وجه أهالي الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال رسالة مهمة، للمقاومة الفلسطينية تطالبهم بضرورة التمسك بمطالبها وبذل الجهود من أجل تحرير الأسرى، خاصة في ظل تفشي فيروس "كورونا".
جاء ذلك خلال مؤتمر عقده أهالي الأسرى، الأحد، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، بهدف إيصال رسالة للمقاومة بضرورة إبرام صفقة وفاء الأحرار (2).
وثمّن الأهالي المبادرة الإنسانية التي أعلنها رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يحيى السنوار، لإطلاق سراح الأسيرات والمرضى وكبار السن.
الأسير المحرر جواد عويضة ووالد الأسير مجد عويضة، أكد أن الاحتلال يستهتر بإمكانية تفشي فيروس "كورونا" ولا يأخذ الإجراءات الوقائية لمنعه من الانتقال إلى الأسرى والأسيرات في السجون.
وشدد عويضة على أن "الاحتلال يتعمد نقل الفيروس من خلال سحب 140 صنفاً من الكانتينا والتي تشمل المنظفات والمعقمات والأدوات الصحية".
وقال: "ثقتنا وثقة أبنائنا بأن قيادة المقاومة التي برهنت عبر تاريخها الحافل بالإنجازات المشرفة, أنها تضع قضية تحرير الأسرى على سلم أولوياتها".
وأضاف: "يجب علينا جميعاً شعباً وقيادةً ومقاومةً أن لا نترك حياة أبنائنا الأسرى رهن سياسات الاحتلال الصهيوني الذي يتعمد إمراض الأسرى في ظل وجود الصمت الدولي وانشغال العالم بجائحة كورونا".
وجدد التأكيد على كل ما جاء في لقاء "السنوار" بإبداء المرونة والتعاطي عبر المبادرة الإنسانية لإطلاق سراح الأسيرات والمرضى وكبار السن والأطفال تمهيداً لمعرفة الاحتلال مصير جنوده المفقودين المأسورين بيد المقاومة الفلسطينية، وذلك للدخول بصفقة تبادل عبر الوسطاء.
وطالب عويضة، المقاومة الفلسطينية الباسلة بكل أذرعها العسكرية بضرورة تفعيل غرفة العمليات المشتركة للتباحث والتشاور بكافة الوسائل والسبل التي تفضي إلى تحرير أبنائنا من سجون الاحتلال.
كما أكد على ما قاله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أن أي مساس بحياة أسرانا سيدفع الاحتلال أثماناً باهظةً "هذا أملنا وثقتنا بشعبنا ومقاومته الباسلة صانعة المجد والتحرير بإذن الله"، وفق قوله.
من جانبها، ثمّنت والدة الأسير المريض حسام الزعانين في سجن "نفحة" الصحراوي، المحكوم بالسجن 17 سنة، وأمضى منها 8 سنوات, مبادرة "السنوار" لإطلاق الأسرى المرضى.
وقالت الزعانين لصحيفة "فلسطين"،: "يتم تنفيذ المبادرة لأن الأسرى الجرحى لهم حق الأولوية بالخروج من السجن دون أي تفاهم (..) ثقتنا بالمقاومة عالية ونسأل الله أن يتم الإفراج عن الأسرى قريباً".
وأوضحت أن الاحتلال اعتقل نجلها "حسام" على حاجز بيت حانون "إيرز" أثناء توجهه للعلاج، وهو ما اعتبرته "انتهاكا لحقوق الإنسان".
وأضافت: "نرفض الأحكام العالية الموجهة للأسرى ونتمنى أن يتم الإفراج عنهم بأسرع وقت ممكن"، مناشدة مؤسسات حقوق الإنسان والضمائر الحية للضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى في ظل تفشي فيروس "كورونا".
وتابعت قائلة: "نتمنى أن يرجع أولادنا سالمين غانمين، فنحن خائفون عليهم بسبب انتشار فيروس كورونا ومماطلة الاحتلال باتخاذ إجراءات السلامة والوقاية".
من ناحيته وجه والد الأسير رائد الحج أحمد، القابع في سجن "نفحة" الصحراوي المحكوم بالسجن 20 عاما، رسالة للعالم كله بأن يرفع المعاناة عن جميع الأسرى خاصة في ظل تفشي فيروس "كورونا" في السجون.
وطالب المقاومة الفلسطينية بضرورة إبرام صفقة تبادل أسرى للإفراج عن جميع الأسرى في السجون "لأننا خائفون على أولادنا من كورونا".
إلى ذلك، قال منسق لجنة الأسرى في وزارة الأسرى مصباح عبد ربه، "جئنا اليوم لنذكّر أنفسنا والعالم الظالم والأمة العربية بأن هناك 5 آلاف أسير يعانون الأمريّن في سجون الاحتلال".
وأكد عبد ربه خلال حديثه مع "فلسطين" على هامش المؤتمر، دعمه وإسناده للمقاومة الفلسطينية ومبادرة "السنوار" لإطلاق سراح الأسرى المرضى وكبار السن.
وأضاف "جئنا نؤكد على رسالة السنوار ونقول له نحن معك على أن أساس صفقة أولى تكون بإخراج الحرائر والأطفال وكبار السن تمهيداً لصفقة كبرى "وفاء أحرار (2)"، وصولاً للإفراج عن جميع الأسرى وخاصة المؤبدات.
وأكد دعمه للمقاومة: "نشد على أيديكم وعليكم أن تتمترسوا خلف مطالبكم ولا تعطوا العدو أي معلومة دون مقابل".
وأفاد عبد ربه بوجود 550 أسيراً من أصحاب المؤبدات و180 أسيراً من الأطفال منهم 70 دون سن الـ 16 عاما.