الداخلية قد تتحرك الحكومة الإسرائيلية في هذا الاتجاه".
معتقلو السعودية
وبخصوص المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، كشف عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، عن نقل السلطات السعودية المعتقلين من مقر المحاكمات بالرياض إلى سجنهم في مدينة جدة، وسمحت لهم بالتواصل مع ذويهم، بعد أن كان مقررًا موعد محاكماتهم في 18 رمضان الجاري.
وقال عبيد: إن حماس تواصلت مع أطراف عديدة وجهات سعودية ومؤسسات حقوقية لتقوم بدور الوساطة، وجميعهم خاطبوا وراسلوا لتقوم المملكة بمبادرة "طيبة" في رمضان، لكن دون أي تجاوب، مشيرًا إلى عدم وجود أي تواصل عملي أو زيارات بين المعتقلين وذويهم.
اتصالات هنية
وفيما يتعلق بنتائج الاتصالات التي يجريها رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية مع زعماء وقادة الدول، أكد عبيد أنه منذ خروج هنية من غزة تفتحت أمامه كل السبل والبلدان، وقام بجولة حقيقية وفاعلة في فترة الأشهر التي سبقت جائحة "كورونا"، إلا أن الأزمة الصحية قيدته كما قيدت الحكومات فبات التعامل بدبلوماسية التواصل عبر الهاتف.
ولفت إلى أن الاتصالات حققت بعض الإنجازات حول القضية الفلسطينية واحتياجات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللجوء خاصة في لبنان من مستلزمات طبية ودعم مالي.
وذكر أن التواصل مع الزعماء ورؤساء الدول يجعل القضية الفلسطينية حاضرة على جدول أعمالهم، فضلا عن الاتصالات مع "الأمناء العامين" للفصائل ورئيس السلطة محمود عباس ورئيس حكومته محمد اشتية والتي تصب في الخروج من حالة الضيق والتوتر والحصار الذي يعيشه الشعب الفلسطيني.
الحصار والتضييق
وأكد عبيد أنه رغم كل محاولات الحصار والتضييق إلا أن حماس استطاعت أن تتحرك وتتواصل وتعيد تنظيم شؤونها وتنظيم علاقاتها بما يحقق المصلحة الحقيقية لها، موضحا أن الحصار لم يستطع التضييق على برامج الحركة رغم وضعه عقبات أمامها.
وفيما يتعلق بإطلاق 1000 شخصية فلسطينية بأوروبا دعوة للفصائل للتوحد وانهاء الانقسام، جدد عبيد ترحيب حركته للنداء وإبداء الاستعداد للتعامل معها ومراسلة الجهة التي أصدرتها، مشيرا إلى أن حماس قدمت كل التنازلات لتحقيق المصالحة لكن "مع الأسف السلطة في رام الله وفريق من أصحاب القرار فيها ليسوا جاهزين للمصالحة".
وعلق على مسلسلات التطبيع التي تبثها بعض الفضائيات العربية، قائلًا: إن الشعوب تتأثر بوسائل التواصل والفن والمسلسل لكن القضية الفلسطينية في ذاتها وأركانها روح البقاء والحياة، وأن كل محاولات تغيير الحقائق والتزوير في اللاوعي الداخلي للإنسان تسقط عند أول عملية لمقاوم فلسطيني.
وعن المشهد السياسي الفلسطيني بعد كورونا، رأى أنه على المستوى الحالي ستستمر ذات التحديات وقد تتضاعف حدتها بتوسع الفقر والبطالة واستمرار التهويد والاستيطان بالضفة ويتعمق الانقسام، وكله سيحرك روح المقاومة لدى أبناء الشعب.