قائمة الموقع

في رمضان.. أسواق القدس بلا رُوّاد

2020-05-02T17:56:00+03:00

حالة من الركود والكساد خيّمت على أسواق مدينة القدس خلال شهر رمضان هذا العام في ظل تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد في مدن الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، بعكس الأعوام السابقة، التي اتسمت بكثرة البضائع ووفرتها وإقبال المواطنين عليها.

ويعول تجار مدينة القدس وأصحاب البسطات على شهر رمضان سنويا، حيث تكثر فيه الخيرات والبركة، لكنّ هذا العام فرضت الظروف الصعبة نفسها، بسبب كورونا وأجبرتهم على إغلاق محالهم والمكوث في بيوتهم، التزاماً بقرارات السلامة والأمان.

ومما لا شك فيه أن إغلاق الأسواق والمحال التجارية، انعكس سلباً على أوضاع أصحابها الاقتصادية، وفاقمت من معاناتهم، بل وكبّدتهم خسائر مالية جمّة، نتيجة تكدّس البضائع لديهم، علماً أنهم ينتظرون شهر رمضان ليعوضوا خسائرهم التي لحقت بهم نتيجة إجراءات الاحتلال، وفرض الضرائب الباهظة.

عبد الله أبو اسنينة صاحب مخبز "باب حطة" المجاور للمسجد الأقصى، يؤكد أن غالبية المحال التجارية والأسواق مغلقة نتيجة تفشي فيروس كورونا، حفاظاً على سلامتهم من انتقال العدوى.

يقول أبو اسنينة الذي يقطن في منطقة راس العامود، القريبة من المسجد الأقصى، خلال اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين": إن الإغلاق سيستمر طول شهر رمضان، "ومن يُخالف ذلك، يتعرض للمساءلة والضرائب".

واعتاد أبو اسنينة على الإكثار من إنتاج "الكعك" الذي يُعدّ الأكثر شهرة في مدينة القدس، ويلقى إقبالاً كبيراً من المواطنين، وفق قوله، مستدركاً "لكن هذا العام لم أحضّر كميات الكعك كما السابق، نظراً لانعدام الحركة وإغلاق الأسواق".

ويحكي بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه الأوضاع في القدس وأسواقها "سيمضي رمضان هذا العام بلا كعك".

ويشير إلى أن إغلاق المحال التجارية انعكس سلباً على أصحابها، وأدى إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لهم، "لا ندري كيف سينقضي هذا الشهر على عائلاتنا نتيجة الإغلاق".

ويتابع حديثه، بدعاء للمولى، أن يفك هذه الغمة على الفلسطينيين وأبناء القدس وأمة المسلمين جميعاً.

ولم يكن يوسف السلايمة صاحب محل تجاري لبيع المواد الغذائية، أفضل حالا من سابقه، حيث تضرر هو الآخر من إغلاق المحال التجارية التي يملك أحدها.

يقول السلايمة لصحيفة "فلسطين": "اعتدنا على بيع كميات كبيرة من السكر وحاجيات الحلويات والقطائف لأصحاب محلات الحلوى خلال السنوات الماضية الطويلة".

السلايمة الذي يقطن في منطقة المصرارة قرب باب العامود، ويعمل في مهنة التجارة منذ 36 عاماً: "هذا الشهر يمر صعباً علينا، حيث انعدمت حركة البيع والشراء بفعل الإغلاق المتواصل للمحال(...) الوضع سيئ جداً هذا العام".

تلك الظروف الصعبة فإن السلايمة لم يفقد الأمل، قائلًا: "نتفاءل خيراً بما هو باقي من أيام شهر رمضان المبارك، بأن تكون أفضل من سابقاتها".

ويبيّن أن المواطنين اشتروا أغراضهم ومستلزماتهم بكميات كافية منذ أول أيام وصول فيروس كورونا، لأنهم سيبقون في بيوتهم فترة طويلة، وذلك ضمن وسائل الحماية والوقاية من الجائحة.

ولم يُخفِ أن استمرار الإغلاق يكبّدهم خسائر كبيرة، "ومع ذلك فإنه لم يفقد الأمل بالأيام القادمة".

بائع الكعك أسامة الرازم من جهته يتقاسم مع زملائه السابقين، الألم والحسرة على الأوضاع التي وصلت إليها الأسواق في مدينة القدس بسبب كورونا التي أضيفت لسياسات الاحتلال.

وامتهن الرازم "بيع الكعك" عن جده منذ أكثر من 50 عاماً، حيث اعتاد أن يجلب الكعك و"البرازق" بكميات أكبر خلال شهر رمضان، نظراً للإقبال الكبير عليها، لكن هذا العام "لم يكن في الحسبان"، وفق حديثه مع صحيفة "فلسطين".

اخبار ذات صلة