أصبح جليًّا وواضحًا أن الفلسطينيين سوف يكونون أول المستفيدين من هذا الفيروس الأمريكي، الذي يتغوَّل بين الإسرائيليين بعنف وسرعة مذهلة، دفع النتن إياه (نتنياهو) إلى تجاوز برلمانه واستدعاء كامل طاقات أجهزة تجسسه الداخلية والخارجية للنجاة من هجوم كورونا المدمر على الكيان والذي يهدد بمسحه من الوجود إن تبعته أمور أخرى شبيهة في آخر عمر الكيان. وضع 11 طائرة ضخمة تحت تصرف جهاز الاستخبارات الخارجي لإحضار المستلزمات الطبيبة من أجهزة التنفس والكمامات والملابس الواقية من الصين بثمن حقيقي يدفع بالدولار. وإقحام جهاز الاستخبارات الداخلية بكامل طاقاته التجسسية على الفلسطينيين أولا في تتبع اليهود وغيرهم من المصابين بالمرض يؤكد حجم الكارثة التي أحدثها هذا الفيروس على الكيان واقتصاده وصحته وجيشه.
لم يترك الكيان لمخلوق فرصة عدم الشماتة به عندما أرسل جنوده وآلياته لتدمير بيوت رعاة الأغنام الفلسطينيين الفقراء وهو منشغل بالتصدي للكورونا، ولهذا لا يخجل الفلسطينيون حتى يوم الخميس من إطلاق معادلة 1 : 75 ويقصدون بذلك وفاة فلسطينية واحدة مقابل هلاك 75 إسرائيلي.
وفي موضوع الإصابات، فقد أصاب الفيروس عشرات الفلسطينيين فقط، في حين أصاب حتى الآن 12 ألف إسرائيلي حسب ما أعلنته وزارة الصحة الصهيونية. لقد أصابت كورونا الفلسطينيين كما اصابت اكثر شعوب الأرض ولكنها أصابت عدوهم بخمسة وسبعين ضعف ما أصابتهم، اضطرار حكومة الكيان لرفد شركات القطاع الخاص عندهم بما يعادل مليار وربع دولار وتخصيص ضعف هذا المبلغ لإقراضها للشركات المترنحة في أول الأزمة يفسر حجم القرح الذي أصاب عدو الفلسطينيين الذين مسهم جزء بسيط منه.
هذه التكاليف التي ترتبت على الكيان ليست ذي قيمة إذا ما قورنت بخطر قطع المساعدات الغربية والأمريكية خاصة إذا انشغل الغرب بنفسه وبات عاجزا عن مواصلة الأمومة والرعاية للكيان. قبل بضعة أشهر استرجع الفلسطينيون تفوقهم العددي على خصمهم على كامل أرض فلسطين، وجاءت الكورونا لتظهر الفرق الشاسع في مناعة الفلسطيني مقارنة مع مناعة عدوه، فإذا أضيفت هذه المناعة إلى قوة صبر واحتمال الفلسطيني على الجوع والحصار فسوف نكتشف كم هو المستقبل واعد للفلسطيني وطارد لعدوه.
ما فعله الكيان الصهيوني من حرمان للفلسطيني من كل مقومات الحياة، وبدعم من النظام الدولي أو خرسه عن الحق، يبشر بانتقام رباني من هذا الكيان الطارئ على أرض القدس والمقدسات. استرجاع أرض فلسطين كاملة لأهلها وعودتها جسرا مفتوحة بين عرب آسيا وعرب إفريقيا، سوف يعيد لمصر تواصلها البري مع الشام والعراق والجزيرة وتركيا وأوروبا بما يفتح على اقتصادها فرصا عظيمة لا يستوعبها إلا الذين يعلمون بأن صادرات مصر إلى فلسطين قبل 85 سنة كانت تساوي إيرادات مصر من دخل قناة السويس التي تقترب الآن من 12مليار دولار سنويا.
إغلاق طريق مصر إلى العالم في سنة 1948 ولمدة 72 سنة متواصلة، وإرهاقها بمجهود حربي طيلة هذه السنين أكل الأخضر واليابس، كان من أسباب قعود مصر عن اللحاق باليابان، الذي يتساءل حوله الكثيرون: لماذا سبقت اليابان وقعدت مصر بعد أن كانتا متشابهتين في اقتصادهما، علما بأن مصر في قلب العالم واليابان ليست كذلك لا جغرافيا ولا تاريخ !!!