تعيش عائلات شهداء عدوان 2014، المقطوعة رواتبهم، أوضاعًا إنسانية مأساوية لعدم مقدرتهم على توفير احتياجات أسرهم، لا سيما بعد استشهاد معيلهم الأول، وعدم صرف السلطة مخصصاتهم المالية منذ ستة أعوام.
وتلقّى أهالي الشهداء في قطاع غزة طوال السنوات الماضية، سيلًا من الوعود الرسمية لإنهاء معاناتهم وصرف رواتبهم ومستحقاتهم المالية؛ لكن تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح ولم ينفذ منها شيء.
وتحاول نورة أبو كلوب، أرملة الشهيد رفيق أبو كلوب، تدبر احتياجاتها المنزلية بأقل الإمكانات وأكثرها وفرة، لكن دون جدوى، فتضطر للاستدانة من أحد المحلات التجارية المجاورة لمنزلها في عزبة "عبد ربه" شرق جباليا، لتلبية احتياجات أسرتها، وتسديد المبالغ بعد تلقيها "شيك الشؤون الاجتماعية".
وتقول أبو كلوب لصحيفة "فلسطين": إن جائحة "كورونا" ومكوث أطفالها البالغ عددهم تسعة أفراد زاد من نفقات العائلة وأعبائها المالية.
وتتساءل بحرقة: "لماذا لم يتم صرف رواتبنا حتى اللحظة؟!، وأين الرئيس محمود عباس من معاناتنا التي تتزايد يومًا بعد الآخر؟!"، وطالبت الكل الفلسطيني للوقوف إلى جانب أهالي الشهداء الذين يعانون الويلات بعد استشهاد معيلهم.
ولا يختلف الحال كثيرًا عن هدى ياسين، أرملة الشهيد هاني ياسين، الذي ارتقى خلال عدوان 2014، التي عبرت عن استهجانها لتأخر صرف رواتب أسر الشهداء.
وتقول ياسين لصحيفة "فلسطين": إن أرامل وأسر الشهداء يعيشون أوضاعًا مأساوية في ظل جائحة "كورونا"، وعدم صرف رواتبهم منذ العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014م.
وتضيف: إن استشهاد زوجي أفقدنا معيل الأسرة، وأصبحنا دون مصدر دخل، فما نتلقها من شيكات الشؤون الاجتماعية لا يكاد يكفي لتلبية جزء من احتياجات أطفالي الستة.
وناشدت أرملة الشهيد رئيس السلطة والمعنيين كافة للوقوف إلى جانب أهالي الشهداء والجرحى وصرف رواتبهم ومخصصاتهم المالية، ومساواتهم أسوة بغيرهم من أهالي الشهداء.
أوضاع مأساوية
وأكد الأمين العام للجنة الوطنية لأهالي الشهداء والجرحى ماهر بدوي، أن أوضاع أهالي شهداء عدوان 2014، والمقطوعة رواتبهم أصبحت مأساوية ولا تطاق بسبب عدم قدرتهم على توفير احتياجات أسرهم خاصة بعد استشهاد معيلهم الأول، وتزايد استهلاكهم في ظل جائحة "كورونا".
وقال بدوي لصحيفة "فلسطين": إن ملف أهالي شهداء عدوان 2014 لم يطرأ عليه أي جديد ولا يزال الملف على حاله، رغم المناشدات والاعتصامات التي نظمها الأهالي أمام مقر مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى في مدينة غزة، على مدار الأعوام الماضية.
ودعا السلطة والحكومة في رام الله للنظر بعين الرأفة للأهالي والعمل على صرف رواتبهم، ومساواتهم أسوة بغيرهم من أهالي الشهداء خاصة في ظل تزايد احتياجاتهم جراء أزمة "كورونا".
ولا تزال نحو 2000 عائلة شهيد من أهالي شهداء عدوان 2014 تنتظر توقيع رئيس السلطة على قرار يقضي بصرف مخصصاتهم المالية المستحقة التي كفلتها اللوائح الداخلية لمنظمة التحرير الفلسطينية.