أكدت الهيئة العليا لشؤون العشائر بالمحافظات الجنوبية دعمها للإجراءات الحكومية المتبعة في غزة للحيلولة دون وصول فيروس "كورونا"، ومنع انتشاره بين أكثر من مليوني نسمة يسكنون القطاع الساحلي البالغ مساحته 365 كيلومترًا مربعًا.
وشدد المنسق العام للهيئة المختار أبو سلمان المغني، على ضرورة مساندة جميع قطاعات المجتمع لوزارتي الداخلية والصحة، في سلسلة الإجراءات التي تتبعها منذ بداية العام لحماية المواطنين من الفيروس الذي ظهر في الصين وانتشر حول العالم.
وكان إنشاء وزارة الصحة بالتعاون مع جهات محلية ودولية منها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، مراكز للحجر الصحي للعائدين إلى قطاع غزة من خلال بوابة معبر رفح، جنوب القطاع، وعبر حاجز بيت حانون "إيرز"، سببًا مركزيًّا في عدم وصول الفيروس.
وصنفت منظمة الصحة العالمية "كورونا" بأنه "جائحة" بعدما اجتاح قارات العالم جميعها خفية.
رسالة السنوار
وفي سياق متصل، ردَّ المغني على رسالة نصية وصلت جميع مخاتير ووجهاء المحافظات الجنوبية من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، خاطب من خلالها آلاف المخاتير والوجهاء والأعيان، في إطار التواصل المستمر معهم لوضعهم في صورة الإجراءات والخطوات الوقائية التي نفذتها جهات الاختصاص لمواجهة فيروس "كورونا".
وأوضح المغني في تصريح لـ"فلسطين"، أن الرسالة تضمنت إطلاع المخاتير على الإجراءات التي أقرتها جهات الاختصاص للحفاظ على أبناء شعبنا، وما الذي قامت به، وتعريفهم بأماكن الحجر وطبيعته، وكيفية معاملة المحجورين، وتفاصيل واضحة عن طرق التعامل معها.
وأبدى إعجابه الشديد بإنجاز جهات الاختصاص بمنع وصول المرض، في وقت لا نملك فيه إلا إمكانات بسيطة.
وأضاف: "بكل تقدير واحترام ومن القلب والوجدان ومن ضمير كل فلسطيني صادق حي ينتمي لهذا الوطن وترابه، نتقدم إلى رئيس حركة حماس بغزة والأجهزة الأمنية ووزارة الصحة من أطباء وعاملين، بالشكر على جهودهم".
وتابع المغني مادحًا جهات الاختصاص بغزة: "لا يسعنا أمام ما يقومون به لمواجهة الفيروس، إلا بشيء واحد؛ أن نضع أكاليل من الغار على رقاب هؤلاء الجنود البواسل الذين خاضوا معركة من أشرس المعارك وأقذرها واستطاعوا حماية الوطن من هذا الوباء والداء".
وأكد أن ذلك لفت أنظار الجميع إلى غزة، لكونه من الأماكن القليلة حول العالم التي لم يصلها الفيروس، إلا بعض الإصابات من المسافرين العائدين لغزة.
وذكر أن دول العالم بأسره وما تملكه من قدرات وقوات وإمكانات ومال، لم تستطِع مواجهة المرض، لكن غزة التي لا تملك شيئًا على الإطلاق وبسلسلة إجراءات وقائية وأساليب أخلاقية اتخذتها الأجهزة الأمنية وحركة حماس والحكومة حافظت علينا وحمتنا من هذا الوباء.
داعمون مساندون
وأكمل: "نحن الوجهاء والمخاتير من بيت حانون شمالًا حتى رفح جنوبًا، نقف داعمين ومساندين ومقدرين لإجراءات الوقاية، وعلينا أن نخضع جميعًا للتعليمات والتوصيات الصادرة من السنوار والمرسلة إلى جميع وجهاء غزة".
وأشار إلى أن دواوين المخاتير والمكاتب الإعلامية التابعة لها، تدعم جديًّا الجهود ضد "كورونا"، مشيرًا إلى التزامها توصيات الهيئة العليا لشؤون العشائر للوقاية من الوباء.
وقال: "السنوار لم يدخر جهدًا ودفع بقوة رغم الإمكانات الضعيفة لمواجهة الفيروس، وله منا كل الحب والتقدير والاحترام".
وكان السنوار دعا المخاتير والوجهاء للمساهمة من خلال مواقعهم الكريمة والمقدرة في إسناد الجهات المختصة ودعمها، مؤكدًا ضرورة حث العائلات والمجتمع عمومًا على التزام التوجيهات والإرشادات الصادرة عن جهات الاختصاص فيما يتعلق بالوقاية من الفيروس، حتى نصل بشعبنا إلى بر الأمان والسلامة التامة.