وتمر عملية إعداد الكعك بمراحل عدة بعد تجهيز عجينة الكعك، والتي يتم طيها ووضع عجوة التمر ذات اللون الأسمر بداخلها، ثم تحويلها لحلقات في صواني، توضع داخل الفرن، لخبزها.

وتجذب رائحة الكعك التي تفوح من منزل السطري الكائن في مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، المارة من الجيران والأقارب، ليتذوقوا طعمه الشهي.

أم صهيب أوضحت لـ"فلسطين أون لاين" أنها اعتادت على ممارسة هذا الطقس السنوي أواخر شعبان لتتهيأ وتتفرغ هي وعائلتها للعبادة في شهر رمضان ذو الأجور المضاعفة.

وقالت: "قبل سنوات كنت أعد الكعك في العشرة الأواخر من رمضان، وذلك الأمر كان مرهقا لي في ظل الصيام"، مشيرة أنه يحتاج وقوفا مطولا أمام فرن الغاز في مرحلة الطهي، وجهدا كبيرا في المراحل الأولى من تجهيزه.

وأضافت: "اجتماع الأجواء الحارة أمام الفرن مع الصيام أمر مرهق لذلك قررت العمل قبل دخول رمضان"، موضحة أنها تستعين في جارتها ميرفت الحمايدة، لامتلاكها طريقة عمل ممتازة لإعداد كعك شهي ومميز.

بدورها، ذكرت الحمايدة (49عاما) التي تعرف في المخيم باسم "أم ساهر"، أنها تتخذ من إعداد وتجهيز حلوى الكعك والمعمول والمعجنات والمفتول وخبز الصاج، مصدرا للرزق.

وقالت الحمايدة لـ"فلسطين أون لاين": "صناعة الكعك تنشط في رمضان في إطار التحضير لعيد الفطر، حيث تزين الأمهات موائد الضيافة به خلال زيارات العيد"، مشيرة أنها تعده طوال العام وفق طلب الزبائن.

ولفتت أن طقوس إعداد الكعك تعتبر إرثا فلسطينيا تتمسك به العائلات الفلسطينية، انتقل من الأجداد إلى الأبناء، قائلة: "كعك العيد هو إحدى الوسائل التي نعبر بها عن فرحتنا بالعيد، وندخل به البهجة على أطفالنا".