أكد المحامي المقدسي والمختص الحقوقي، خالد زبارقة، الاثنين، أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل الانشغال المحلي والدولي بفيروس "كورونا" لتمرير مشاريعه التهويدية والاستيطانية في مدينة القدس المحتلة وتسريعها بما يخدم مصالحه.
وأوضح خلال محاضرة نظمها معهد شباب الأقصى للدراسات ومعارف بيت المقدس التابع لرابطة شباب الأقصى–الجزائر، بعنوان:" سياسة الاحتلال تجاه المسجد الأقصى ومدينة القدس في ظل فيروس الكورونا"، أن أهل القدس يواجهون سياسات الاحتلال من جهة و"كورون" من جهة أخرى.
وعبر عن ريبته من ممارسات الاحتلال الذي يحاول أن يستغل هذه الأزمة والوضع الطارئ لتمرير سياسات تهويدية يريد أن يحسمها لصالحه، مشيراً إلى أن الاحتلال يتعمد الإهمال الصحي للمقدسيين، إذ يوجد أكثر من 350 ألف مقدسي معرضون للوباء بطريقة أو بأخرى، بينما الاحتلال يعطي كل اهتمامه للتجمعات اليهودية.
ويرى زبارقة أن الاحتلال يسعى إلى تحويل القدس لمدينة خالية من الفلسطينيين والمسلمين، فضلاً عن أنه "ينظر إلى المسجد الأقصى كمكان مقدس لليهود، ويسعى بشكل محموم الى فرض الهوية الدينية التلمودية عليه، كمقدمة للسيطرة بشكل تام على هذا المكان وتحويله من مكان مقدس إسلامي إلى يهودي ويقيم فيه الهيكل المزعوم باسم كل اليهود" .
وحذر زبارقة من خطورة صفقة القرن التصفوية على الأرض ومحاولات الاحتلال فرض واقع جديد على القدس من خلال تسريع سياسات التهجير بحق الأهالي ومصادرة أراضي والسيطرة على أخرى وعمل أنفاق وتكثيف السياحة الدينية والسيطرة على الأحياء الفلسطينية.
وذكر أن الاحتلال عزز من قوته العسكرية في المسجد الأقصى، لحماية المستوطنين واليهود المتطرفين، وللتدخل في إدارة المسجد وصلاحيات الأوقاف، ومحاولة فرض شريعة وسيادة يهودية بالقوة، والتأثير على الوجود البشري الإسلامي من خلال ملاحقة المرابطين والمرابطات، وتغيير طابع المسجد وساحاته، وفرض بيئة طاردة وخصوصا في باب الرحمة.
وحول العبث بهوية القدس، أشار زبارقة إلى أن الاحتلال قام بتغيير أسماء الأماكن والشوارع تزامنا مع محاولة فرض الرواية الإسرائيلية، كمقدمة لسياسات أخرى تتعلق بالسكان وارغام المقدسيين على ترك القدس والنزوح والسيطرة على الأراضي والعقارات، والتعامل مع السياسات الاسرائيلية كواقع معاش.
وختم زبارقة بالقول:" رغم كل هذه السياسات يوجد هناك تحدي فلسطيني مقدسي أسطوري ضد سياسات الاحتلال وهناك تتبع عن كثب لما يمكن أن تؤل اليه الأحداث".