مع اقتراب موعد أذان العصر كانت قواها قد خارت، لم يعد بوسعها النظر في صفحتي الكتاب، ولم تتمكن من الانتهاء مما خططت له لدراستها اليومية، ففي الوقت الذي يعيش فيه المواطنون الأجواء الروحانية لشهر رمضان الفضيل، تستعد هبة صالح طالبة الثانوية العامة بالفرع العلمي لامتحانات الثانوية، التي تتطلب مضاعفة المجهود في الدراسة.
ذلك أن شهر رمضان له طقوسه الخاصة، تقول عن ذلك: "كل منا يحب أن يعيش رمضان بكل طقوسه، ولكن نحن طلبة الثانوية العامة نمارسه بشكل مختلف عن الآخرين، نقضيه بالدراسة والاستعداد للامتحانات، ويجب على كل منا أن يوفق بين دراسته وعبادته وطاعاته".
تتملكهم المخاوف –وفقًا لوصفها- من عدم القدرة على إتمام دراسة المنهاج قبل انتهاء رمضان، وعدم القدرة على تنظيم الوقت، أو التوفيق بين العبادة والدراسة لقضائهم وقتًا طويلًا في الدراسة، وأن تؤثر عليهم الزيارات.
"لكن يجب علينا أن نستثمر رمضان، فهو شهر الخير، وعلى كل طالب أن يجد ويجتهد، فهو الكنز الثمين لنا، ويجب تهيئة الوضع لأنفسنا لنوفق بين شهر رمضان والدراسة، وعليه يجب أن نكون مدركين مصالحنا، لأنه بعد انقضاء رمضان تكون الامتحانات على الأبواب" تتابع حديثها.
ومع بداية العد التنازلي تزداد مخاوفهم، خاصة أنها "سنة مصيرية" –كما تصفها- "فلم يتبق الكثير على تحقيق الهدف والفرحة التي ينتظرها الجميع".
أما سلسبيل الحولي طالبة الثانوية العامة في الفرع الشرعي فأعدت جدولًا لتنظيم وقتها في شهر رمضان، فجعلت بعد صلاة الفجر وقتًا للدراسة حتى الساعة الثانية عشرة وكأنها في الدوام المدرسي، وتحظى بعدها بالاستراحة قليلًا وقراءة القرآن، وتقسم وقتها بين الدراسة والاستراحة والعبادة.
ولا يقتصر الأمر على الطالبة بل يمتد تأثير الامتحانات ودراستها إلى عائلتها التي لا تألو جهدًا في توفير الأجواء المناسبة للدراسة، التي تتناقض مع طبيعة الأجواء الرمضانية التي تفرض طقوسًا معينة.
والطالبة في فرع العلوم الإنسانية وسام ثابت من جانبها الأمر قد يكون سهلًا، ولكن يمكن أن تواجه بعض المشاكل، لكون رمضان له أجواء خاصة وغير مناسبة للدراسة؛ فهي أجواء للعبادة أكثر منها للدراسة.
وتشير إلى أن لهم تجربة سابقة في الدراسة في شهر رمضان، ففي العام الماضي كانت امتحاناتهم النهائية في بدايته، فكان الأمر مريحًا، ولكنه يعتمد على تنظيم الوقت وإدارته.
وترى ثابت أن رمضان فرصة للدراسة، لما يتمتع به من أجواء روحانية لصفاء الذهن والقلب.
وقد حددت وزارة التربية والتعليم موعد امتحانات الثانوية العامة في 30 أيار (مايو) 2020م بمادة التربية الدينية والفقه الإسلامي، على أن تنتهي يوم الأربعاء 17 يونيو 2020م.
وقت الذروة
"هناك فروق فردية بين الطلبة يجب مراعاتها"؛ هذا ما يبدأ به خبير التنمية البشرية محمد الرنتيسي حديثه، مواصلًا: "لا يمكن تخصيص جدول معين للدراسة لجميع الطلبة، ولكن لا بد من استثمار وقت الذروة، ويحاول فيه الطالب إنجاز أهم الأعمال، إذ يكون في ذلك الوقت يتمتع بكامل القوى العقلية والذهنية، ما يساعده على إنجاز أكبر قدر ممكن".
وينصح في حديث إلى صحيفة "فلسطين" الطالب بتقسيم الوقت بين دراسة وراحة ليتيح لنفسه تجديد الطاقة، وتقسيم المنهاج الدراسي والابتعاد عن مبدأ التراكم، ووضع خطة لتغطية جميع المواد.
ومن الأمور التي يجب الانتباه إليها طبيعة الطعام الذي يتناوله الطالب، فطريقة الأكل ونوعية الطعام تؤثران في قدرته على الاستذكار، فيجب تناول طعام الإفطار بعناية، وأن يكون متوازنًا حتى لا يشعر بالتخمة؛ وفقًا لقول الرنتيسي.
