قائمة الموقع

ربيع غزة 2020.. حصار في زمن كورونا !!

2020-04-03T16:52:00+03:00
خلو شاطئ بحر غزة من المصطافين جراء وباء كورونا

جاء فصل الربيع على قطاع غزة هذا العام بوجه مختلف إثر زائر خفي جعل المواطنين يلزمون بيوتهم ويتخذون أقصى درجات الحيطة والحذر.

في مثل هذا التوقيت من كل عام، يمتلئ شاطئ بحر غزة والكورنيش الغربي للقطاع امتدادًا من شماله حتى جنوبه، بالمصطافين والراغبين بحرارة الشمس الربيعية.

لكن ولأول مرة منذ عشرات السنين؛ بدت هذه الأماكن خالية من الزوار.

إنه فيروس "كورونا- Covid 19"، الذي حل دون ذلك، وفرض حصارًا مطبقًا على المواطنين في منازلهم، وزاد من وجع الحصار الإسرائيلي الذي يتعرض له أكثر من مليوني مواطن منذ 14 سنة ماضية.

ورصدت "فلسطين" حالة الإغلاق التي شهدتها أماكن حيوية في غزة، شملت الاستراحات الممتدة على طول شاطئ بحر غزة البالغ طوله 40 كيلو مترًا.

كذلك رصدت مدى حرص جهاز الشرطة على متابعة المخالفين للإجراءات المقرة من خلال جهات رسمية حفاظًا على سلامة المواطنين من الفيروس الخفي الذي ظهر في الصين وتفشى حول العالم.

ويسير جهاز الشرطة قواته في دوريات مستمرة في الأماكن العامة لمتابعة مدى الالتزام بذلك.

ولاقى هذا استحسان المواطن رامي سمير، الحريص دومًا على زيارة شاطئ بغزة والاستمتاع بجمال البحر وهدوئه هذه الأيام.

وقال لصحيفة "فلسطين" التي زارت شاطئ غزة ضمن جولة ميدانية لمراسلها: للمرة الأولى يشهد شاطئ البحر حضورًا ضعيفًا بهذا الشكل في مثل هذا التوقيت من العام.

ويعد بحر غزة متنفسًا مهمًا لأكثر من مليوني نسمة يقطنون مساحة لا تتجاوز 365 كيلومتر مربع، وفي مثل هذه الأيام يلجأ المواطنون بغزارة للبحر لقضاء أوقات ممتعة برفقة عوائلهم وأصدقائهم، بعد انتهاء فصل الشتاء الذي يشهد سلسلة منخفضات جوية تضرب غرب القطاع سنويًا، وتجبر المواطنين على المكوث في منازلهم.

ويدرك رامي الذي يعمل صيادًا ويعيل أسرة مكونة من 5 أفراد، أنه لولا الخشية من تفشي الفيروس الذي ينتقل من خلال المخالطة ويصيب الجهاز التنفس لدى الإنسان، لما كان شاطئ البحر بهذا الشكل.

الأمر لم يقتصر على المواطنين الزائرين هناك، وشمل الأكشاك التي يبيع أصحابها المشروبات الساخنة.

ويمتلك الشاب ثائر أبو كرش، في منتصف الثلاثينات من عمره، واحدًا من هذه الأكشاك، ويتخذ منه مصدرًا أساسيًا لتوفير قوت عائلته.

ويقول لصحيفة "فلسطين": إنه "أجبر على إغلاق الكشك هذه الأيام نظرًا لضعف حركة المواطنين".

وترك إغلاق الكشك منذ ثلاثة أيام تداعيات سلبية على عائلته، كما يقول، حيث كان أبو كرش يوفر من خلاله قوت عائلته اليومي بواقع 20- 30 شيقلاً.

ولجأ للعمل على مركبة أجرة ساعات طويلة، ويخرج صباحًا من بيته ويعود منتصف الليل، بعشرة أو عشرين شيكلاً كأقصى حد.

ولم يحظ هذا الشاب بفرصة عمل كما عشرات الآلاف غيره في غزة، رغم امتلاكه مهارات جيدة في عدة مهن حرفية، بفعل التداعيات الخطيرة التي تركها واقع الحصار الإسرائيلي على الاقتصاد المحلي.

وبحسب تقارير ودراسات محلية ودولية، فإن قطاع غزة يعاني من ارتفاع غير مسبوق في نسبة البطالة.

ولا يبدو الحال في عمق المحافظات الخمس للقطاع مختلفًا كثيرًا، إذ يتفادى المواطنون الاختلاط الكثير، ويكتفي عدد كبير منهم بالإشارة باليد من بعيد، والرجوع مبكرًا للبيت بعد تلبية حاجيات أسرهم، وإغلاق أماكن التجمعات ضمن إجراءات الوقاية التي أعلنت عنها جهات رسمية ومنها لجنة المتابعة الحكومية وتعمل بالتعاون مع وزارة الصحة، للحيلولة دون تفشي الفيروس، الذي أصاب 12 مواطنا ما زالوا قيد الحجر الصحي في معبر رفح، جنوب غزة.

اخبار ذات صلة