قائمة الموقع

​"صداقات وقت الفراغ" تنتهي بانقضاء المصالح فابحث عن "السند"

2017-03-23T09:44:04+02:00

هناك فرق بين أشخاص يحبونك وقت الفراغ، وأشخاص يتفرغون لمحبتك، النوع الأول يقصدك إن احتاج مصلحة منك، أما الشخص الذي يتفرغ للسؤال عنك فهو من يحبك لشخصك، ويسأل عنك لأنه اشتاق إليك أو شعر أنك بحاجة ماسة إليه، وليس لغرض آخر.

في الحياة تقابل أنواعًا كثيرة من الأشخاص، لدرجة أنك في بعض الأحيان تقنع نفسك بأن لا أحد يستحق صداقتك، وأن وصف "تبع مصالح" ينطبق على الجميع، وفي أحيان أخرى تجد من يصدقك في صداقته لك.. فكيف يجدر بنا التعامل مع هذين النوعي؟

يريدون منك

ندى ياسين وصفت من لا يسأل عمّن يحب إلا في وقت فراغه، بأنه ليس محبًّا، مشيرة إلى أنه "يتسلى بمعارفه، ويستغلهم ويتلاعب في عواطفهم".

أما أسماء الشاعر، فقالت: "هؤلاء الناس هم أنفسهم من يريدون منك ولا يريدونك أنت، كثير من الناس يدّعون عدم توفر الوقت الكافي عندهم لزيارتك وقت مرضك على عكس زيارة آخرين، ولكن في رأيي من يحبك يجد الوقت ليزورك ويطمئن عليك، من يحبك حقًا يشعر بك في كل أوقاته وانشغالاته، ويطمئن عليك".

نادرون

"أميمة اسليم" (22 عامًا) تكره الأشخاص الذين يتواصلون مع الآخرين فقط حينما يريدون هم ذلك، وليس في كل وقت، وهذا التعامل كان سببًا في فساد علاقتها بكثير من الأشخاص، خاصة أنها تؤمن بأن الأصدقاء الحقيقيين هم الذين يتفرغون لمحبة أصدقائهم، وهم نوع نادر للغاية، على حد قولها.

ووافقتها الرأي "ياسمين السيد"، إذ قالت: "الأشخاص الذين يفهمون ويقدرون معنى الصداقة نادرون حقًا، وينطبق عليهم مثل (مفش حد صالح كله تبع مصالح)"، مضيفة: "من يتصفون بالإحساس بالآخر ومؤازرته وقت حزنه ومساندته ومشاركته فرحه باتوا قلّة، فالكل يعطي لينتظر المقابل".

علاقات هزلية

وفي ذات السياق، بين الاختصاصي النفسي زهير ملاخة أن بعض العلاقات قائمة على الاحترام والثقة المتبادلة، وهناك علاقات قائمة على مصلحة، وترتبط بوقت معين، وأصحاب التوجه الآخر مفهوم الصداقة لديهم ناقص، فهو بالنسبة لهم يقتصر على تلبية احتياجاتهم فقط.

وأوضح ملاخة لـ"فلسطين", أن "الأشخاص الذين يحبونك وقت الفراغ، هم من يستعينون بك في الوقت الذي يحددونه للضحك مثلًا أو لاستدانة المال، وهذه تسمى صداقة هزلية غير جدية، هم أنانيون في التعامل مع الآخرين، ومفاهيم الصداقة ليست حيّة عندهم، وعلاقاتهم تتغير بين فترة وأخرى".

من الشخص الذي يجدر أن نتمسك به؟ أجاب ملاخة: "هو الصديق الصدوق الملازم لصديقه، يكون أخًا وسندًا له في كل الأوقات، الصديق الذي تتوفر فيه صفات الإخلاص الوفاء الاحترام المتبادل، والذي يحافظ على سر صديقه ولا يخونه، وحينما تحتاجه تجده بجوارك في وقت الفرح والترح والراحة والمرض".

وأشار إلى أن كل إنسان لا بد أن يدرك أن علاقته بالآخرين قائمة على مفاهيم حقة، لا لإشباع رغبات معينة لا يقبلها على نفسه الشخص الحر، كالمصلحة والمزاجية والوقتية.

وعن شكوى البعض من صعوبة وجود الصديق الذي لا تشوب صداقته مصالح، قال ملاخة: "إذا كان من الصعب على الشخص إيجاد صديق يُظهر له الاهتمام في كل الأوقات، فعليه أن يتحلى بالذكاء ولا يفشي أسراره لأحد، وأن يتحكم بوقت فراغه ويحرص على وقته وماله".

اخبار ذات صلة