فلسطين أون لاين

72 عامًا على مذبحة دير ياسين.. جرح غائر في جسد الفلسطينيين

...
غزة- جمال غيث

يستذكر الفلسطينيون في مثل هذا اليوم الموافق التاسع من إبريل من كل عام، ذكرى مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948 بحق أهالي القرية الواقعة غرب مدينة القدس المحتلة.

وتحل الذكرى الأليمة هذا العام في وقت متزامن مع مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي مذابحها بحق الشعب الفلسطيني وأرضه، دون توقف أو رادع دولي لها.

وخلف إجرام العصابات الصهيونية آنذاك عددًا كبيرًا من الشهداء من أهل القرية من المدنيين، حيث تقدر مصادر فلسطينية وعربية عددهم بين 250 إلى360 شهيدًا من النساء والأطفال والشيوخ.

ويقول الباحث في قضايا الاستيطان، خالد منصور: "قبل 72 عامًا ارتُكبت مذبحة دير ياسين، ولا تزال سلطات الاحتلال ترتكب المجازر بحق شعبنا الفلسطيني في ظل صمت دولي مقيت، يعطي الغطاء لها لارتكاب المزيد من المجازر".

ويضيف منصور لصحيفة "فلسطين": "إن مجزرة دير ياسين وما تبعها من تهجير للقرية هدف للسيطرة عليها، وإرهاب الفلسطينيين ودفعهم إلى مغادرة قراهم والرحيل عنها".

وبين أن سلطات الاحتلال حولت اسم "دير ياسين" العربي، إلى حي "جفعات شاؤول" حيث وسعت لاحقًا هذا الحي ليشمل قرية دير ياسين، ويشمل الآن منطقة صناعية كبيرة، مشيرًا إلى أن ما تبقى من المنازل الآن يستوطن فيها يهود، وتم تحويل المحال التجارية إلى منشآت تجارية.

ويؤكد أن الاحتلال لا يزال يرتكب المجازر بحق شعبنا في محاولة منه لتهجيرهم وسلب أراضيهم لصالح المستوطنين، مضيفًا: "رغم المجازر والاعتداءات التي ارتكبت بحق شعبنا فإنه يواصل تشبثه بأرضه ولن يتخلى عنها".

رسالة رعب

ويكشف رئيس الاتحاد الدولي للمؤرخين فرع فلسطين الدكتور غسان وشاح، أن المجزرة وقعت بعد يوم واحد من استشهاد القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني في معركة القسطل الشهيرة.

ووقعت معركة القسطل، غربي القدس، بين المقاتلين الفلسطينيين والعرب من جهة وقوات "الهاجاناة" اليهودية في مطلع شهر نيسان/ إبريل 1948، ومثّلت بداية لسقوط أجزاء من المدينة بأيدي العصابات الصهيونية.

ويوضح وشاح لصحيفة "فلسطين" أن الهدف من ارتكاب مجزرة دير ياسين تهجير الفلسطينيين من البلدة وتوجيه رسالة رعب إلى القرى الفلسطينية الأخرى للتسليم بالأمر الواقع.

ويذكّر بأن زعيم الحركة الصهيونية ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية الأول دافيد بن غوريون، طبق خلال المجزرة نظريته المعروفة باسم "ثالث" التي تهدف لمحاصرة القرية والهجوم عليها من ثلاث جهات في محاولة لدفع السكان للهرب ونشر الرعب في نفوس سكان القرى المجاورة. ويؤكد أن الاحتلال يسعى بشكل مستمر لسلب مزيد من الأراضي الفلسطينية وتضييق الخناق على الفلسطينيين في مقدمة لتهجيرهم، من خلال عشرات المجازر التي ارتكبها.

تشبث بالأرض

وتعيد ذكرى مجزرة دير ياسين التي وصفها رئيس لجنة القدس في المجلس التشريعي، النائب أحمد أبو حلبية، بـ"البشعة"، التذكير بجرائم الاحتلال المستمرة بحق شعبنا الفلسطيني، كما قال.

وأضاف أبو حلبية في تصريح صحفي أن "شعبنا الفلسطيني متمسك بأرضه ولن ترهبه الجرائم ‏والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني منذ ‏١٩٤٨و١٩٦٧ التي تم خلالها ترحيل أهالي ما يزيد على ٥٠٠ قرية فلسطينية واستشهاد الآلاف".

وتابع: "‏رسالتنا للعالم أن يستفيق من صمته عن جرائم الاحتلال واستمرار حصاره لقطاع غزة وما يمارسه من جرائم بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى وهدم المنازل واعتقال الأطفال والنساء ومصادرة الأراضي".

‏وطالب أبو حلبية ‏أحرار العالم بأن يعملوا من أجل إنصاف شعبنا الفلسطيني وملاحقة الاحتلال ومقاضاته في ‏محكمة الجنايات الدولية والمحاكم الوطنية التي تسمح بملاحقة مجرميه.

نهج المقاومة

من جانبها أكدت لجان المقاومة الشعبية أن مجزرة دير ياسين "ستبقى شاهدة على جرائم وفظائع الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا لتهجيره وطرده من أرضه".

وقالت اللجان في بيان لها: "إن تاريخنا وحقنا المقدس في فلسطين لن يُطمس بالمذابح والمؤامرات والصفقات المشبوهة، وسنواصل مقاومتنا حتى زوال الاحتلال".

ودعت اللجان السلطةَ الفلسطينية إلى نبذ اتفاقيات "أوسلو" وملحقاتها "التي أساءت لنضال وجهاد شعبنا، والتمسك بنهج المقاومة والقتال والاشتباك المفتوح مع الاحتلال المجرم الذي لا يفهم إلا لغة القوة، والثبات على المبادئ وعدم التفريط بذرة تراب من أرضنا المباركة".

كما طالبت "المطبعين مع الاحتلال بالتوقف عن الإجرام بحق شعبنا ومقاومتنا، دعم وإسناد شعبنا في مواجهة إجرام العدو"، وفق تعبيرها.