قائمة الموقع

"قمة عمان".. هل تغتال القضية "حارسة البوابة"؟

2017-03-29T06:12:32+03:00

رغم احتلال العصابات الصهيونية أرض فلسطين منذ 69 عاماً، لا تزال القضية الفلسطينية تقف حائلاً دون التطبيع العلني بين الدول الغيورة على مصلحة أمتنا الإسلامية مع الاحتلال الإسرائيلي، وإن حصل هذا التطبيع بأشكال مختلفة لدى بعض الدول لكنها كانت سرية وليست ذات طابع رسمي.

واليوم.. يناقش العرب في "قمة عمان" ما وصفه أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط "تصحيح المسار"، في الوقت الذي أعلن فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن حكومته ملتزمة بالعمل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق تسوية مع الفلسطينيين والعرب، وكأن القضية الفلسطينية سوف تكون الجسر الذي تعبره القمة العربية لتحقيق التطبيع العربي الإسرائيلي.

هذا المشهد يعيد إلى الأذهان "قمة الخرطوم" والتي أعلنت عن ثلاثة لاءات عربية ( لا للصلح – لا للاعتراف- لا للتفاوض)، والتي كسرتها قمة بيروت عام 2002 والتي عرضت التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي شريطة انسحابه حتى حدود حزيران عام 1967.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تغتال "قمة عمان"، القضية الفلسطينية بصفتها "حارسة البوابة" التي تحول دون التطبيع العربي العلني مع الاحتلال الإسرائيلي؟!.

لن تتجاوز بيروت

الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب، يرى أن القرارات المدرجة على لائحة أعمال القمة لن تتجاوز تفاهمات قمة بيروت والتي أكدت على مبدأ أن الحديث مع (إسرائيل) وبناء علاقات معها مناط بإنهاء احتلالها للأراضي المحتلة عام 1967.

وقال حرب في حديث لصحيفة "فلسطين": "وزراء الخارجية العرب أكدوا على المبادرة العربية والتي حددت المسار العربي في العلاقة مع (إسرائيل)"، مفسراً حديث أبو الغيط بأنه يعبر عن شأن عربي داخلي في محاولة لإعادة العلاقة العربية إلى وضعها الطبيعي.

وأوضح أن المشهد العربي يعيش تباينات واضحة تصل إلى حد الصدام فيما يتعلق بالملف السوري والليبي واليمني، وأن الحديث اليوم هو في إطار إعادة التصالح العربي في إطار وحدة الموقف.

وفيما يتعلق بالطرح الفلسطيني الجديد الذي تحدث عنه أبو الغيط، قال حرب: عملياً لا يوجد مبادرة فلسطينية، بل هي تأكيد لما جاء في مبادرة التسوية العربية، مع التشديد على مركزية القضية، والدعم العربي لها، إلى جانب الالتزام التام بالمبادرة المقررة في الدورات المتلاحقة للقمة العربية.

وأشار إلى أن "قمة عمان" تسبق زيارة ثلاثة زعماء عرب للولايات المتحدة للقاء ترامب، وهم رئيس مصر الحالي عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني ملك الأردن، ومحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية.

نعم للنعمات

وفي سياق متصل، يرى الكاتب والمحلل السياسي، راسم عبيدات، أن قمة عمان ستغتال قمة الخرطوم ولاءاتها الثلاث.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "لا يزال العرب متمسكين بقمة بيروت التي عقدت عام 2002، والتي تبنت مبادرة التسوية العربية، والتي يريدها الاحتلال الإسرائيلي بمقاييس خاصة تضمن له التطبيع العربي وتعفيه من الانسحاب من الأراضي الفلسطينية".

وتابع: "لا يزال العرب يرددون اسطوانتهم المشروخة والتي تداولوها من قمة إلى أخرى علها تصل إلى مرحلة قبول الاحتلال الإسرائيلي بها"، منبهاً إلى أن الاحتلال يسعى إلى بلوغ مرحلة التطبيع العلني بعد أن أمضى باعاً من التطبيع السري مع بعض الدول العربية شمل نواحي أمنية وعسكرية واستخباراتية ناهيك عن الاقتصادية.

واعتبر أن الاحتلال يسعى إلى صياغة آلية جديدة للتسوية مع السلطة الفلسطينية عنوانها ما يعرف باسم (السلام الإقليمي)، مشيراً إلى أن نتنياهو وترامب، يدعمون آلية النقاط الأمنية والتي لا تقبل حل الدولتين مطلقاً.

وأضاف: "الجهاز السياسي والعسكري الإسرائيلي متفقون على عدم القبول بقيام دولة فلسطينية بأي شكل كان، وإن حدثت فلتكن في غزة فقط"، مبيناً أن (إسرائيل) تسعى إلى مبادرة تتضمن حلولاً مؤقتة وتسويفية.

وتوقع أن تركز قمة عمان على الدور الإيراني في المنطقة العربية وأن تكون أكثر حدة في التعاطي مع هذا الملف، مع التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية والحقوق الدولية التي نصت عليها القرارات الدولية.

اخبار ذات صلة