قائمة الموقع

أبو عاذرة.. رحلة خلوية برفقة أصدقائه توجت بالقذائف والدماء

2017-03-23T08:41:16+02:00
صورة أرشيفية لأصدقاء الشهيد أبو عاذرة يودعونه أمس (أ ف ب)

لم تعلم عائلة الفتى يوسف شعبان أبو عاذرة من سكان محافظة رفح، أن مغادرة نجلها المنزل، بعد طلب الإذن من الوالد، بغية الذهاب لقضاء وقت خلوي، في أرض العائلة القريبة من السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة، ستتوج بالقذائف والدماء.

ورغم سماع العائلة بحدوث "أمر أمني" شرق المحافظة، لكنها لم تتوقع أن يعود نجلها شهيدا، برصاص وقذائف الاحتلال، التي لم تراعي صغر سنه ولين جسده.

العائلة التي ودعت فتاها، وشيعت جثمانه على عجل من أمرها إلى المقبرة الشرقية لمواراته الثرى، بعد أن أدى جموع المواطنين عليه صلاة الجنازة في مسجد العودة، مصدومة بالفاجعة التي أفقدتهم نجلهم.

شهود عيان وذوو الشهيد، أكدوا أن جريمة الاحتلال وقعت بمحاذاة الشريط الحدودي شرق رفح، وأسفرت عن استشهاد الفتى أبو عاذرة وإصابة آخرين بشظايا قذائف أطلقت تجاههم لمجرد تواجدهم في أرضهم الزراعية.

وفتحت حالة التأهب والمناورات التي أجراها جيش الاحتلال مؤخرا قرب حدود قطاع غزة شهيته للقتل، وترجمت بجريمة لم تجد من يدينها.

شعبان أبو عاذرة (48 عاما) والد الشهيد، أوضح في حديثه لصحيفة "فلسطين" على هامش الجنازة، أن نجله بعد عودته من المدرسة طلب الإذن منه للذهاب إلى أرضهم المحاذية للحدود شرق رفح، وأخذ معه لوازم إعداد الطعام برفقة أصدقائه.

وقال أبو عاذرة: "يبدو أنهم أشعلوا النار في المكان لإعداد طعام العشاء فضربتهم مدفعية الاحتلال.. لا أعرف التفاصيل جيدا.. لكنهم كانوا متواجدين في أرضنا، والمفاجأة في الأمر جريمة قصفهم".

وتابع الوالد المكلوم: "نجلي لم يتجاوز عمره 16 عاما، وهو لا ينتمي لأي تنظيم فلسطيني، وليس له علاقة بأي أعمال عسكرية"، مؤكدا أن استهداف الاحتلال لأبنائنا سياسة فاشلة ولن تنال من عزيمتنا أو الدفاع عن حقوقنا.

ولفت إلى أن نجله كان مطيعا وفيا لطيفا في المعاملة، الجميع من حوله يحبه، قائلا: "كان رحمه المولى نعم الولد، نحتسبه عند ربه شهيدا ولا نزكيه".

بدوره، أكد رمضان أبو عاذرة عم الشهيد، أن جريمة الاحتلال بحق نجل العائلة ليس لها أي مبرر، قائلا: "ما ذنب فتى في السادسة عشرة من عمره أن تمزق جسده قذيفة مدفعية وتفقده الحياة؟".

وأشار أبو عاذرة لصحيفة "فلسطين" إلى أن ما حدث جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال بحق شعبنا، قائلا: "ليس لنا إلا أن نوكل أمرنا إلى خالقنا، ولا نقول إلا ما يرضيه".

وتابع أبو عاذرة: "استقبلنا خبر استشهاده بحزن وألم"، نافيا صحة ما أورده الاحتلال ومزاعمه، التي يريد من ورائها تبرير جريمته النكراء، تهربا من إدانة المنظمات الحقوقية الدولية وإن كانت لا تحرك ساكنا، وطالب بضرورة معاقبة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق شعبنا.

للوقوف في وجه هذه الممارسات العدوانية واستنكارها، وضرورة محاكمة الاحتلال على هذه الجرائم المخالفة لكافة المواثيق والأعراف الدولية.

وأكدت الوزارة أن استشهاد الطالب أبو عاذرة بنيران الاحتلال يأتي في إطار سياسة الاحتلال في استهداف الأطفال وطلبة المدارس والمؤسسات التعليمية بمختلف أركانها، ومواصلة الاحتلال للحصار واستهداف المدارس والمناهج التعليمية في الضفة الغربية وغزة والقدس المحتلة.

اخبار ذات صلة