فلسطين أون لاين

​"(إسرائيل) تستحق المقاطعة من دول العالم"

الحمد : استقالة خلف "موقف عروبيّ حقيقي"

...
صورة أرشيفية لجواد الحمد
عمان / غزة - نبيل سنونو

وصف مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، جواد الحمد، استقالة المسؤولة الأممية ريما خلف، إثر قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، سحب تقرير نظام الفصل العنصري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بأنه "موقف عروبي حقيقي"، متوقعًا اكتفاء الدول العربية بامتصاص الغضبة الشعبية العربية، دون مقاطعة (إسرائيل).

وقال الحمد لصحيفة "فلسطين"، إن خلف التي استقالت من منصبها كأمينة تنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا (إسكوا) اتخذت موقفًا عروبيًا حقيقيًا، على وجه التحديد، في التقرير الذي اتهم سلطات الاحتلال بتأسيس نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين.

وأوضح أن موقف خلف هو "أخلاقي، يُحترم وتعبر فيه عن الهوية العربية والموقف العربي والفلسطيني بطبيعة الحال من هذا الموضوع".

وأشار حمد، إلى أن الأمم المتحدة، وبلا شك، لم تتخذ مواقف حقيقية جادة تجاه الاحتلال حتى الآن، والدول الكبرى لم تدعم موقفًا في هذا الاتجاه، فيما يتعلق بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان الفلسطيني، أو للمطالبة بمحاسبة سلطات الاحتلال على ما تقوم به من أعمال إرهابية ضد الشعب الفلسطيني.

وأعرب عن أسفه، على الموقف "الضعيف" لغوتيريش "الذي لم يتمكن من التماسك ولو لساعات أمام الضغط الأمريكي والإسرائيلي، فاضطرت ريما خلف للاستقالة".

واعتبر أنه ليست هناك عدالة دولية في العالم، لا في محكمة العدل الدولية ولا في محكمة الجنايات، ولا في الأمم المتحدة، مفسرًا بأن هناك صراعا قويا وفرض مواقف وسياسات وآراء من قِبل الدول العظمى التي تتمتع بحق النقض "فيتو" في مجلس الأمن الدولي.

وأوضح أن هذه الدول، هي فقط من تقرر ما يمكن أن يتعلق بدول العالم الأخرى، مبينًا أن الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا (الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي) متفقة على أمن الاحتلال الإسرائيلي، وعدم توجيه الانتقادات لها فيما يتعلق بجرائم الحرب والفصل العنصري التي تستلزم إجراءات دولية خاصة بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

ونوَّه إلى أن الدول الخمس هذه، لم تأخذ أي موقف له قيمة في اتجاه معاقبة الاحتلال، وبالتالي العدالة الدولية غير موجودة.

وبشأن قرار المندوبين العرب في الأمم المتحدة تشكيل وفد من مندوبي فلسطين وعُمان والعراق للقاء غوتيريش ومتابعة قضية سحب تقرير (إسكوا)، قال الحمد: "إن هذا جاء على أبواب القمة العربية التي ستنعقد في عمان بعد أيام قليلة، فقد سبّب (سحب التقرير) إحراجًا شديدًا للموقف العربي".

وأوضح أن الدول العربية ليس لديها خيار إلا أن تقف مع خلف، أردنية الجنسية، قائلاً في نفس الوقت: "أعتقد أن الأردن لا يملك إلا أن يقف معها.. ولا تملك الدول العربية في القمة (المرتقبة) إلا أن تشير في البيان إلى شيء من هذا القبيل بشكل أو بآخر".

لكنه لفت إلى أن ذلك سيكون على قاعدة امتصاص الغضبة الشعبية والضغوط الشعبية العربية ليس أكثر، وليس تحولاً في الموقف العربي مع الأسف، باتجاه على سبيل المثال سحب السفراء من دولة الاحتلال ولا مقاطعة الأخيرة ووقف التطبيع.

وشدد على أن (إسرائيل) "دولة عنصرية تستحق المقاطعة من دول العالم؛ فما بالنا من الدول العربية؟".