قائمة الموقع

"أطباء بلا حدود": القطاع الصحي بغزة مُنهك.. وندرّب طاقمًا للتعامل مع كورونا

2020-04-02T17:05:00+03:00
الزميل نور صالح خلال محاورته مديرة الاتصالات في أطباء بلا حدود (تصوير: محمود أبو حصيرة)

وصفت مسؤولة الاتصالات الميدانية في منظمة أطباء بلا حدود- بلجيكا، كانديدا لوبيز، القطاع الصحي في غزة بـ"المُنهك" بفعل الأزمات المتتالية التي مرّ بها واستمرار الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من 13 عامًا.

وقالت لوبيز، خلال حوار مع صحيفة "فلسطين": إن تفشي وباء "كورونا" يزيد الأعباء الملقاة على عاتق وزارة الصحة بغزة، كونها تعاني أصلًا من نقص بالأدوية والمستلزمات الطبية في الأوقات الطبيعية.

وأضافت أن وباء "كورونا أنهك أنظمة صحية عالمية لديها إمكانيات عالية بسبب الأعداد الكبيرة للمصابين بالوباء، "فكيف الحال بالقطاع الصحي في غزة الذي أُنهك بفعل الأزمات التي مرّ بها على مدار السنوات الماضية؟!".

وأشارت "لوبيز" خلال الحوار في مكتبها بمقر المنظمة بمدينة غزة، إلى أن وزارة الصحة في غزة ناشدت منذ بداية الأزمة ووصول "كورونا" إلى منطقة الشرق الأوسط، لتقديم العون لها لمواجهة كورونا في القطاع المكتظ بالسكان، كونها تُعاني نقصًا حادًا في المستلزمات الطبية.

وأوضحت أن منظمتها تعمل بناء على التوجيهات والنداءات المستمرة لوزارة الصحة في قطاع غزة، كونها المُسيّرة لعمليات التدخلات الطبية والإغاثية بشأن كورونا.

ونبهت إلى أن "كورونا" هو فيروس جديد ومعرفتنا بطبيعته والمخاطر الناجمة عنه محدودة حتى اللحظة، مما يُصعّب المهام الملقاة على وزارة الصحة بغزة، "لذلك حال تفشيه ستضطر الوزارة لوقف بعض الأنشطة غير العاجلة وغير الخطيرة وسيقتصر عملها على الطوارئ، مما ينعكس على الخدمات المُقدمة للمرضى الآخرين، ويزيد من قوائم الانتظار"، وفق قولها.

وذكرت لوبيز، أن منظمة أطباء بلا حدود- بلجيكا، موجودة دائمًا في غزة لدعم القطاع الصحي ومؤازرة وزارة الصحة، وجهودها في الوقت الراهن تتركز حول كيفية حماية المرضى الذين تُقدَّم لهم الخدمات العلاجية من علاج طبيعي وغيارات وجراحات، عبر تقليل تجمهرهم في المستشفيات وتأجيل العمليات غير العاجلة، لتقليل خطر انتشار العدوى بينهم، إضافة لتوعية موظفي الوزارة بكيفية حماية أنفسهم من الفيروس وأعراضه.

وأفادت أن جهود المنظمة في الوقت الراهن تتركز حول كيفية حماية المرضي الذين تُقدم لهم الخدمات العلاجية من علاج طبيعي وغيارات وجراحات، من خلال تقليل تجمهرهم في المستشفى وتأجيل العمليات غير العاجلة، لتقليل خطر انتشار العدوى لهم، إضافة لتوعية موظفيها بكيفية حماية أنفسهم من الفيروس وأعراضه.

خطة دعم

وحول وجود خطة لدعم القطاع الصحي خلال الفترة القادمة، قالت لوبيز: إن المنظمة تحاول دعم القطاع الصحي بناءً على تقديرات وطلبات وزارة الصحة، لافتةً إلى أن أزمة "كورونا" عالمية، وأصبحت كل الدول تعاني من الفيروس.

وبيّنت أن إمكانيات "أطباء بلا حدود-بلجيكا" أصبحت محدودة بسبب سرعة تفشي "كورونا"، وذلك راجع إلى توقف السفر والتحركات بين الدول، كون المنظمة تعتمد بشكل أساسي على متطوعين يعملون في مجال الصحة ويتنقلون من مكان لآخر حسب الحاجة.

وأشارت أيضًا إلى أن المنظمة تحاول استقدام طواقم طبية جديدة لمساندة وزارة الصحة، "لكن تقييد الحركة والسفر يعطل ذلك"، متابعة: "نحاول بكل جهدنا تقديم الدعم، لكن الأمر يحتاج إلى موارد بشرية وأدوية، وهو أمر صعب حالياً في كل العالم وليس فقط في غزة".

ونبّهت لوبيز إلى أن المنظمة ليس من قواعد عملها تقديم دعم مالي لأي دولة في العالم، إنما تقدم الدعم عن طريق توفير الخدمات الطبية والأدوية والمستلزمات ونقل الخبرات الطبية المختلفة وتدريب الكوادر المحلية.

وفيما يتعلق بدعم قطاع الصحة بغزة بأجهزة التنفس الصناعي، قالت لوبيز: إن القيود المفروضة على التنقل والسفر تقف عائقاً أمام إمداد الوزارة بالأجهزة، إضافة إلى أن الحاجة لأجهزة التنفس أصبحت مُلحة في كل العالم.

وأوضحت أن أعضاء المنظمة بغزة، يتواصلون باستمرار مع المكاتب الرئيسة للمنظمة في أوروبا، لاطلاعها على احتياجات القطاع الصحي في فلسطين، من أجل توفير الدعم اللازم لهذا القطاع.

وأكدت لوبيز، أن الحصار الإسرائيلي أثّر بشكل كبير على القطاع الصحي، وهو ما جعل "أطباء بلا حدود-بلجيكا" ترتئي الحاجة الملّحة لوجودها في غزة، ومضاعفة الإمكانيات كون القطاع بؤرة اهتمام المنظمات الأجنبية.

ولفتت إلى أن استمرار الحصار أدى لنقص حاد في الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية، التي تُعد أساس مقومات المنظومة الصحية.

وأوضحت أن غزة لديها إمكانيات بشرية عالية، لكن غير قادرة على التنقل والحصول على دورات تزيد خبراتهم، بفعل تضييق الخناق واستمرار الحصار على قطاع غزة.

جرحى مسيرات العودة

وحول دعم جرحى مسيرات العودة، أكدت مساعد المنسق الطبي في "أطباء بلا حدود-بلجيكا" د. علا زيارة، أن المنظمة لم تتوقف عن علاج المصابين، حيث عالجت إلى اليوم قرابة 4 آلاف جريح.

وقالت زيارة لـ "فلسطين": "لدينا التزام أخلاقي عالٍ تجاه هؤلاء المرضى الأكثر عرضة لأي مضاعفات، ونعلم أن علاجهم يحتاج لفترات طويلة قد تمتد لثلاث سنوات، لكن لن نتخلى عنهم حتى في آخر لحظة"، مشيرةً إلى أن المنظمة اتخذت أكثر من خطوة لتوفير علاجهم بشكل دوري للحفاظ على سلامتهم من خلال تقليل ترددهم على المستشفى.

وأفادت أنه جرى تقليص الطاقم العامل في المنظمة بغزة إلى النصف، لانتهاء عقودهم أو عودة آخرين إلى بلادهم لمساندة عائلاتهم.

وفيما يتعلق بإمكانية وجود فريق طبي لدى المنظمة حال تفشي فيروس "كورونا": "لو ارتأت المنظمة أن هناك طلبًا مُلحًا بضرورة التدخل، فسيكون هناك طاقم متخصص أكثر يُمكن أن يصل لغزة في الوقت المناسب، إذا سمحت الظروف والمعابر، ووافقت الحكومة بغزة".

وأشارت زيارة، إلى أن المنظمة تعكف حالياً على تدريب طاقم محلي على كيفية التعامل مع مصابي فيروس "كورونا" ليكونوا ضمن طاقم طبي، إذا احتاج الأمر.

نصائح نفسية

من جانبه، قدّم مسؤول الدعم النفسي والمعنوي في المنظمة، لوسيانو كانشيلارا، جُملة من النصائح والارشادات النفسية للعائلات في قطاع غزة حول كيفية التعامل مع أطفالهم خلال مكوثهم في البيت نتيجة تفشي "كورونا".

ومن أبرز النصائح، وفقاً لكانشيلارا، هي اتباع نظام مُعين في التعامل مع الأطفال، والعمل على تقديم المعلومات لهم من آبائهم بطرق مناسبة، كونهم لا يذهبون للمدارس في الوقت الحالي.

وأوضح خلال حديثه مع "فلسطين"، أن الأطفال لديهم القدرة على الفهم من آبائهم ولكن من خلال طرق ووسائل صحيحة، مشيراً إلى أنهم يعبّرون عما بداخلهم من خلال الرسم واللعب، "لذلك يجب استثمار هذين النشاطين".

ودعا إلى ضرورة المحافظة على نظام حياتي يومي مُعين، من خلال تنظيم أوقات الأنشطة وتناول الأطعمة، وهذا يدعم السلامة النفسية للأطفال، مشددًا على ضرورة وتمتع الأهل بحالة صحية ونفسية سليمة من خلال ممارسة الرياضة والأنشطة، كي يستطيعوا دعم أطفالهم.

اخبار ذات صلة