فلسطين أون لاين

تشييع جثمان الشهيد "مازن فقهاء" في غزة

...
جانب من الجنازة - تصوير / ياسر فتحي
غزة - فلسطين أون لاين

شيّع آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم السبت 25-3-2017، جثمان "مازن فقهاء"، القيادي في كتائب "عز الدين القسّام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس.

وانطلق موكب تشييع الشهيد من مستشفى الشفاء بغزة، باتجاه المسجد العمري الكبير، وسط مدينة غزة، لأداء صلاة الجنازة، بمشاركة أعضاء المكتب السياسي لحماس، وقيادات من مختلف الفصائل، وآلاف المواطنين الذين ملؤوا ساحات المسجد، قبل أن ينطلقوا في مسيرة التشييع إلى مثوى الشهيد الأخير في مقبرة الشيخ رضوان بالمدينة.


حماس ستواصل المعركة

وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أن الحركة ستمضي على طريق الشهيد مازن فقها وستحمل وصيته.

وأضاف هنية في تصريحات بعد مواراة جثمان الشهيد الثرى: "الشهيد انتقل إلى ربه وبقيت دماؤه ووصيته ومعركته؛ سنصون الدماء وسنحمل الوصية وسنواصل المعركة حتى تحرير القدس".

وتابع: "فقها جبل من جبال الضفة في الصمود والتضحية والفداء، وهو جبل في العزيمة والإصرار والمقاومة".

من جهته، أكد عضو المكتب السياسي عن حركة حماس، الدكتور خليل الحية، أن الاحتلال الإسرائيلي مخطئ إن كان يظن أنه باغتيال فقها يمكن أن يجسد معادلات جديدة.

وقال د. الحية، في كلمة حركة حماس خلال تشييع الشهيد فقها: إن العقول القسامية المقاومة التي صنعت أسطورة مواجهة الأدمغة قادرة على الرد بالطريقة المناسبة التي تكافئ هذا "الجرم الكبير"، في إشارة إلى اغتيال فقها.

وأضاف أن الاحتلال يتحمل مسؤولية الجريمة بكل أشكالها وردود أفعالها المختلفة "لأنه أول من بدأ بالعبث بدماء أبنائنا وشعبنا"، مشددًا على أن حماس ستواصل مسيرة الشهادة.

وأضاف: "نم قرير العين (للشهيد فقها) فلقد صنعت ملحمة البطولة قبل اعتقالك، وسيصنع إخوانك على طريق مرحلة البطولة يوم انتقامك".

وتابع د. الحية: "كان يمكن لمازن أن يستريح بعد مقاومته وسجنه، لكنه واصل الطريق ولبى نداء القدس والحرائر وفلسطين، ولن يرهبنا قصف الطائرات والاغتيالات المدبرة أو التخويف والترهيب".

وأكد على مواصلة الطريق الذي صنعه الأحرار قبل سجنهم وبعد تحررهم. وقال: قضيتنا أرض وشعب نقاتل من أجلها وندافع عن حماها.

واستدرك د. الحية: لن نسكت ولن نقعد لحظة حتى نحرر أوطاننا، وعليه ستنزف الدماء وترتقي الأرواح، والإرادة لن تسقط والعزيمة لن تلين"، مؤكدًا أن دماء فقها ستبقى وقودا للمضي قدمًا نحو تحقيق النصر.

الرد على الجريمة

من جهته، قال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر: إن كل الساحات مفتوحة أمام كتائب القسام للرد على جريمة اغتيال الأسير المحرر الشهيد مازن فقها.

وحمل د. بحر في تصريحات عقب الجنازة، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن جريمة اغتيال فقها، مؤكدًا أن الاحتلال سيدفع ثمنًا كبيرًا جراء هذه الجريمة التي أقدم عليها على أرض غزة، مشيرًا إلى أن "رد كتائب القسام سيكون في الوقت والمكان المناسبين".

وتابع: "كما كان الرد على اغتيال الشهيد القائد صلاح شحادة سيكون الرد على اغتيال القسامي مازن فقها"، لافتًا إلى أن سياسة الاغتيالات التي نفذها الاحتلال ليست بالجديدة، وأن الصراع مع الاحتلال سيستمر حتى تحرير القدس وكامل تراب فلسطين.

وأكد أن الطريق الوحيد لتحرير فلسطين هي المقاومة، معاهدًا أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بالاستمرار على درب الشهداء والأسرى، متابعًا: فصائل المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام عازمة على تحرير جميع الأسرى من سجون الاحتلال.

كما أجرى د. بحر اتصالًا هاتفيًا مع والدي الشهيد فقها مهنئًا إياهما باستشهاد نجلهما الأسير المحرر المبعد إلى غزة، وعبر عن فخره بما قدمه من جهاد ونضال ومقاومة قبل سجنه لدى الاحتلال وبعد خروجه من السجن.

وبين د. بحر أنه وجد الصبر والعزيمة والإرادة لدى أهله وذويه، الذين عبروا عن فخرهم لما قدمه الشهيد من تضحيات من أجل تحرير فلسطين.

من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور محمد الهندي، أن الاحتلال يتوهم أن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني والمقاومة والقسام.

ولفت د. الهندي الأنظار في تصريحات صحفية، بعد تشييع الشهيد فقها، إلى أنه رغم اغتيال الاحتلال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، ومؤسس الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي، والقادة البارزين في حماس الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والدكتور إبراهيم المقادمة، إلا أنه كان هناك مزيد من الإصرار والقوة لفصائل المقاومة.

حماس والجهاد أقوى

وقال د. الهندي: إن (إسرائيل) توهمت باغتيال الياسين أنها من الممكن أن تنهي حماس، وكذلك الحال بالنسبة للجهاد باغتيال الشقاقي، فأصحبت الحركتان أكثر قوة وصلابة.

وأضاف: "عندما يتآمر الاحتلال على الشهداء بأنه سيسقط الراية فإن هذا الوهم سيرتد إليه، وهناك قادة عظام سيسيرون على درب الشهداء حتى تحرير فلسطين".

وأشار إلى أن فقها اختار "الطريق عن وعي وتصميم وإرادة، لأنه مؤمن بالجهاد وأن فلسطين لا تتحرر إلا بالقوة والجهاد".

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن الشعب والمقاومة والضفة وغزة اليوم متوحدون، وأن الدولة للجهاد والمقاومة ومن يتمسك بهذا الخيار، وباستشهاد فقها "بهذه الرصاصات الغادرة، أصبح رمزًا لكل الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية".وجابت جنازة فقهاء بعض شوارع غزة، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة "الشيخ رضوان".

واغتال الاحتلال الإسرائيلي فقها -الأسير المحرر في صفقة "وفاء الأحرار" المبعد إلى غزة- بحي تل الهوا، جنوبي مدينة غزة، مساء أمس، بإطلاق الرصاص عليه من مسدس كاتم للصوت، فيما فتحت وزارة الداخلية والأمن الوطني، تحقيقًا لمعرفة ظروف عملية اغتيال الشهيد.