فلسطين أون لاين

تنفيذًا لصفقة (ترامب نتنياهو) التصفوية

"الضوء الأخضر" لضم المستوطنات.. موقف أمريكي لن تحمد عقباه

...
غزة- أدهم الشريف

جاء "الضوء الأخضر" لضم مستوطنات مقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، ليمنح (إسرائيل) إِذنًا آخرَ لتنفيذ "صفقة القرن" التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير/ كانون الثاني الماضي، كما يقول مختصان في شؤون الاستيطان.

والأسبوع الماضي أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن قرار ضم أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة يعود في "نهاية المطاف" إلى (إسرائيل)، وهو ما عدَّته أوساط فلسطينية "ضوءًا أخضرَ" لحكومة نتنياهو -غانتس للمضي قدمًا في تهويد الضفة الغربية ببسط السيطرة الإسرائيلية عليها فور انتهاء الطاقم الأمريكي الإسرائيلي من رسم الخرائط التي تتيح لـ(إسرائيل) المباشرة في تنفيذ الصفقة على الأرض من طرف واحد، وسط انشغال العالم بمواجهة جائحة "كورونا".

وأكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس؛ أن الاحتلال الإسرائيلي لم يغير سياسته الاستيطانية إطلاقًا رغم انشغال العالم بالفيروس الذي أصبح العدو الأوحد للإنسانية.

وأكد أن (إسرائيل) بإجراءاتها تثبت للعالم أنها عدوة للإنسانية والشعوب مجددًا، وتستمر في توسيع نطاق المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وتطارد المزارعين، تزامنًا مع استمرار انتهاكات المستوطنين الذين لم يتغير سلوكهم وزادوا من اعتداءاتهم.

وقال: "المخططات الاستيطانية مستمرة في مختلف الأراضي المحتلة بالضفة والقدس، ولم تتراجع للحظة واحدة، والضوء الأمريكي الذي تمثل بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي، يعني أن الكرة في الملعب الإسرائيلي دون مبالاة بموقف المجتمع الدولي".

وأوضح دغلس أنه ومنذ بدء انتفاضة الأقصى وجيش الاحتلال يقتحم جميع مناطق الضفة، "ويتضح ذلك من خلال عمليات الاعتقال للمواطنين نهارًا وليلًا، وعمليات الهدم والتشريد وما يتعرض له المواطنون من انتهاكات يومية".

وأشار إلى أن الاحتلال يمنع البناء في بعض المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، بحجة قربها من المستوطنات التي يزيد عدد المستوطنين فيها على (735) ألفًا، مبينًا أن (إسرائيل) تسعى لرفع هذا العدد في الضفة الغربية بما فيها القدس إلى مليون مستوطن.

مشروع متمدد

من جهته، قال الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش، إن "المشروع الاستيطاني قائم قبل قيام الكيان الصهيوني، وعندما احتلت (إسرائيل) المزيد من الأراضي الفلسطينية إبان حرب الـ67 كان لديها مخطط كامل لتهويد الأراضي الفلسطينية والاستيلاء على أكبر قدرٍ منها وبناء المستوطنات بهدف تفريغ الأرض من سكانها حتى تكون خالية من أي جنسية أخرى".

وأوضح أن الاحتلال يسعى إلى طرد الشعب الفلسطيني "ليس عنوة، وإنما من خلال مشاريع ومضايقات يضطر بسببها المواطن الفلسطيني لمغادرة أرضه تحت ضغط الاعتداءات والضرائب وغيرها من الأساليب".

"لكن المواطن أصبح يعرف مخططات الاحتلال الإسرائيلي وأهدافه، ولذلك يصمد أمام كل هذه المضايقات"، بحسب حنتش.

وشدد على أن الموقف الإسرائيلي يستند تمامًا إلى الموقف الأمريكي الداعم دائمًا وأبدًا للمشاريع الاستيطانية في الأراضي المحتلة، حتى أصبحت الإدارة الأمريكية جزءًا من المشروع الصهيوني لتهويد فلسطين، منبهًا إلى أن بعض المواقف الأمريكية تكون أكثرًا ضررًا بالفلسطينيين من الموقف الإسرائيلي.

وذكر حنتش أن مشاريع الاستيطان مستمرة منذ نشأة كيان الاحتلال، اعتمادًا على الدعم الأمريكي ومواقف دول عربية ودولية لا تتعدى الشجب والاستنكار والإدانة، وهذا يجعل ذلك (إسرائيل) مستمرة بهذه المشاريع.

وأكد أن ذلك "سيضطر الشعب الفلسطيني في لحظة من اللحظات إلى الانفجار ولن يقف مكتوف الأيدي مقابل المشاريع الاستيطانية، وربما يضع الشعب الفلسطيني في زاوية تجعل المنطقة كلها في موقف لا تحمد عقباه".