قائمة الموقع

​والد فقها : العملاء داء يسري في الأمة

2017-03-27T07:04:10+03:00
صورة أرشيفية لوالد مازن فقها (أ ف ب)

اعتبر والد الشهيد مازن فقها، أن "أكبر رد" على اغتيال نجله الأسير المحرر مازن، هو القبض على عملاء الاحتلال الإسرائيلي "الذين قاموا بهذه الجريمة"، مضيفًا أن العملاء "مرض وداء يسري في الأمة".

وردا على سؤال صحيفة "فلسطين"، أمس، بشأن اغتيال نجله، قال الشيخ محمد سليمان فقها (74 عاما): "أكبر رد إذا مسكوا الناس (تم القبض على العملاء) الذين قاموا بهذا العمل"، مشددا على ضرورة ملاحقة "كل المجرمين والعملاء".

وأوضح أنه لم يكن يتوقع أن تكون عملية الاغتيال سريعة وبهذا الشكل، منوها في الوقت نفسه إلى أن منفذي عملية الاغتيال غيبوا نجله جسما فقط، "وأما العقلية والروح فهما لا يزالان موجودين معنا وفي الشارع الفلسطيني.

وفسّر كلامه بأن "الإنسان هو عقيدة وموقف، فهذا الرجل كانت عقيدته صحيحةً، وموقفه صحيحا، فالآن هذه العقائد تبقى مع الشعب، والشباب جميعا".

وعن آخر مكالمة جمعته مع الشهيد فقها، قال: "كانت قبل أن يستشهد بثلاثة أيام، وكان الحديث يدور حول مدينة طوباس (شمال الضفة الغربية والتي أبعد الاحتلال الإسرائيلي الشهيد مازن فقهاء عنها إلى غزة)، والطقس والربيع، وقال لأخته: صوروا لي البلد وأرسلوا لي الصور".

وبيّن أن ابنه الشهيد كان يطالب بالحق وهو "رجل مجاهد يريد أن يحصل على حقوق شعبه"، بينما الاحتلال "مغتصب يريد أن يأكل الحقوق".

وأشار إلى أن نجله كان يريد أن يعود لطوباس، لكنه أكد في نفس الوقت أن غزة التي أبعد الاحتلال الإسرائيلي الشهيد مازن إليها، هي جزء من فلسطين، تماما كما الضفة الغربية، وأنه رغم أن الشهيد مازن كان بعيدا عن عائلته، فإن أهل غزة قاموا بالواجب معه، لأن الشعب الفلسطيني فيه صفات الخير.

ووفقًا للشيخ فقها، فإن مازن كان يطمح إلى أن يخدم وطنه ودينه، وكانت تطلعاته كبيرة، وينظر إلى أعمال خلَّاقة من أجل البلاد، ويريد أن يبني وطنا يقوم على الدين والأخلاق.

وأضاف: "كان دائما يطلب منا أن ندعو له، أن يوفقه الله في عمله، ويسألنا عن صحتنا وأحوالنا، ويقول لنا إنه: مبسوط (فَرِح)".

وبشأن كيفية تلقيه نبأ استشهاد نجله، أجاب: "تلقيته بإيمان واحتساب؛ لأنني أعرف أن كل إنسان له أجل محدد، لا يمكن أن يزيد أو ينقص".

ونوه فيما يتعلق بوضع زوجة مازن بعد استشهاده، إلى أنها "تفهم الأوضاع جيدا وهي مؤمنة برسالتها ورسالة زوجها، كانت نعم الزوجة والرأي والمعين له على كل ما يريد".

وتابع: "هم (مازن وزوجته) كانوا يعطوننا الدافع الإيماني القوي والصبر"، مبديا اطمئنانه على زوجة الشهيد، لأنها بين أهل غزة، بين آبائها وإخوانها، وهم يقومون بالواجب.

ووجه رسالة للشباب الفلسطيني، قائلا: "أن يتمسكوا بدينهم وقيمهم وأخلاقهم، ويبعدوا عن الترهات والأمور البراقة التي تبعدهم عنه (عن الدين) وأن تكون لهم أهداف وطموحات، لأن الشاب إذا لم يكن له هدف فهو يسير في سراب لا قيمة له".

وتمم: "كل إنسان يجب أن يكون له هدف ورسالة خلَّاقة، وأن يحاول أن يبني فيه بلده وشعبه".

وكان مسلحون مجهولون قد اغتالوا مازن فقها في غزة، الجمعة الماضية، وهو أسير محرر وقيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي أكدت بدورها أن (إسرائيل) هي المستفيد من اغتياله.

والشهيد فقها هو واحد مما يزيد على ألف أسير أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سراحهم في صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" عام 2011، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وقد كان الاحتلال يعتقل فقها بتهمة تخطيط عمليات ضد إسرائيليين، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة تسع مرات.

اخبار ذات صلة