فلسطين أون لاين

اتصالات "هنية".. تحرك سياسي لحشد المواقف والدعم للقضية الفلسطينية

...
غزة- يحيى اليعقوبي

في وقت ينشغل السياسيون بأزماتهم الداخلية التي سببتها أزمة فيروس كورونا (كوفيد 19)  وتوقف الحراك السياسي والتواصل المباشر بين المسؤولين ورؤساء الدول، يجري رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المتواجد حاليَّا في دولة قطر إسماعيل هنية اتصالات هاتفية مع عدد من رؤساء وقادة الدول عربيَّا ودوليَّا وشخصيات عربية ومفكرين وقادة فصائل فلسطينية بهدف تجاوز حالة الجمود السياسي ولدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الفيروس، وحشد الموقف الفلسطيني والعربي والدولي لصالح القضية بمواجهة صفقة القرن.

وسبق الاتصالات عدة زيارات نفذها هنية لقطر وتركيا وإيران وماليزيا وسلطنة عمان وروسيا، حيث قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي  للحركة طاهر النونو عنها في لقاء متلفز على فضائية الأقصى خلال إبريل/ نيسان الجاري، إن الزيارات هدفت لإعادة القضية إلى طبيعتها باعتبارها القضية المركزية للأمة وقضية تحرر وطني، وكذلك تصحيح المفاهيم حول القضية الفلسطينية بالإضافة إلى إعادة صياغة وتمتين العلاقات بين الحركة والعديد من الدول.

دعم صمود الشعب

وأكد أنه ما تم نقاشه أمران رئيسان هما القضية الفلسطينية سياسيًا وتوفير عوامل صمود الشعب الفلسطيني. بحث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، الأحد، توحيد الجهود الفلسطينية لمواجهة جائحة كورونا.

وخلال أزمة كورونا أجرى هنية العديد من الاتصالات مع الدول المذكورة وغيرها، ركز خلالها على أهمية دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة كورونا، أثمرت عن تقديم قطر منحة مالية عاجلة بقيمة (150) مليون دولار.

وتنوعت الاتصالات لقضايا أخرى منها بحث ملف صفقة "تبادل" بعدما أكد هنية في اتصال هاتفي مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، تصميم حماس على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، في إطار صفقة تبادل يمكن إنجازها إذا استجابت (إسرائيل) لمتطلباتها.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة السلطان "قابوس" د. هاني البسوس قال، إن هنية قبل الاتصالات الهاتفية الأخيرة قام بعدة زيارات مهمة لأكثر من دولة منها سلطنة عمان، التي استقبله سلطانها في شهر يناير/ كانون ثاني الماضي بنفس بروتوكولات استقبال الرؤساء.

وأضاف البسوس، أنه بدا واضحا أن هنية بعد أزمة فيروس "كورونا" وتوقف التواصل الجسدي بين المسؤولين السياسيين، اتجه إلى التواصل السياسي الهاتفي، في إطار تعزيز موقع القضية الفلسطينية وجلب الدعم الدولي، وبحث موضوع الاحتلال وصفقة القرن ومدى الحراك الإسرائيلي لضم الضفة وأهمية جلب دعم دولي للتصدي له.

ورأى أن الاتصالات الأخيرة محاولة لجلب المساعدات اللازمة للشعب الفلسطيني في مواجهة الأزمة الصحية العالمية، في ظل ضعف الإمكانيات الصحية في الضفة وغزة، متمما: "كرئيس مكتب سياسي لحماس فإن ذلك يعطي هنية نفوذًا كبيرًا يستطيع التحرك من خلاله لدعم الفلسطينيين اللاجئين في دول الشتات".

ساحة إقليمية

وقال البسوس: "ما يحدث جزء من عمل دبلوماسي يدلل على أن حماس تتمتع بقبول على الساحة الإقليمية ولها قبول شعبي في الدول العربية ومن بين أبناء الشعوب الخليجية".

ولفت إلى أن هذه الاتصالات ومضمونها يؤكد أن حماس "لا تقوم بعمل سياسي دبلوماسي من أجل ذاتها، وإنما لتوفير الخدمات الأساسية للشعب الفلسطيني ولإنهاء الاحتلال، وهذا يحتاج إلى تواصل مع المجتمع الدولي".

من جانبه، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن خروج هنية من قطاع غزة هدف إلى الالتقاء بقيادة حماس في الخارج، والالتقاء بالعديد من رؤساء الدول، واصفا الزيارات التي نفذها هنية بالناجحة في توضيح الرؤيا الفلسطينية في قضايا مختلفة.

وقال الصواف لصحيفة "فلسطين": "اللقاءات عززت مكانة حماس من خلال الاتصالات الهاتفية الأخيرة وقبلها زيارات الدول، نتيجة أزمة فيروس كورونا التي حدت من حركة الجميع بما فهيم السياسيون".

ولفت إلى أن نتائج هذه الاتصالات بدأت تلمس في تقديم الدعم للاجئين في لبنان والمساعدات القطرية والصينية في غزة، وأخرى متعلقة بالحراك الروسي حول صفقة التبادل خلال اتصال هنية بوزير الخارجية الروسي.

وأضاف الصواف: "أعتقد أن يد حماس باتت منفتحة على الجميع كشريك يمكن الوثوق به، وحققت نجاحًا ملموسًا في هذه الاتصالات، ودلالة الترحيب يدلل أن هناك نظرة لحماس بأنها لاعب أساسي في القضية الفلسطينية وواحدة من أهم قيادات الشعب الفلسطيني".