قائمة الموقع

بسبب "كورونا".. أسواق غزة بحلّة جديدة خلال شهر رمضان

2020-04-24T18:15:00+03:00

عند مداخل سوق الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، ومع دخول شهر رمضان المبارك، يصطف عددٌ من عناصر الشرطة الفلسطينية، لتنظيم حركة المواطنين و"البسطات" العشوائية، وهم يرتدون "الكمامات" الطبية، ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة تفشي فيروس "كورونا" المستجد.

شكل جديد اكتسى به شهر رمضان هذا العام غابت خلاله معالم البهجة وبعض الطقوس المُعتاد عليها منذ سنوات طويلة، بفعل فيروس "كورونا"، الذي فرض نفسه على كل مدن العالم، وقطاع غزة واحد منها، ما دفع المواطنين لاتخاذ التدابير ووسائل الحماية منعاً لتفشي الوباء.

وشهدت أسواق غزة إقبالاً "ضعيفاً" من المواطنين، على شراء أغراض ومستلزمات شهر رمضان، مقارنة مع الأعوام السابقة، في أعقاب تفشي فيروس "كورونا" واستمرار التحذيرات بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية.

بائع الخضار والفواكه عبد الجليل، وقف خلف "بسطة" الخضار ينهمك في بيع المواطنين –الذين تقل أعدادهم عن الأعوام السابقة- وذلك نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة من جهة، وتفشي وباء "كورونا" من جهة أخرى.

ويؤكد عبد الجليل الذي يرتدي "كمامة طبية" لصحيفة "فلسطين" أن حركة البيع والشراء هذا العام، أقل من الأعوام السابقة، وذلك بسبب اقتناء المواطنين أغلب حاجياتهم مع بداية أزمة كورونا بكميات كبيرة.

ويوضح أنه اضطر لارتداء "الكمامة" استجابة لنداءات وزارتي الصحة والداخلية، بضرورة اتخاذ كافة التدابير الوقائية، خشية تفشي فيروس "كورونا"، مشيراً إلى أنه يحرص على وجود مسافة بينه وبين المواطنين عند البيع والشراء.

ويُعرب عن أمله أن يكون شهر رمضان المبارك أفضل من سابقه، وأن تزول غُمة وباء كورونا، بأقرب وقت.

على بُعد أمتار عدّة، سعى الشاب أحمد جبر- صاحب محل لبيع المواد الغذائية والتموينية- لاتخاذ الإجراءات الاحترازية منعاً لتفشي "كورونا"، سيّما أنه يتعامل مع عشرات المواطنين.

ويُطالب جبر خلال حديثه مع "فلسطين"، المواطنين بضرورة الالتزام بوسائل الوقاية وارتداء "الكمامات والقفازات" الطبية، تجنباً لتفشي وباء "كورونا"، في ظل المرحلة الحالية الخطرة، وفق تحذيرات وزاراتي الصحة والداخلية.

ويوضح أنّ كميات البضائع متوفرة وبأسعار مناسبة للجميع، لكنّ إقبال المواطنين عليها "ضعيف" خلافاً للأعوام السابقة، بسبب فيروس "كورونا" الذي أرهق كاهل غالبية المواطنين.

ويشير إلى أن المواطنين يكتفون بشراء كميات قليلة من البضائع تكفيهم لأيام عدّة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، واستمرار الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 13 سنة.

فيما ينتظر محمد داود –صاحب بسطة مخللات- قدوم أعداد أكبر من المواطنين، كما اعتاد على ذلك خلال السنوات الماضية، سيّما أن شهر رمضان يكثر فيه شراء المخللات.

ويرتدي داود "قفازات" طبية في يديه أثناء عمله وتعبئة أكياس "المخللات" للمواطنين، وذلك تبعاً لإجراءات الوقاية والسلامة تحسباً من تفشي وباء "كورونا".

ويرجو من الله أن يزول هذا الوباء عن الفلسطينيين والأمتين العربية والإسلامية، وتتحسن ظروف وأحوال المواطنين في قطاع غزة، كونهم يعانون من الحصار الإسرائيلي الذي أثّر على كافة مناحي الحياة.

ويُعدّ شهر رمضان فرصةً كبيرة للتجار وأصحاب المحال وبائعي البسطات، وموسمًا اقتصاديًّا يحقق لهم دخلاً وفيرًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع.

وبحسب آخر الإحصائيات؛ فإن أزمة كورونا أضافت 20 ألف عاطل عن العمل في غزة، ليلحقوا بنحو 200 ألف متعطل أصلًا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

وفيما يتعلق بالمواطنين، فقد لاحظ مراسل "فلسطين" الذي تجوّل في أرجاء سوق الشيخ رضوان، التزام بعضهم بإجراءات الوقاية والسلامة من تفشي "كورونا" من خلال ارتداء "الكمامات والقفازات" الطبية.

المواطن أبو بلال عطا كان يضع على وجهه "كمامة" طبية، أثناء تجوله في السوق لشراء مستلزمات شهر رمضان المبارك، وذلك التزاماً بنداءات وزارة الصحة في غزة منعاً لتفشي كورونا.

ويوضح عطا الذي يعمل سائق أجرة، أنه يُعاني من أوضاعٍ اقتصادية صعبة، وازدادت بعد الإعلان عن وصول وباء "كورونا" للقطاع، وذلك بفعل ضعف تجول المواطنين في الشوارع، وهو ما انعكس سلباً على قدرته في اعالة أسرته.

ولم يختلف الحال لدى المواطن جمال خضر، الذي اقتصر على شراء مستلزمات شهر رمضان المبارك نتيجة تردي أوضاعه الاقتصادية والمعيشية.

ويطالب خضر الجهات المعنية بضرورة مساعدة المواطنين، وتحسين ظروفهم الاقتصادية، من أجل تمكينهم من الالتزام في بيوتهم لمواجهة تفشي "كورونا".

اخبار ذات صلة