فلسطين أون لاين

​محللون: شائعات الاحتلال بعد اغتيال فقها لقراءة تصرفات المقاومة

...
صورة أرشيفية لتشييع الشهيد مازن فقها (أ ف ب)
رام الله / غزة - رنا الشرافي

حادثة اغتيال الأسير المحرر مازن فقها، يوم الجمعة الماضي في غزة، لا تزال تدور تكهناتها مثل كرة الثلج، والتساؤل الأكبر الذي يطرح نفسه، لماذا صمتت حركة حماس حتى اللحظة عن اغتيال أحد قادة جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام؟، وماذا تخبئ في جعبتها للأيام القادمة؟.

الإعلام العبري ركز على حادثة الاغتيال، وبث العديد من الشائعات، ووجه أصابع الاتهام إلى السلطة الفلسطينية و"السلفيين" في غزة وحماس نفسها، فيما كان الاحتلال الإسرائيلي المتهم الأول بالمسؤولية عن اغتيال فقها بالنسبة لحركة حماس.

ولم يكتف الإعلام العبري بذلك بل ركز على قرار وزارة الداخلية في غزة بإغلاق معبر بيت حانون "ايرز"، شمالي القطاع، واعتبر هذا القرار "ضد" المنظمات الدولية، متسائلاً عبر صفحة جريدة "يديعوت أحرونوت" العبرية: السنوار يهمس في أذن فقها.. فماذا وعده؟، مترقبة ما سيصدر عن غزة من معلومات وتحليلات علها تساعدها في قراءة طالع الحركة والتنبؤ بخطوة الدومينو القادمة.

حل اللغز

محمود مرداوي شقيق فقها في مسيرة النضال والكفاح، أحد محرري صفقة وفاء الأحرار، وهو كاتب مختص في الشؤون الإسرائيلية، يرى أن الاحتلال يسعى إلى الحفاظ على ضبابية موقفه حتى يتنصل من أي مسؤولية تجاه حادثة اغتيال فقها.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال الإسرائيلي أراد من خلال هذه العملية أن يوصل رسالة (ردع) لكل ناشط أو مقاوم حمل هم القضية وسار في درب الدفاع عنها، عله يسعى للبحث عن أمنه بدل الانكفاء على العمل الجهادي".

وتابع "إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال ما يبثه من شائعات إلى قراءة تصرفات المقاومة وما يصدر عن غزة من معلومات وتحليلات علها تساعده في حل لغز خطوة حماس القادمة؛ متى ترد وكيف ترد؟".

وأوضح أن نسبة 70-80% من الأخبار العامة التي يطلقها الاحتلال تهدف إلى جس نبض الطرف الآخر وفهم نواياه، مؤكدًا أنه لا يمكن لطرف غير الاحتلال أن ينفذ عملية اغتيال جبانة مثل هذه، وأن حركة حماس حملت المسؤولية للطرف الصحيح وهو الاحتلال.

وأشار إلى ضرورة أن يعلم الاحتلال أن كل من يقارعه في سبيل الدفاع عن أرضه ومقدساته؛ يفعل ذلك من منطلق عقيدته الراسخة وإيمانه بحقه في هذه الأرض، وأن دولة الاحتلال زائلة.

واستطرد "العدو الإسرائيلي يدرك ذلك وهو يقاوم مثل الدجاجة المذبوحة، ويملك القوة والامكانات، وأخذ الحيطة والحذر هو واجب كل إنسان ارتبط بهذا المشروع ولكن ليس على حساب التراخي أو التراجع عما يقوم به من عمل جهادي".

وختم حديثه قائلاً "مازن انتهى أجله وهذه عقيدة راسخة لدينا أن لكل منا أجلا".

رد نوعي

وفي سياق متصل، أبدى أستاذ العلوم السياسية، الدكتور كمال علاونة، المتابع للشؤون الإسرائيلية، يقينه بأن عملية الاغتيال التي تعرض لها الشهيد فقها لم تخرج عن فعل مخابرات الاحتلال سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين":" أستبعد أن يكون الفاعل طرفا آخر، سيما وأن هذا الشهيد معروف ويشهد له بالخلق، والمستفيد الوحيد من قتله هو الاحتلال"، مشيرًا إلى أن الأنباء الواردة من (تل أبيب) وقادة جيش الاحتلال تؤكد اعتقاده.

وتابع "هناك تكتم شديد من قبل الاحتلال على هذه الحادثة، ولو لم تكن أجهزة الاحتلال هي من يقف خلف هذه العملية لسارعت إلى النفي بدلاً من الترقب"، لافتًا إلى أن آراء المحللين الإسرائيليين دليل على أن الاحتلال يقف خلفها، لا سيما أن عائلة الشهيد أعلنت عن تلقيها تهديدات من الاحتلال بتصفية نجلهم مازن.

وبين أن التحليلات والتصريحات الصادرة عن الاحتلال الإسرائيلي تتوقع ألا يأتي ردّ حماس على هيئة قصف صاروخي حتى لا تندلع حرب جديدة، بل سيكون على شكل عمليات نوعية ضد المستوطنين في الضفة الغربية ولربما على شكل عمليات فدائية كما كان في السابق.

واستشهد بتصريحات حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام، التي أكدت أن دماء فقها لن تذهب هدرًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال رفع حالة التأهب في ما يسمى مستوطنات غلاف غزة.

وقال: ما يقلق الجانب الأمني والسياسي في دولة الاحتلال، هو أن حركة حماس لم ترد بإطلاق صواريخ، وهذا يعني احتمالية أن يكون ردها نوعيًا قد يحمل في مضمونه عمليات نوعية تنقل ساحة المعركة إلى الداخل المحتل أو الضفة الغربية فهذا أمر وارد جدًا.

وأوضح أن عمليات "الموساد" لم تقتصر على الأراضي الفلسطيني فهي طالت العديد من الدول العربية والغربية، ونجحت باغتيال شخصيات مؤثرة وفعالة، مشددًا على ضرورة اتخاذ حركة حماس وجناحها العسكري إجراءات سريعة لملاحقة الفاعلين سواء كانوا عملاء أو وحدات خاصة أو غيرها.