فلسطين أون لاين

تقرير سفيان الخواجا.. شهيد في زمن "الكورونا"

...
الشهيد سفيان الخواجا (أرشيف)
غزة - أدهم الشريف

لم تشفع حالة الطوارئ والظروف الصعبة التي يمر بها المواطنون الفلسطينيون للشاب سفيان الخواجا أمام رصاصات جيش الاحتلال التي أصابت جسده دون هوادة، وأردته شهيدًا.

حدث ذلك في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، عندما كان سفيان في طريقه إلى بيته في بلدة نعلين بمحافظة رام الله والبيرة.

كان سفيان (32 عامًا) يقود مركبته في طريق العودة للبيت بعد أن جلب بعض السلع التي تحتاج إليها أسرته، للوقاية من فيروس "كورونا"، الذي وصل إلى أكثر من محافظة في الضفة الغربية المحتلة.

لكن قوة من جيش الاحتلال أبت أن يعود سفيان إلى بيته سالمًا، حسبما قال نادر الخواجا، أحد أقارب الشهيد، الذي شغل سابقًا رئيس بلدية نعلين.

ويضيف الخواجا أن القوة الإسرائيلية أطلقت نيرانها على سفيان في أثناء قيادته مركبته في طريق العودة لبيته، وبررت جريمتها بمحاولته إلقاء الحجارة تارة، وتارة أخرى بإطلاق ألعاب نارية على أحد أبراج جيش الاحتلال التي يتخذها الجنود ثكنات عسكرية.

وينفي نادر هذه الادعاءات بشدة، مؤكدًا أن سفيان ذهب لشراء معقمات وحاجيات أساسية تلزم الأسرة التي تسكن في منطقة قريبة من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 48، التي تفشى فيها الفيروس.

وارتفع عدد المصابين بـ"كورونا" في (إسرائيل) من المستوطنين اليهود لأكثر من 1200، أما عدد المحجورين فقد تجاوز الآلاف.

ولم يكتفِ جيش الاحتلال بقتل الشهيد بزخات من الرصاص الحي، وأصابت بعضها رأسه مباشرة، بل احتجز جثمانه في منطقة غير معلومة لأهله.

وقال قريب الشهيد إن جيش الاحتلال يرفض تسليم جثمان "سفيان"، كما يرفض تحديد موعد آخر للإفراج عنه، حتى يوارى الثرى في بلدة نعلين الشهيرة بتصدي أهلها لمشاريع التوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة، ومقاومة جدار الفصل العنصري، من خلال مسيرات المقاومة الشعبية التي تنطلق كل يوم جمعة منذ سنوات طويلة.

ويتعمد جيش الاحتلال احتجاز جثامين الشهداء كنوع من العقاب الجماعي الموجه لذويهم على ما قام به أبناؤهم، بحسب زعمه.

وتأسر (إسرائيل) جثامين مئات الشهداء في ما تسميها "مقابر الأرقام" منذ عشرات السنين، وترفض الإفراج عنها.

ويشعل ذلك غضب أهالي نعلين الذين يقدرون الشهيد الخواجا، المشهود له بأخلاقه وتواضعه وابتسامته التي لا تفارقه، وحبه للجميع.

وحال احتجاز الاحتلال جثمان الشهيد دون تشييعه من أهالي البلدة في جنازة مهيبة، كما يقول نادر الخواجا.

وأضاف: "في حال فعلها جيش الاحتلال وأفرج عن جثمان سفيان، ستخرج له جنازة لم تشهدها نعلين من قبل"، مشيرًا إلى أن الجميع في البلدة الفلسطينية يتخذون إجراءاتهم الخاصة لمواجهة "كورونا"، لكن ذلك لن يحول دون المشاركة في بيت عزائه، وجنازته في حال أفرج الاحتلال عنه.

وما زالت عائلة الشهيد تعيش تحت هول الصدمة بعد أن فقدت أحد أبنائها من أصل 9 أشقاء وشقيقات، ينتمون جميعًا لعائلة فلسطينية ملتزمة عانت من الاحتلال على مدار سنوات طويلة.