فلسطين أون لاين

ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة "كورونا"

شاب غزي يبتكر جهازاً إلكترونيًا لتعقيم المواطنين والمركبات

...
غزة- نور الدين صالح

"من رحم المعاناة يولد النجاح"، تلك الكلمات التي جسَّدها الشاب جهاد مصبح (35 عامًا) حينما قرر مواجهة تفشي فيروس "كورونا"، في معظم دول العالم، بما فيها الأراضي الفلسطينية، بابتكار جهاز إلكتروني خاص بالتعقيم.

ويأتي هذا الابتكار في ظروف استثنائية وحاجة سكان القطاع للتعقيم خاصة في الأماكن العامة، ضمن الخطوات الاحترازية التي يلجأ إليها المواطنون، وفق ما يذكر مصبح الذي تخرج من قسم تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الإسلامية.

ويقول مصبح لصحيفة "فلسطين": إن فكرة عمل الجهاز جاءت من الحاجة الماسة والمُلحَّة لأخذ الإجراءات الاحترازية من فيروس "كورونا"، لا سيَّما أن معظم الدول فقدت السيطرة على الفيروس "لأنها لم تتخذ الإجراءات الوقائية مسبقًا". ويضيف: "رغم قلة الإمكانات، استطعنا عمل جهاز تعقيم يعمل إلكترونيًّا، ويُمكن استخدامه لتعقيم الأشخاص والمركبات".

ويتكون الجهاز، وفق مصبح من ثلاثة أجزاء وهي آلة التعقيم الإلكتروني والهيكل الخارجي وممر (مدخل ومخرج) خاص بالمواطنين، أو الغرفة الخاصة بتعقيم المركبات، ويبلغ طولها مترين ونصفًا وارتفاعها قرابة 90 سم.

ويبيّن أن الجهاز يعمل بطريقة سهلة وبشكل آلي، حيث يدخل المواطن للممر، فيبدأ المستشعر في إعطاء إشارة للمضخة ببدء "رش مادة التعقيم"، حيث تستمر لمدة ثوانٍ، أي لحين خروج المواطن من الممر، بحيث يتم تعقيمه من رأسه إلى أخمص قدميه.

وبحسب مصبّح، فإنه يُمكن استخدامه في الأماكن العامة والأسواق والمساجد والمولات التجارية، "لذلك يُمكن أن يُصبح منهج حياة في ظل تفشي فيروس كورونا".

ويُشير إلى أن جهاز التعقيم يحتوي على مادة كحولية (إيثانول وميثانول) بتركيز 70%، وفق المواصفات الصحية المطلوبة، لافتًا إلى أن عمله استغرق أسبوعًا تقريبًا.

وفيما يتعلق بتعقيم المركبات، يضيف: إن "لها مستشعرًا آخر خاصًّا، فعند دخول السيارة تبدأ المضخات برش مادة الكلور المركز بنسبة 3% مع المياه، بحيث يُغطي التعقيم كل أجزائها".وعن المُعوقات التي واجهت مصبح، أكد أن إغلاق المعابر واستمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع انعكس سلبًا عليه، وذلك نتيجة لعدم توفر بعض المستلزمات اللازمة له.

وبيّن أنه واجه صعوبة في توفير مضخة "رش التعقيم" وتكلفتها العالية، إضافة إلى غلاء أسعار الكحول بسبب استغلال بعض الشركات للأزمة الحالية.

ولفت مصبح إلى أنه يسعى في المرحلة الحالية، إلى تعميم الفكرة على جميع المؤسسات الحكومية والخاصة، إلى أن تصبح منهاج حياة، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية، في ظل عدم توفر اللقاح الخاص بعلاج الفيروس.
وأبدى جهوزيته للتعاون مع أي جهة حكومية أو خاصة، حال تبنيها المشروع، وذلك للحفاظ على أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، بسبب فيروس "كورونا".

ويبلغ عدد المصابين بفيروس كورونا 267 حالة في الأراضي الفلسطينية، منها 13 حالة في قطاع غزة، في حين تعافت 45 حالة، منها 9 من غزة، وفق وزارة الصحة. وكانت وزارة الصحة في غزة، قد أعلنت توقف المختبر المركزي من إجراء الفحص المخبري، من جراء نفاد مواد الفحص الخاص بفيروس "كورونا" بشكل تام، مع بقاء عشرات العينات دون فحص.

في حين أطلقت في وقت سابق، نداء استغاثة لترميم البنية التحتية في قطاع غزة التي تحتاج إلى 23 مليون دولار.