كشفت مصادر فلسطينية عن بدء الوسيط المصري بالتحرك للعمل على المبادرة الإنسانية التي أطلقها قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة يحيى السنوار مؤخرا، مما قد يحرك المياه الراكدة في صفقة تبادل أسرى كبيرة.
وأعلن السنوار، في مقابلة متلفزة، الخميس الماضي، أن حركته مستعدة لتقديم تنازل جزئي في قضية جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية مقابل إفراجه عن الأسرى من كبار السن والمرضى من سجونه، كمبادرة إنسانية في ظل أزمة "كورونا".
وأوضح الخبير والمختص في شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، أن سلطات الاحتلال أجرت اتصالا مع الوسيط المصري من أجل مناقشة مبادرة السنوار، والذي بدوره -الوسيط- تواصل مع قيادة حركة "حماس" حول نفس الموضوع.
وأكد فروانة في حديث لوكالة "قدس برس"، أنه جرى تقدماً بعد تحرك الوسيط المصري الذي يعتبر أكثر ثقة بين الطرفين ولديه خبرة كبيرة في صفقات التبادل، إلا انه لم ترشح أي معلومات حول مضمون المبادرة التي ممكن أن تقدمها حركة حماس"، مرجحاً أن تكون على غرار صفقة "شريط شاليط" مع إدخال بعض التغيرات.
وبين فروانة أهمية دور الوسيط المصري، وأنه لا يمكن أن تتم أي صفقة قادمة بعيدا عن القاهرة ، مشيراً إلى أنه لو حصل تنفيذ للمبادرة سيسبق ذلك حوار يتطور بشكل غير مباشر عبر الوسيط، ولو تم الاتفاق بشكل نهائي سيكون كذلك عن طريق الوسيط مثلما حدث في "صفقة شاليط".
ويرى أن هذه الصفقة لو تمت ستشكل أساسا لمفاوضات قادمة ذات مصلحة مشركة بين الطرفين، حيث إن الاحتلال معني أن يفرج عن بعض الأسرى كبار السن والمرضى حتى لا يتحمل أي مسؤولية عن حياتهم في حال تفشى المرض في السجون.
وتنص مبادرة السنوار على "تقديم حركة حماس تنازل جزئي في موضوع الجنود الأسرى لديها مقابل إفراج الاحتلال عن الأسرى كبار السن والمرضى كمبادرة إنسانية في ظل أزمة كورونا".
وأضاف السنوار "أما الثمن الكبير للأسرى جميعهم فهو كبير يجب على الاحتلال أن يدفعه، والشرط الأول لبدء المفاوضات مع الاحتلال هو الإفراج عن محرري صفقة وفاء الأحرار".
وعلى صعيد الاحتلال، لاقت تصريحات السنوار، صدى كبيرا لدى الاحتلال رغم انشغاله ومجتمعه في مواجهة وباء "كورونا"، حيث سجلت وزارة الصحة لديه وفاة 60 إسرائيليا، وإصابة أكثرة من 9 آلاف آخرين، بينهم 153 بحالة خطيرة.
وذكرت الإذاعة العبرية، أمس الإثنين، أن وزير جيش الاحتلال نفتالي بينت، اجتمع مع قيادة الجيش لبحث ما يسمى بـ"صفقة كورونا"، والتي تشمل مرحلتين: الأولى وتشمل إدخال معدات ومواد طبية لغزة لمواجهة "كورونا"، والثانية: الإفراج عن جزء من محرري صفقة شاليط ومرضى وكبار سن ونساء وأطفال .
وفي إبريل/ نيسان 2016، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، لأول مرة، عن وجود أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها، دون أن تكشف عن حالتهم الصحية ولا عن هويتهم، باستثناء الجندي آرون شاؤول.
وكان المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة، أعلن في 20 يوليو/ تموز 2014، أسر شاؤول، خلال تصدي مقاتلي "القسام" لتوغل بري لجيش الاحتلال، في حي التفاح شرقي مدينة غزة.
وترفض "حماس" بشكل متواصل تقديم أي معلومات حول الجنود الأسرى لدى "القسام".
وكان الاحتلال قد أعلن فقدان جثتي جنديين في قطاع غزة خلال العدوان الذي بدأ في 8 يوليو/ تموز 2014 واستمر لغاية 26 أغسطس/ آب من العام ذاته، هما آرون شاؤول، وهدار جولدن، لكن وزارة الجيش عادت وصنفتهما في يونيو/ حزيران 2016، على أنهما "مفقودان وأسيران".
وإضافة إلى الجنديين، تحدث الاحتلال عن فقدان إسرائيليين اثنين أحدهما من أصل إثيوبي والآخر من أصل عربي، دخلا غزة بصورة غير قانونية خلال عامي 2014 و2015.