أكد باحث مختص في شؤون القدس أن المقدسيين يعيشون حالة من الخوف الشديد من إمكانية تفشي فيروس كورونا في شرقي مدينة القدس المحتلة، نتيجة سياسة التمييز التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي في توفير الإجراءات الوقائية.
وقال الناطق باسم لجنة الدفاع عن حي سلوان فخري أبو دياب، أن ذلك يتزامن مع عدم تقديم أي جهة أخرى ومنها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، أي إجراءات لوقاية مواطني القدس الفلسطينيين من الفيروس.
وبين أبو دياب في تصريح لـصحيفة "فلسطين"، أن أعداد ليست قليلة من المقدسيين أصيبوا بالفيروس الذي تفشى أولاً في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، قبل انتقاله إلى مدينة القدس المحتلة، في وقت تتوفر لهم مراكز رعاية أو مختبرات لإجراءات الفحوصات اللازمة.
وتتبع سلطات الاحتلال سياسة التعتيم في الإعلان عن الأعداد الحقيقية من المقدسيين المصابين، إذ إن الرقم المعلن عنه يقدر بالعشرات، بينما توقع أبو دياب أو الأعداد الحقيقية للمصابين المقدسيين أكبر منذ ذلك.
وترجح تقديرات الأطباء أن إجمالي عدد الإصابات بصفوف الفلسطينيين في القدس يقدر بنحو 65 حالة.
وأوضح أبو دياب أن تقارير وزارة الصحة الإسرائيلية، لا تحصي أبدًا المصابين بفيروس "كورونا" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 وكذلك شرقي مدينة القدس المحتلة.
ولفت إلى أن سياسة "التمييز والتقصير" تتبعها سلطات الاحتلال بشكل واضح منذ بدأت حالات الإصابة بالفيروس تظهر بين مجتمع المستوطنين، حيث تم تجاهل المدن الفلسطينية في أراضي 48، وهو ما أكده النواب العرب في الكنيست.
وأكد أن سياسة التمييز الإسرائيلي بين فلسطينيي القدس وأراضي 48 المحتلة، ومجتمع المستوطنين اليهود، واضحة جدًا بمواجهة "كورونا"، وكذلك من ناحية إجراء الفحوصات اللازمة والمراكز المخصصة لذلك.
وأشار أبو دياب إلى تدخل شخصيات أممية تفاوضت مع الاحتلال الإسرائيلي من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة لوقاية أهالي القدس من الفيروس الذي ظهر في الصين وتفشّى في زمن قياسي، متسببًا بوفاة نحو 111 ألف شخصًا حول العالم، وإصابة أكثر من مليون وثمانمائة ألف.
وقال: "حتى الآن لم يقر الاحتلال أو أي جهة أخرى أي إجراءات للوقاية من جائحة كورونا، وسط مخاوف وتوقعات بانتشار المرض على نطاق واسع".