قائمة الموقع

الاستخدام المفرط للمعقّمات يضرّ بالجلد والمناعة

2020-04-04T16:41:00+03:00
صورة تعبيرية

في ظل الإجراءات التي تتخذها العائلات الفلسطينية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد المنتشر عالميًّا، يعمد البعض إلى التنظيف اليومي للمنازل بالمواد الكيماوية والتعقيم، والطلب المستمر من الأبناء باستخدام المعقمات، ورغم أنها من وجهة نظرهم احتياطات صحية فإن المبالغة الزائدة في ذلك له تأثير على المناعة والجلد؛ وفق اختصاصيين.

وتشير أبحاث حديثة لباحثين في التكنولوجيا الحيوية البيئية بجامعة غراتس للتكنولوجيا، إلى أن النظافة المفرطة تعزز مقاومة المضادات الحيوية، وأنه بدون التعرض للأوساخ والجراثيم في وقت مبكر من الحياة، فإن الجهاز المناعي لا يتعلم كيفية التحكم في رد فعله تجاه الغزاة العاديين، مثل الغبار وحبوب اللقاح.

ويقول المدير الطبي لمستشفى الرنتيسي د. محمد أبو ندى: "النظافة العادية مطلوبة بحدود المعقول، أي دون إفراط أو تفريط، كون المواد المستخدمة في التطهير والتعقيم هي مواد كيماوية والإفراط في استخدامها هو مقتلة للبكتيريا المفيدة، إلى جانب أنها تسبب حساسية للجلد".

ويلفت في حديث مع صحيفة "فلسطين"، إلى أنّ الحساسية الزائدة قد ينجم عنها مرض الأكزيما، وحساسية في الجهاز التنفسي، فبعض البكتيريا مفيدة للجسم، وتعمل كمضادات حيوية ضد ميكروبات أخرى.

ويبين أبو ندى أن بعض السيدات لديهن هوس في النظافة خاصة مع موجة كورونا فأصبحن مفرطات بالنظافة والتعقيم خاصة اتجاه أطفالهن، ولكن على عكس ما هو معتقد أن التعرض للبكتيريا والميكروبات يقوي جهاز المناعة بشكل طبيعي.

ويوضح أنه لذلك يجب ألا يكون التعقيم بشكل مدروس، فلابد من استخدامه عند الضرورة كعند لمس الأجسام أو الأسطح، وبانتظام كغسل اليدين كل ثلاث ساعات.

ويشير أبو ندى إلى أن النظافة بالنسبة للمسلمين مضمونة من خلال ديننا الحنيف بالوضوء خمس مرات للصلاة، ولكن الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف المحمولة، واللابتوب، ومقابض الأبواب الانتباه كونها أسطح تتكون عليها الجراثيم والميكروبات.

ويرجع بعض العلماء في دراسة بريطانية السبب وراء انتشار الأمراض والبكتيريا إلى تحمس البعض إلى النظافة الشديدة والتعقيم بمواد التنظيف المضادة للبكتيريا، ويزداد معدل النظافة حال وجود أطفال في المنزل حرصا على صحتهم، ومع ذلك تنتشر الأمراض بين الأطفال والكبار دون تفرقة.

ويكشف الخبير في علم الأوبئة في مستشفى سانت جنوب لندن جورج ديفيد ستراكان، أن كثرة النظافة تضعف خلايا المناعة في مقاومتها للميكروبات، وتعد النظافة هاجسًا لدى الكثير للتخلص من الجراثيم بالتنظيف المفرط.

ويوضح اختصاصي أمراض الباطنية والصدرية المدير الطبي في الرعاية الصحية الأولية د. بسام أبو ناصر أنه طالما أن الشخص متواجد في البيت ولم يخرج فلا داعي للاستخدام المتكرر للكحول والمعقمات كل خمس دقائق.

وينبه في حديث مع صحيفة "فلسطين": إلى أن الأصل في النظافة غسل الأيدي بالماء والصابون مدة 30-40 ثانية، ويكون قبل وبعده، وبعد استخدام الحمام وبعد العودة من الخارج .

ويقول أبو ناصر: "طالما لم تغير وضعيتك ولم تخالط شخصًا جديدًا لا حاجة لاستخدام المعقم"، محذرًا من استخدامها والتعرض للنار فهي مواد قابلة للاشتعال، ولابد من مراقبة الأبناء ويجب ألا يكون في متناول أيديهم.

كما يحذر من خطر خلط المعقمات مع بعضها البعض فتنتج مواد سامة تضر بالجهاز التنفسي، في النهاية المعقم مادة كيميائية خطيرة، يجب عدم الاستهانة به.

اخبار ذات صلة