فلسطين أون لاين

عائلات الجنود وخديعة نتنياهو

يراقب المجتمع الإسرائيلي منذ أمد طويل حديث نتنياهو حول الجنود الأسرى لدى حركة حماس، وخصوصًا عائلات الجنود الذين جلسوا في مرات عدة مع رئيس حكومة العدو الإسرائيلي، وحصلوا على وعود متكرّرة لتحريك هذا الملف والضغط على حركة حماس، للإفراج عن جثامين الجنود.

بعد أن نجح نتنياهو المخادع بإقناع ذويهم أنهم قتلى، لخفض حرارة الشوق لديهم، والتحرر من الضغوط التي تمارس عليه، والتهرب من دوائر النار التي رسمها الجناح المسلح لحماس (القسام) عبر الشروط الصارمة التي وضعت كثمن حقيقي للإفراج عنهم.

ما يجعل بيبي كطفل صغير يلهث وراء بعض الحلوى التي تقدمها له أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي كلفت على مدار الساعة بتعقب أي أثر للوصول إليهم أو لآسريهم، لمحاولة إنهاء الملف دون دفع أثمان باهظة، لكن مع كثافة العمل الاستخباري وعلى الرغم من كل المحاولات التي بذلت إلا أن الأجهزة بدأت تمده (بالعلقم) فلم تفضِ جهودها إلى أفضل من ذلك.

فحماس وجناحها المسلح قرروا اللعب على أوتار حساسة تؤثر بمشاعر عائلات الجنود، إنهم يعبثون بالحبل السري المتصل بين نتنياهو والمجتمع الإسرائيلي، فلديهم قسوة غير عادية في حروب الدعاية، وفطنة تجعلهم يلتقطون الفرص، بل أنهم في كل مرة يوشكون على قطع وريد العنق لدى صانع القرار الإسرائيلي، فحجم الضغط الذي يحدثونه يجعل ضربات القلب وتدفق الدم مضطرب في أجسادهم.

ما أن يفيقوا من صدمة حتى تداهمهم أخرى، فالمجتمع الإسرائيلي عاطفي وهش، والإعلام الإسرائيلي متوحش على الرغم من مكابح الرقابة، ويمكنه التسبُّب بخلخلة الوضع السياسي، وإضعاف الروح القتالية لدى الزعماء في (إسرائيل)، وعلى رأسهم نتنياهو المأزوم الذي يحاول التعافي من أزمات متلاحقة.

نعم نجح هذا الثعلب في تجاوز بعض المحن السياسية، وتفلت من ملاحقات قضائية ساخنة، واستغل بذكاء ملف الوباء العالمي (كورونا) للإطاحة بخصومة وتشتيت أركانهم، وفرض إجراءات استثنائية، ليبقى هو الملك وبينه مجاميع العبيد الذين يرضخون لقرارات سيدهم خشية الهلاك أو الإهلاك.

لكن على ما يبدو لم تطُل هذه الفسحة فهناك شخص على الدفة الأخرى في الأرض المنكوبة (غزة) يرسل برقيات مفزعة أنّ زعيم حماس (يحيى السنوار) الرجل الحديدي لدى حماس، يريد إيقاظ نتنياهو من سباته، ويلطمه بعنف أمام الاعلام نحن جاهزون في ملف الجنود، ويشير للثمن هو الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والنساء والأطفال.

هذا الرجل يضرب زامور الإنذار أيضًا ويهدِّد، إذًا الوقت بدأ ينفد والعقارب تضرب في رأس ملك (إسرائيل) الفاسد، ما الخطب؟ كيف نتصرف؟ إنه السنوار.. يمكن أن يفعل كل شيء للإفراج عن أسراه، يا ويلك يا نتنياهو إن أضعت الفرصة، فحينها مستقبلك ومصداقيتك المهترئة على المحك، لن ترحمك عائلات الجنود، ولا تدري كيف يتصرف حينها السنوار؟