بدأت أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري الأخير، للقمة العربية، التي تنطلق بعد غدٍ الأربعاء، في منطقة البحر الميت بالأردن، بحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بمشاركة وزير الخارجية رياض المالكي.
ويتضمن جدول أعمال الاجتماع، الذي سيعقد برئاسة وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، وتترأس بلاده القمة الـ28 خلفا لموريتانيا، 16 بندا، تتناول مختلف القضايا السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، في العالم العربي.
ويعقب الجلسة الافتتاحية للاجتماع جلسة عمل أولى مغلقة، يتم خلالها اعتماد مشروع جدول الأعمال، ومناقشة بنوده، ثم تليها جلسة عمل ثانية مغلقة، يتم خلالها إقرار مشاريع القرارات ومشروع “إعلان عمان” الذي سيصدر عن القمة العربية.
كما يعقد على هامش هذا الاجتماع، اجتماع لهيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات على المستوى الوزاري، ثم اجتماع لترويكا القمة (مصر وموريتانيا والأردن)، وترويكا مجلس الجامعة العربية (تونس والجزائر وجيبوتي).
من جانبه، استعرض أبو الغيط خلال كلمته رؤيته لأهم التحديات التي تواجه المنطقة العربية خلال المرحلة الحالية، مشيراً إلى التغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وتكاد أن تقتلع حتى ثوابت الجغرافيا والديموغرافيا، والتي تستلزم أن يبقى النظام العربي في قلب التعامل مع هذه التحديات والتغييرات وعلى رأسها الأزمة السورية التي تمثل أكبر أزمة تشهدها المنطقة في التاريخ الحديث.
وأكد أبو الغيط "أنه يجب ألا تُرحّل للأطراف الإقليمية والدولية لإدارتها وفق مصالحها بعيداً عن النظام العربي، مع أهمية العمل على إيقاف نزيف الدم وإنهاء الحرب في سوريا، والتوصل إلى تسوية على أساس بيان جنيف (1)، وقرار مجلس الأمن 2254، وبما يحفظ لسوريا وحدتها وتكاملها الإقليمي، ويضمن للشعب السوري تحقيق تطلعاته المشروعة".
وشدد على ضرورة العمل بكل السبل الممكنة، من أجل تفعيل الحضور العربي الجماعي في الأزمات الكبرى التي تشهدها المنطقة، سواء في سوريا أو في ليبيا أو في اليمن، إضافة للاستمرار في العمل بقوة من أجل تحقيق تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه التحديات تمثل حزمة مركبة، ومتداخلة من المشكلات السياسية الداخلية والتدخلات الإقليمية في الشؤون العربية، وتهدد الكيان العربي في مجموعِه، كما تضرب الأساس الذي يقوم عليه وهو الدولة الوطنية المستقلة ذات السيادة.
وأكد "أن الجامعة العربية تستمد قوتها وحضورها من الرغبة الجماعية للدول العربية في العمل المشترك، والتحديات الحالية تستدعى العمل على تمكين الجامعة، من حيث التمويل والإسناد السياسي، والدعم المعنوي، لكي تكون أكثر استعداداً للتفاعل مع الأزمات العربية الضاغطة، وأفضل تأهيلاً للانخراط بجدية في محاولة تسويتها، مشيرا إلى أن الجامعة لن تكون قادرة على تلبية تطلعات الدول في هذا الصدد، أو ترتقي لمستوى طموحات المواطن العربي بينما تعاني ميزانيتها السنوية على مدار العامين الماضيين من نقصٍ خطير.
حضر الاجتماع بجانب الوزير المالكي، مندوب فلسطين في الجامعة العربية جمال الشوبكي، ووكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات، والمستشار أول مهند العكلوك، والمستشار تامر الطيب، وسكرتير أول جمانة الغول، وجميعهم من مندوبية فلسطين في الجامعة العربية.