قائمة الموقع

ماذا تتعلم من كورونا؟

2020-04-02T21:04:00+03:00
صورة تعبيرية

جائحة كورونا المستجد أصابت الناس في العالم بالذهول، وغيّرت مسار حياتهم إلى درجة أغلقت عندها مطارات ومدن ودول، لكن كثيرين ينظرون إلى تقلبات الدنيا دروسًا حياتية وعبرًا يتعلمون منها.

ويتخذ الغزيون بتوجيهات من وزارات الصحة والداخلية والأوقاف إجراءات وقائية كبيرة للوقاية من مرض كوفيد-19، منها الامتناع عن فتح بيوت عزاء، وتعطيل صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، وإغلاق صالات الأفراح، وتعقيم الأيدي والبيوت، وغير ذلك.

الشاب بشار الحموري يقول: "لا بد أن نكون واعين ما يحدث حولنا، نتعلم ونفهم، فقد يكون ما يحدث إشارات أو علامات، أو دروسًا علينا أن نتعظ منها، فكورونا في نظري درس قاسٍ وصعب، وأرى أنه أيقظني من غفلتي".

ويضيف لصحيفة "فلسطين": "إن من أهم الدروس التي التفت لها مع التزامي البيت للوقاية من الفيروس، ضرورة أن يحمد الإنسان الله على أنعمه، ومنها نمط العيش السابق لوجود كورونا، إذ كان بعض يعده روتينًا قاتلًا ويتمنى أن يتخلص منه، لكنه الآن يتمنى أن يعود".

أما آمنة علي (28 عامًا) فترى أنها تعلمت درسًا جعلها تغير نظرتها في الحياة، قائلة: "هناك أمور كثيرة كنت أعتقد أنها ضرورة في الحياة ومن أساسياتها ولا يمكن أن تمضي دونها، ولكن بعد الأحداث الأخيرة التي سادت العالم بسبب فيروس كورونا غيرت نظرتي تجاه ذلك".

"اكتشفت أن الحياة الأساسية تتمثل في الأسرة ومدى ترابطها، والعمل والسعي لأجل الوطن، قد يكون كورونا أمرًا لنكتشف من بعده أساسيات الحياة الحقيقية" تتابع حديثها مع صحيفة "فلسطين".

أما المواطن حمزة قطينة فيقول من جهته: "على هامش هذه الجائحة، يبدو أنّ الجميع كان بحاجة لهذه الفترة من الالتزام بالبيوت؛ فهناك العديد من الأمور المؤجلة التي بحاجة إلى ترتيب ومتابعة، منها العبادات والخلوات، ومنها طلب علم، وأيضًا التعلق بالأهل والأولاد أكثر، وغيرها كثير".

ويلفت إلى أن مشاغل الحياة وأعباء العمل تأسر الإنسان، وتُفوت عليه فوائد كثيرة ونفعًا كبيرًا غير تلك التي يجنيها.

وترى الشابة نسرين أيمن أن "كورونا يعلمنا درسًا أن هناك كثيرًا من الأنعم الربانية التي لا تعد ولا تحصى، ومع ذلك كنا نتذمر ونتأفف لأتفه الأسباب، وبالمقابل كنا نردها بقلة الشكر".

وتوضح أنها تعلمت أن أقل درجات الرزق هي المال، وأعلاها الصحة، وأن قوة الأمة في علمائها وأطبائها، وأصبح لديها مبدأ أن تردد عندما تواجهها مشكلة في حياتها جملة واحدة: "ليس لها من دون الله كاشفة".

كذلك محمد عمار يشير إلى أنه تعلم دروسًا كثيرة، منها أن الإنسان "ضعيف مسكين"- وفق تعبيره- "يتوهم القوة وهو ضعيف"، لذلك عليه ألا يتكبر ولا يغتر بقوته ومنصبه، وجبروته في قهر المظلومين، لأن دوام الحال من المحال.

يتشابه ذلك وما تقوله الشابة الجامعية سمية أحمد، فهي ترى كورونا فرصة لتذكير الناس بـ"أن مردنا إلى الله".

وتضيف أحمد: "الطبيب، والصيدلي، والعسكري، والصحفي، وصاحب المخبز، ومهندس النظافة، وغيرهم هم جنود وعماد المجتمع".

وتتابع: "استيقاظي صباحًا للذهاب إلى الجامعة كان يبدو أمرًا مزعجًا لي، ولكن تبين لي الآن أنه نعمة، حتى الازدحام والضجة في الشارع، وكوب القهوة الذي كنت أشتريه دون خوف من أي شيء نعمة، وغيرها من النعم التي لا تعد ولا تحصى".

فيروس كورونا المستجد لا يزال منتشرًا في دول العالم، وهذا يعني أنه هناك كثيرًا من الدروس والعبر التي سنتعلمها، ولكن أنت -عزيزي القارئ- إذا كنت ممن تعلموا درسًا بسبب ما يجري حولنا، فما الدرس الذي تعلمته؟

اخبار ذات صلة