فلسطين أون لاين

"حماس قدمت لوسطاء ما يمكن أن يشكل مفتاحًا للصفقة"

هنية: الأسرى على رأس أولوياتنا ويجب على الاحتلال دفع ثمن 4 جنود

...
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية (أرشيف)
غزة- أدهم الشريف

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن الجناح العسكري للحركة، كتائب القسام، يأسر 4 جنود إسرائيليين منذ العدوان على غزة صيف سنة 2014، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة دفع الاحتلال الثمن مقابل إطلاق سراح جنوده.

ونبَّه هنية في لقاء بُثَّ على شاشة قناة "العربي"، مساء اليوم، إلى أن قضية الأسرى "على رأس سلم أولويات حركة حماس والشعب الفلسطيني، وأن تحريرهم هدف سامٍ إستراتيجي سنمضي من أجل تحقيقه مهما كلفنا ذلك من أثمان".

وذكر أن تحرير الأسرى التزام وطني منذ ما قبل انتفاضة الحجارة عام 1987، إذ نجحت فصائل المقاومة في تحرير أسرى من خلال صفقات تبادل مع الاحتلال، وذلك حاضر على جدول أعمال حركة حماس.

وقال: إننا "مستعدون لمفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال للوصول إلى صفقة تبادل تحقق الأثمان المطلوبة" دون أن يفصح عن ماهية الأثمان، "التي سيعلن عنها في حينه" بحسب قوله.

وأضاف: "الأثمان ستكون مدفوعة على طاولة المفاوضات غير المباشرة (..) إذا كان قادة الاحتلال لديهم الجدية للتوصل إلى صفقة فنحن نريد صفقة نحقق من خلالها تطلعات الأسرى وشعبنا الفلسطيني".

وأشار إلى أن "أطرافا ووسطاء اتصلوا بالحركة، واستطلعوا الآفاق التي يمكن أن يتحركوا فيها، وعرضنا ما يمكن أن يشكل مفتاحا للصفقة، ونتمسك بما لدينا لتحرير الأسرى".

وشدد هنية على أن السلطة الفلسطينية ملقاة عليها مسؤولية ليست أقل من مسؤولية الفصائل الأخرى، عادًا أنها ارتكبت خطأً عندما جعلت قضية الإفراج عن الأسرى في إطار بند تبادل الثقة مع الاحتلال، وتوقيع اتفاق (أوسلو). وأكمل: "جعلوا هذا الموضوع خاضعا للنوايا الحسنة، لكن لا نوايا حسنة لدى الاحتلال".

ظروف معقدة

وفي موضوع فيروس "كورونا" أكد أن غزة تعيش ظروفًا معقدة بسبب الحصار، وقد جاءت جائحة "كورونا" لتضيف تحديات جديدة أمام أهل غزة والوزارات الحكومية وقيادة حركة حماس.

وأوضح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية أنه انطلاقًا من مسؤولية حماس والوزارات الحكومية التي تعمل بقوة دفع ذاتي، تحرك الجميع في سياق إستراتيجية واضحة ومحددة لمواجهة "كورونا"، وبدؤوا سلسلة إجراءات وقائية واستباقية مبكرة شملت إنشاء مراكز للحجر الصحي في القطاع، وشكل ذلك أهم خطوة للحيلولة دون وصول الفيروس لغزة.

وأكد هنية أن خطة مواجهة الفيروس نجحت في الحيلولة دون وصوله لغزة، مشيرًا إلى وجود تنسيق كامل مع مصر وشبه يومي، اتضح بالاتفاق على إغلاق معبر رفح وتقييد الحركة وترتيب عودة العالقين، لكن السلطة الفلسطينية ما زالت تتحرك تجاه غزة في هذا الموضوع الصحي بحسابات سياسية تعتمد على التباين السياسي في ظل الانقسام.

وقال هنية إن مواجهة "كورونا" "بحاجة إلى جهد والتزام السلطة تجاه أهل غزة"، مؤكدًا أن حماس بغزة تتحمل مسؤولياتها، وليس لديها أي مطالب سياسية عندما يتعلق الأمر بأدوية ومواد تلزم لفحوصات الفيروس، وأجهزة أخرى.

كما طالب برفع العقوبات المفروضة على غزة التي تئن منذ سنوات بسببها، والتوجه بخطوات أكبر تجاه المصالحة الوطنية.

وبشأن علاقة حماس بالمملكة السعودية وصف هنية العلاقة بالتاريخية بين الشعب الفلسطيني ومكوناته والسعودية التي مثلت نقطة ارتكاز للقضية الفلسطينية "لكن صفحة الاعتقالات للفلسطينيين هناك مؤسفة ومناقضة للصورة الأولى، والاعتقال لهم جاء بسبب دعمهم أبناء شعبهم".

وأضاف أن في السجون السعودية ممثل حماس هناك محمد الخضري الذي يبلغ من العمر أكثر من 80 عامًا، وابنه، وعشرات الفلسطينيين، وقد وجهت أكثر من رسالة لخادم الحرمين، وعبر رسائل ووساطات دولية، لكن للأسف الشديد يُذهب بهؤلاء إلى المحاكم على تهم أنهم يعملون "لعمل إرهابي"، متسائلا: هل يُستوعب اتهام المقاومة بالإرهاب؟ هذا ليس في القاموس العربي.

وتابع: "نحن نتطلع إلى إنهاء هذا الملف، وعودة العلاقة الجيدة مع المملكة، وعدم تعريض العلاقة التاريخية للخطر.

زيارات ناجحة

وحول إن كان ينوي العودة إلى قطاع غزة أم المكوث في قطر بعد جولة خارجية، أجاب هنية أنه زار العديد من الدول، وكانت الزيارات ناجحة، وناقش خلالها أوضاع أبناء شعبنا وقضيتنا. وتابع: "أمارس دوري رئيسا للمكتب السياسي مع إخواني في الخارج، وحركتي ذهابًا وإيابًا طبيعية لرئيس حركة يتحرك بين أبناء شعبه سواء داخليا أو خارجيا".

وفي سياقٍ مختلف، أكد هنية أن المصالحة الوطنية "خيار إستراتيجي وضرورة وطنية، تعاملت حماس معها من منطلق ثابت وإستراتيجي، وليس من منطلق تكتيكي، وعلى مدار السنوات الماضية قدمت الكثير من المبادرات والمرونة، من أجل إحداث اختراق حقيقي بإنهاء الانقسام.

وأكد أن حماس قبلت بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وأعلنت والفصائل عن ذلك انطلاقًا من حرصها على إنهاء الانقسام، وإيجاد قيادة موحدة ومجلس تشريعي ورئاسة واحدة، وقدمت حماس ردها المكتوب الإيجابي، وكان يفترض أن يكون هناك مرسوم رئاسي.

وتابع: "نقطة الخلاف أن السلطة تشترط الحصول على موافقة إسرائيلية لإجراء الانتخابات، لكننا نريد والفصائل عكس ذلك بإصدار المرسوم الرئاسي ومن ثم الدخول معًا في معركة ضد الاحتلال حتى يسمح بإجراء الانتخابات بالقدس، التي لن يقبل أحد إجراءها دونها".

وأكد قبول حماس بأي خيار تقبله حركة فتح من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، لكن تجاوب فتح ضعيف جدًا في المقابل، مضيفًا: "لدينا استعداد اليوم قبل الغد أن نتخذ خطوات حقيقية للبدء بالمصالحة".

المصدر / فلسطين أون لاين