استنكرت فصائل فلسطينية اغتيال مسلحين مجهولين للقيادي في كتائب القسام، الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مازن فقهاء، مساء الجمعة، أمام منزله في مدينة غزة، محملةً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن هذه الجريمة.
وحملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وكتائب الشهيد عز الدين القسام "الاحتلال الإسرائيلي وعملائه المسؤولية الكاملة عن جريمة اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء أمام منزله بغزة"، واصفةً إياها بـ "النكراء".
وقالت الحركة في بيان مساء الجمعة، إن: "الاحتلال يعلم أن دماء المجاهدين لا تذهب هدرًا؛ وأن هذه الجريمة لن تمر دون حساب؛ فالحركة تعرف كيف تتصرف مع هذه الجرائم".
ونعت حماس وكتائب القسام في البيان فقهاء، موضحةً أنه أحد أبطال كتائب القسام بالضفة، وأحد مجاهدي شعبنا الفلسطيني الذي تحرر من سجون الاحتلال في صفقة وفاء الأحرار.
بدورها، شددت حركة الجهاد الإسلامي على أن "اغتيال المحرر مازن فقهاء، جريمة غادرة تحمل أجندة الاحتلال وبصمات أجهزته الإرهابية".
وأضاف المسؤول الإعلامي للحركة داود شهاب في تصريح صحفي، إن "هي جريمة تحمل رسائل خطيرة، ولذلك من الواجب التعامل معها بالطريقة المناسبة. وهنا لا بد من التشديد في ملاحقة العملاء وتعزيز الجبهة الداخلية لقطع الطريق على الاحتلال، والعمل على إفشال مخططه الهادف لخلخلة الوضع الداخلي وضرب أمن واستقرار غزة حاضنة المقاومة".
وحمّل شهاب "الاحتلال وعملائه المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، التي تعد بداية لعدوان جديد يشرع به الاحتلال ضد المقاومة بشكل مباشر"، مشيراً إلى أن من حق المقاومة وواجبها الرد المناسب على هذا العدوان والتصدي لكل محاولات العبث والتلاعب بأمن الشعب الفلسطيني وأرواح أبنائه، وعدم السماح بتغيير قواعد اللعبة.
بدوره، أدان عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، أسامه القواسمي، اغتيال الأسير المحرر فقهاء.
وطالب القواسمي، في تصريح صحفي، بضرورة الكشف عن ملابسات عملية الاغتيال، التي وصفها بـ"الدنيئة والجبانة".
في السياق، شددت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على ضرورة أن ترد الفصائل الفلسطينية بشكل "قاس" على عملية الاغتيال.
وقالت الكتائب، في بيان: إنه لا بد من "ردع عملاء الاحتلال بالحديد والنار، ليكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه المساس بمقاومينا وشعبنا، وكلنا ثقة بأن يد المقاومة ستنال من الأيدي العميلة التي نفذت هذه الجريمة وتنال عقابها الرادع".
من جانبها، أكدت حركة المجاهدين الفلسطينية في بيان لها أن"المستفيد الوحيد من اغيال الشهيد فقهاء هو العدو الصهيوني" معتبرة أن اغتيال الشهيد بهذه الطريقة تطور خطير يجب الوقوف عنده جيدا والتصدي له بكل الاشكال ومن حق المقاومة الرد".
وقالت الحركة إن "العدو المجرم لم يألو جهدا في ابتكار الوسائل للنيل من قادة المقاومة ومجاهديها"، داعيةً فصائل المقاومة "لرص الصف وأخذ أقسى درجات الحيطة والحذر فالعدو المفسد وأعوانه المنبوذين من شعبنا لن يتركوا أصحاب مشروع التحرير الشامل وأصحاب خيار الجهاد والمقاومة دون النيل منهم ومن جهادهم".
وفي وقت سابق من مساء الجمعة، أعلنت وزارة الداخلية بغزة، "اغتيال" فقهاء، أحد محرري صفقة شاليط، بنيران مجهولين، جنوبي مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة إياد البزم، في تصريح صحفي: "تم اغتيال فقهاء بعد أن تعرض لإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في منطقة تل الهوى".
وأضاف أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية فتحت تحقيقا عاجلا بالحادث.
من جانبه، ذكر أيمن البطنيجي، المتحدث باسم الشرطة بغزة، في تصريحات صحفية أنه "تم العثور على فقهاء مصاب بأربع رصاصات في رأسه".
وبيّن البطنيجي أن "عملية الاغتيال تمت من قبل مجهولين بسلاح كاتم صوت، أمام بوابة إحدى البنايات السكنية".
وفقهاء، الذي تعود أصوله إلى مدينة طوباس، شمالي الضفة الغربية، أُبعد إلى غزة بعد إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي عام 2011، تم بموجبها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، مقابل إطلاق سراح 1047 أسيراً فلسطينيا.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة حماس، أن الأسير المحرر مازن فقهاء، الذي اغتاله مسلحون مجهولون، مساء الجمعة، في مدينة غزة، هو أحد قياداتها.
ونشرت الكتائب على موقعها الإلكتروني، صورة لفقهاء كتبت أسفلها: "اغتيال القائد القسامي مازن فقهاء في غزة"، دون مزيد من التفاصيل.
وزعمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير لها قبل سنوات أن فقهاء هو أحد القادة الذين يترأسوا الجناح العسكري"، مشيرة إلى أنه خطط عام 2002 لعملية أدت لمقتل تسعة إسرائيليين".