قائمة الموقع

التهاون في تعليم الأطفال الصيام يحرمهم قيمه

2020-04-27T16:34:00+03:00

يستثمر المسلمون شهر رمضان فرصة لتعليم صغارهم الكثير من العبادات والطاعات التي ستصبح فرضًا عليهم عندما يكبرون، من صلاة، وصيام، وقراءة قرآن، وغيرها من العبادات، وذلك بممارستها بكثرة أمامهم أو دعوتهم للمشاركة فيها.

لكن بعضًا قد يتهاونون في تعليم أطفالهم صيام شهر رمضان بحجة أنهم لا يزالون صغارًا، أو أنه قد يلحق بهم ضرر صحي في حال امتناعهم عن الطعام والشراب، وغيرها من الأعذار التي يوجدها الأهل لتسويغ عدم صيام أبنائهم الصغار، بدلًا من اتباع الخطوات المناسبة لمراحلهم العمرية ووفق الضوابط الشرعية والصحية؛ فيحرم ذلك الأبناء استشعار قيم رمضان.

علا محمد (42 عامًا) من مدينة غزة أم لستة أبناء جميعهم سيصومون هذا الشهر عدا أختهم الصغيرة التي تبلغ من العمر 11 سنة، فصغر سنها لا يجعل أمها متشجعة لتبدأ هي كذلك صيام رمضان مثل باقي إخوتها؛ كما تقول.

تبين علا في حديث إلى صحيفة "فلسطين" أنها لم تجبر أبناءها على الصيام وهم صغار بتاتًا، لافتةً إلى أنها تخاف عليهم أن يؤثر الصيام فيهم: في نمو أجسادهم، أو أن يلحق بهم الهزال والضعف بسبب طول ساعات الصيام، وارتفاع درجات الحرارة، كما في السنوات الماضية.

وتوضح أنها تفضل أن يبادر الطفل في موضوع الصيام ويطلبه، ولكن بشرط أن يتناسب ذلك مع وضعه الصحي وقدرته على صيام اليوم كاملًا أو أكثر من نصفه.

الاختصاصي النفسي والاجتماعي إسماعيل أبو ركاب يرى أن التهاون مع الأطفال وعدم محاسبتهم على تقصيرهم في تعلم الصيام وفقًا لمراحلهم العمرية، أو أداء باقي العبادات في شهر رمضان أو غيره من أيام السنة؛ هو من الأخطاء التي يقع فيها الأهل.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "إن من واجب كل أم وأب أن يهتما بتربية أبنائهما على الطاعة والتربية التي أمر بها الله (عز وجل) ورسوله الكريم، ومنها الصيام"، لافتًا إلى أن التهاون في تعليمهم الصيام يفقدهم تعلم كثير من الأخلاق النابعة من عبادة الصيام.

فالصيام –يتابع أبو ركاب- "مدرسة تعلم الصغير قبل الكبير الأخلاق، وتهاون الأهل في تعليم الطفل الصيام يعني التهاون في تعليمه خلق الأمانة، وخلق حفظ الأسرار، وخلق الرقابة الذاتية والخوف من الله، وخلق الصبر على المكروه والآلام، وغيرها الكثير".

ويؤكد أن الطفل إذا استطاع الصيام ولو ساعات بسيطة فإنه سيعزز نظرته إلى نفسه على أنه قادر على تحمل الصيام كالكبار، إضافة إلى أن أداء هذه العبادة سيزيد من ثقته بنفسه، وهو ما سيترك أثرًا كبيرًا عليه على المدى البعيد.

ويذكر أبو ركاب أن الصيام يعلم الأطفال الكثير من العبادات والأخلاق التي يكثر فعلها في هذا الشهر، وإن تغافل الأهل عن الأطفال من الصغر ولم يعلموهم هذه العبادة وباقي الأخلاق فإنهم سيفتقدونها عندما يكبرون، وسيكون من الصعب غرسها من جديد بداخلهم.

 

اخبار ذات صلة