قائمة الموقع

في زمن كورونا.. المناسبات الاجتماعية عبر "فيسبوك" والسلام بـ"الإشارة"

2020-03-29T12:14:00+03:00

دفعت حالة الطوارئ التي تعيشها فلسطين، بسبب فيروس "كورونا"، المواطنين للبحث عن آليات جديدة للوقاية من تفشي الوباء العالمي، والحفاظ على الاجتماعيات من جانب آخر.

وتشكل واقعا اجتماعيا جديدا يختلف عن سابقه قبل حلول فيروس "كورونا" من خلال استبدال  عادات التهنئة  في المناسبات الاجتماعية وواجب التعزية من خلال  وسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها "فيسبوك" و"واتساب"  وغيرها من الوسائل المتاحة.

ولم يتوقع الشاب عمار زيد من قلقيلية، أن يشهد مراسم دفن جنازة في المدينة عدد قليل من المشيعين، وأن يطلب أهالي المتوفي التعزية عبر "فيسبوك".

وقال زيد: توفيت جارة لنا، فطلبت عائلتها من الجميع المغادرة، والمشاركة في التعزية عبر "فيسبوك"، لافتا إلى أن المصافحة كانت "بإشارات السلام، ولم تكن بالمصافحة".

وأضاف: "هذا المشهد لم يتوقعه أي شخص في العالم أن يكون التباعد الاجتماعي بهذه الصورة المرعبة، الكل يخشى من الأخر، لأن الفيروس لا يعرف عدوا او صديقا".

وكتب الأسير المحرر محسن شريم، على صفحته بـ"فيسبوك": "أنا أعذر الجميع، فالوضع لا يحتمل المغامرة".

وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن شريم، الأسبوع الماضي، بعد قضائه 20 شهرا في الاعتقال الإداري.

وقال: قبل تحرري من الأسر بأيام، علمت صعوبة الأوضاع المعيشية، والتعامل الحياتي نتيجة فيروس "كورونا"، وهو الأمر الذي دفعني لاستقبال التهاني عبر "فيسبوك".

ورأي شريم أن الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي، تكفي وحدها لاستقبال التهنئة "لذا كانت هذه المبادرة مني ومن الكثير من المحررين".

فيما سجل الأسير المحرر نادر صوافطة من طوباس، رسالة بصوته، جاء فيها: "أقدم اعتذاري للجميع بعدم استقبال المهنئين، فالوضع الراهن لا يسمح بذلك حفاظا على السلامة العامة وعدم خرق الاجراءات الوقائية، وإن دفع الضرر مقدم على استقبال الأصدقاء والأقارب".

وعلق الإعلامي الفلسطيني د. أمين أبو وردة، على الواقع الجديد، قائلا: الشعب الفلسطيني أظهر وعيا منقطع النظير وملتزم بشكل كبير جدا طواعية وبدون قوة.

وذكر أبو وردة – أنه خلال متابعته لمواقع التواصل الاجتماعي – أنه وجد هذه المواقع يتم استخدامها بشكل واسع النطاق بين الفلسطينيين، "تهنئة، تعزية" من جميع الفئات سواء الصغير والكبير والمسؤول وعامة الناس.
وقال: لم يعد حاجة للتواجد الشخصي في المناسبة، الكل يقدر الظرف، والمشاركة عبر هذه المواقع يكون كافيا ولا يعتبر تقصيرا اجتماعيا.

وعد أبو وردة هذا الواقع تطور في نمط التفكير والسلوك الاجتماعي لدى المواطنين بسرعة كبيرة وبدون تهيئة مسبقة، مستدركا: "قبل زمن كورونا لم يكن التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي كافيا بل كان مساندا  للواجب  وليس أساسا في تأدية الواجب".

اخبار ذات صلة