فلسطين أون لاين

"كورونا".. غطاء الاحتلال لتنفيذ (صفقة ترامب) على أرض الخليل

...
صورة أرشيفية
غزة- فاطمة الزهراء العويني

ينتهز الاحتلال فرصة انشغال العالم بوباء "كورونا" لفرض مزيد من الإجراءات التهويدية على الأرض في مدينة الخليل، مسابقًا الزمن لتطبيق (صفقة ترامب نتنياهو) التصفوية، في حين يواصل تعكير حياة المواطنين واستهدافهم بالاعتقالات بهدف ترحيلهم من المدينة، خاصة البلدة القديمة منها.

ويوصل الاحتلال ومستوطنوه الانتهاكات بحق المواطنين في الخليل، كان آخرها منع مستوطنين مزارعين من بيت أمر شمال الخليل، من العمل في أراضيهم، في حين اعتقل الاحتلال ثلاثة مواطنين منها دون سبب.

سجناء في بيوتهم

بديع دويك الناشط ضد الاستيطان في الخليل من "تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان" بين أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال مستمرًّا في إرهاب المواطنين في البلدة القديمة، الذين أصبحوا كأنهم مختطفين داخل بيوتهم وتحولوا إلى سجناء كأرقام في منعزلات.

وقال دويك لـ"فلسطين": "الاحتلال يمارس أبشع صور التنكيل والإجرام بحق المواطنين في القسم"h2" من المدينة الخاضع لسيطرته، في حين لا يتورع عن اقتحام منطقة h1 التي من المفترض أنها تحت سيطرة السلطة".

وبين أن الاحتلال يصول ويجول في كل المناطق، ضارًبا عرض الحائط بـ"اتفاقات السلام"، قائلًا: "لم توقف "كورونا" تلك الاقتحامات إذ اقتحم الاحتلال أخيرًا أكثر من منطقة، منها حارة الشيخ وجبل الرحمة اللتان تخضعان لسيطرة السلطة، والاعتداء على العائلات والناشطين، فما بالك بالمواطنين في المناطق التي تقع تحت سيطرته المباشرة؟!".

وأضاف: "إن الاحتلال يستمر بالعمل على تشطيب الشقق في المستوطنات التي بنيت أخيرًا، في حين يخشى الفلسطينيون أن تنفذ (إسرائيل) كل ما يتعلق بـ"صفقة ترامب" على الأرض مع انشغال العالم بكورونا".

وأشار إلى أن الاحتلال يستغل "كورونا" لمزيد من التقييد لحركة السكان في البلدة القديمة (التي يلفها 20 حاجزًا عسكريًّا يقيد حركة المواطنين دخولًا وخروجًا) أصبح يطلب منهم الحصول على تصاريح لمجرد الوجود في الشارع كما فعل في حارة جابر، إذ رفض السماح للمواطنين بالخروج لإحضار معقمات.

وأشار دويك إلى أن الاحتلال يريد إخلاء المنطقة الممتدة من تل الرميدة حتى الحرم الإبراهيمي من الفلسطينيين، لضمها إلى الشارع الالتفافي الذي يصل بين مستوطنات الخليل والقدس مباشرة.

ونبه إلى أنه بسبب الإجراءات القمعية للاحتلال تركت عدد من العائلات الفلسطينية المنطقة، وأغلقت 1800 محل تجاري أبوابها، في حين يستمر الاحتلال بالتنكيل بالسكان وصولًا إلى تهجير المتبقي منهم في إطار سياسة "التطهير العرقي".

تكثيف الاعتداءات

بدوره أكد الناشط ضد الاستيطان عماد أبو شمسية أن الاحتلال كثف من اعتداءاته على الفلسطينيين عبر الحواجز أخيرًا، ما يثير خشية الأهالي من إصابتهم بـ"كورونا" المنتشر في أراضي الـ(48) نتيجة تلك التصرفات.

وقال: "جيش الاحتلال يتعمد تفتيش المواطنين يدويًّا دون ارتداء الجنود القفازات والكمامات رغم أنهم يُفتشون تلقائيًّا عبر البوابات الإلكترونية".

وبين أن جيش الاحتلال يقتحم يوميًّا المناطق التابعة للسلطة، وتتعمد دورياته تفتيش المواطنين في حارة الشيخ وباب الزاوية وجبل الرحمة وغيرها.

وأضاف أبو شمسية: "وثقنا بصق المستوطنين على أبواب منازل المواطنين، في حين بصق جنود الاحتلال على سيارات المواطنين وأبواب منازلهم متعمدين نقل عدوى "كورونا" إليهم".

ولفت إلى أن ذلك يترافق مع محاولات متسارعة على الأرض لتوسيع الاستيطان إذ أقام المستوطنون "كونتينر" منذ عشرة أيام على أرض تابعة لعائلة الجبالي بالقرب من مستوطنة "تل الرميدة"، في حين حاولوا مرتيْن نصب خيمة على أرض تابعة لعائلة النتشة في المنطقة ذاتها، لكن الأهالي والنشطاء طردوهم.

وبين أبو شمسية أن الاحتلال ماضٍ في اعتقالاته للمواطنين إذ تقتحم دورياته بيوتهم في منتصف الليل شبه يومي، قائلًا: "تزداد مخاوفنا من أن الاحتلال يستغل "كورونا" لتنفيذ "صفقة ترامب" على الأرض؛ فهو ممعن في الإجراءات القمعية والانتهاكات اليومية".