شوارع شبه خالية من السيارات والمارّة، ومطاعم ومحال تجارية أقفلت أبوابها حفاظاً على سلامة المواطنين، هكذا بدا المشهد في محافظات قطاع غزة، بعد إعلان وزارة الصحة بغزة عن اكتشاف حالتين مصابتين بفيروس "كورونا"، فجر أمس.
على النقيض من ذلك، فقد اكتظت الأسواق الشعبية والمخابز بالمواطنين، حرصاً على اقتناء المستلزمات اللازمة لعائلاتهم، للالتزام في بيوتهم خلال الفترة القادمة، منعاً لتفشي فيروس "كورونا" بين أعداد كبيرة من المواطنين.
وسارعت وزارات عدّة في القطاع لإرسال رسائل "طمأّنة" للمواطنين، بأن الأوضاع لا تزال تحت السيطرة، وأن المصابين يخضعان للحجر الصحي الالزامي في مستشفى رفح الميداني جنوب القطاع، إضافة إلى توفر السلع والمستلزمات لأيام عدّة.
صحيفة "فلسطين"، تجولت في بعض شوارع مدينة غزة، ورصدت بعض الأجواء وصورة الأوضاع وحالة المواطنين، حيث لاحظ مراسلها مدى اهتمام المواطنين بالإجراءات الوقائية واتخاذ التدابير اللازمة لذلك، مثل ارتداء المواطنين القفازات والكمامات الطبية.
حتى عناصر الأجهزة الأمنية أمام المقرات الأمنية ترتدي وسائل الأمان والسلامة، ويضعون "الكمامات" على وجوههم، بالإضافة إلى أفراد شرطة المرور المنتشرين في الشوارع.
الشاب محمد خالد (30 عاماً) يعمل سائقاً على سيارة أجرة، انطلق منذ ساعة مبكرة من الصباح سعياً لجلب قوت يومه، لكنّه تفاجأ بأن الشوارع أشبه بـ "الفارغة" بعد إعلان إصابة مواطنين بـ"كورونا".
ويتخذ خالد بعض الإجراءات في سيارته، حفاظاً على صحة وسلامة الركاب، حيث يستخدم "المُعقم الكحولي" باستمرار، معرباً عن أمله أن ينتهي هذا الوباء ويسلّم الله أبناء قطاع غزة منه.
وزار مراسل "فلسطين" مخبز اليازجي- فرع تل الهوا، حيث لاحظ مدى اهتمام إدارة المخبز بسلامة المواطنين، من خلال الإجراءات التي فرضتها على العاملين بداخله مثل ارتداء الكمامات والقفازات.
كما خصصت إدارة المخبز رجل أمن خاصًا للوقوف أمام الباب الرئيس للمخبز، حيث يحمل بيده "معقمًا كحوليًا" ويضعه على أيدي المواطنين الزائرين للمخبز.
وأكد مدير مبيعات المخبز وليد الافرنجي، أن إدارة المخبز أقرّت جملة من الاجراءات الوقائية للعاملين، حفاظاً على أرواح المواطنين ومنعاً لتفشي وباء "كورونا" الخطير.
ووصف الإفرنجي لـ "فلسطين"، انتشار الوباء بـ"الكارثي والكبير"، وهو ما يدفع لاتخاذ المزيد من وسائل الحماية والوقاية، سيّما أنه أصاب دولاً كبيرة، في حين أن قطاع غزة يعاني حصاراً اسرائيلياً مشدداً.
وأوضح أن إدارة المخبز تعمل كل ما بوسعها في ظل الظروف الصعبة للقطاع، حيث اتبعت جُملة من الإجراءات الوقائية.
وتتلخص الإجراءات وفقاً للإفرنجي، بارتداء جميع العاملين "قفازات وقبعات وكمامات" طبية، إضافة إلى استخدام المعقمات وتطهير المكان باستمرار، مشيراً إلى أنهم يشترطون على العاملين عدم مصافحة الزبائن، وترك مسافة بينهم وقت البيع.
استمرت جولة "فلسطين"، حتى وصلت للحجر الصحي الموجود في مدرسة بلقيس في منطقة تل الهوا، جنوب القطاع، والذي يُحيطه عدد من عناصر الأجهزة الأمنية، التي ترتدي وسائل الوقاية، وتمنع وصول المواطنين.
"مكان للحجر الصحي.. ممنوع الاقتراب حرصاً على سلامتكم"، كانت هذه اللافتة التي وُضعت على جدار المدرسة، حرصاً على سلامة المواطنين من الاقتراب وملامسة المكان، خشية وصول أي إصابات أخرى.
وأكد أحد عناصر الأمن أمام الحجر، أن وزارة الداخلية أعطتهم تعليمات مهمة بضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للوقاية من المرض، حرصاً على سلامتهم.
وأوضح أن الداخلية تتابع باستمرار الحجر الصحي، حفاظاً على سلامتهم وسلامة المحجورين.

