حتى في أوقات الطوارئ لا تتوقف قوات الاحتلال الإسرائيلي عن مسلسل إجرامها وسياساتها العنصرية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، من قمع وتنكيل واعتقال، في مختلف مدن الضفة الغربية المحتلة.
مساء أمس، أصابت قوات الاحتلال 25 مواطناً خلال مواجهات مع المواطنين في منطقة التواني غرب مدينة يطا جنوب الخليل.
ولم تكتفي قوات الاحتلال عند هذا الحد، بل اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من المنطقة ذاتها في أثناء محاولتهم التصدي لاعتداءات المستوطنين في القرية. وسبق ذلك أن أعدمت الشاب سفيان الخواجا بعد إطلاق النار عليه شرقي بلدة نعلين غرب مدينة رام الله، وهو ما يعكس السياسة الإجرامية لدى سلطات الاحتلال، وفق مراقبين.
الكاتب والمحلل السياسي أسعد العويوي رأى أن سياسة الاحتلال بكل الظروف لن تتغير تجاه الفلسطينيين، فهي تريد وضع كل العراقيل أمام حياة مستقرة لهم.
وأوضح العويوي خلال حديثه مع "فلسطين"، أن جرائم الاحتلال لم تتوقف، حيث اشتبك مع الفلسطينيين في يطا، في محاولة منه لمنع اللجان التطوعية التي تعمل في توعية المواطنين حول وباء "كورونا" الذي يهدد حياتهم.
وبيّن أن الاحتلال أعلن حالة الطوارئ في دولته، لكي يحافظ على الإسرائيليين، على حساب الفلسطينيين، لافتاً إلى أن حالة الطوارئ تُفيد الفلسطينيين أيضاً لدرء مخاطر "كورونا"، لكنّ الاحتلال لا يريد لهم حياة مستقرة.
وذكر أن حالة الطوارئ في أراضي الضفة، فرضها الشعب الفلسطيني على نفسه، من أجل حماية أبنائه للحفاظ على الكينونة الفلسطينية، مستدركاً: "لكن الاحتلال يعمل على تخريب كل الأعمال التي ينفذها الفلسطينيون".
وأشار إلى أن "الاحتلال يتعامل بازدواجية مع الفلسطينيين، حيث يعمل على القبض والاعتداء على كل المتطوعين الذين يسعون لدرء الخطر عن شعبنا".
وحسب قول العويوي فإن الاحتلال يريد إيصال رسالة مفادها أنه موجود كقوة أمر واقع رغم الظروف، وسيبقى له الأمر والنهي.
ويتفق مع ذلك الناشط السياسي خالد العمايرة، قائلاً إن المواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال لم تصبح شأناً ثانوياً بسبب "كورونا"، واصفاً الاحتلال بأنه "أخطر من كورونا على الفلسطينيين".
وذكر العمايرة خلال حديثه مع "فلسطين"، أن مواجهة الاحتلال ستستمر ما دام موجوداً على الأرض الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه رغم انشغال (إسرائيل) بمكافحة فيروس "كورونا" فإن القضايا الأساسية لم تتغير بالنسبة لها.
وبيّن أن "ردة فعل الاحتلال ليست جديدة، لذلك فإن المستوطنين لا يتركون سلطة مهما كانت ضئيلة دون محاولة الإيقاع بالفلسطينيين، أي محاولة نشر "كورونا" في الأراضي الفلسطينية".
ونبه إلى أن جرائم المستوطنين لم تتوقف، حيث أقدموا على تلويث بعض المناطق في الخليل، ضمن محاولاتهم الرامية لنقل عدوى "كورونا" للفلسطينيين.
وشدد العمايرة على أن الفلسطينيين لم يتوانوا في الدفاع عن أرضهم، "حيث تتناسب ردة فعلهم مع حجم جرائم الاحتلال، فهم يتمتعون باليقظة المستمرة".

