لم تقتصر آثار المستوطنات السلبية على سرقة الأرض الفلسطينية ومواردها الطبيعية بل باتت منطلقاً لكل ما هو سيئ ضد الفلسطينيين، حتى وصلت في ظل انتشار جائحة "كورونا" لأن تكون مصدراً لتصديره للفلسطينيين في محافظات الضفة الغربية المحتلة.
الخبير بشؤون الاستيطان علاء الريماوي رأى أنه في ظل انتشار "كورونا" فإن المستوطنات الإسرائيلية تعد "أماكن موبوءة" تنقل الفيروس للفلسطينيين المحيطين بها.
أماكن موبوءة
وقال الريماوي لـ"فلسطين": "توجد عشرات الإصابات بالفيروس في صفوف المستوطنين بالقدس المحتلة والضفة الغربية، ما يعني أننا أمام خطورة تهدد حياة المواطن من خلال المستوطنات بنقل العدوى للفلسطينيين، من خلال عربدة المستوطنين في الأراضي المحيطة بها، إذ ثبت تعمدهم البصاق على أبواب السيارات الفلسطينية والأماكن المحيطة بهم".
وأضاف: "المشكلة أن الاستيطان كالسرطان في الجسم الفلسطيني حيث إن المناطق التي يوجد فيها مستوطنون لا توجد فيها سيطرة للفلسطينيين على قطاع الخدمات، ما يجعل تهديد انتشار "كورونا" منها قائماً لمختلف مناطق الضفة". وأشار إلى أن الاستيطان يسبب نزيفاً لأمن الفلسطينيين الطبي والاقتصادي والمعيشي وخطراً حقيقياً على الفلسطينيين، مبيناً ضرورة امتناع العمال الفلسطينيين عن الدخول للمستوطنات في هذه المرحلة الحرجة.
وبين أن العامل الفلسطيني عليه أن يختار في هذا الوقت بين سلامة أهله وحفاظه على نفسه، وتحصيل المال الذي يحتاج إليه، عاداً أن تحمل قساوة العيش في هذه المرحلة التي ستنتهي عاجلاً أم آجلاً أفضل من تعريض النفس والأهل والمجتمع للخطر.
ورأى ضرورة وضع السلطة أسماء العمال على قائمة المحتاجين للمساعدات المالية ووضع خطة فلسطينية رسمية وأهلية للحفاظ على أرواحهم في هذه المرحلة الحرجة، من خلال التفاعل الإنساني والجهود الرسمية والطوعية لسد رمق الجوعى.
وأبدى أسفه لتعمد الاحتلال المس بالعمال الفلسطينيين بالمستوطنات عبر إدخالهم إليها دون شروط أمان أو تعقيم أو حتى أي وسائل دعم صحي كالفحوصات الطبية.
بؤرة خطر
بدوره عد رئيس مجلس إدارة جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن المستوطنات بؤرة خطيرة لنقل المرض للفلسطينيين خاصة العمال الذين يعملون فيها.
وقال لصحيفة "فلسطين": "إن المستوطنين يحاولون تلويث المركبات الفلسطينية بالبصاق عليها لنقل العدوى لهم بطرق مشينة وعنصرية، بجانب أن وجود المستوطنات بجانب المناطق السكنية يعيق وصول الخدمات الصحية الفلسطينية لها".
وأضاف: "أكبر خطر في هذه المرحلة هو ذهاب العمال للمستوطنات، حيث إن الاحتلال لا يهتم بتوفير أدنى الشروط الصحية لهم حتى أماكن المبيت التي وفرها لعدد منهم سيئة جدا ولا يوجد فيها أدنى المقومات الصحية العادية، ما يجعل الوجود فيها خطرا من جميع النواحي".
ولفت إلى أن عدداً من العمال بالمستوطنات وداخل دولة الاحتلال نقلوا العدوى للمحيطين بهم بالضفة بعد مخالطتهم إسرائيليين مصابين بالفيروس، عاداً أن أهم خطوة لاحتواء الفيروس في المرحلة الحالية عدم الذهاب للعمل في المستوطنات، ومقاطعة منتجاتها من خلال تشكيل لجان شعبية في أماكن وجودهم لتوفير المعونة لهم في الوقت الحالي.
وعد أن مقاطعة العمل بالمستوطنات وداخل (إسرائيل) يحتاج لموقف رسمي وشعبي فلسطيني من خلال التكافل الاجتماعي وإدراج وزارة الشئون الاجتماعية لهؤلاء العمال ضمن سلة المساعدات.