أكد الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدرة، أنه لم تُسجل أي إصابات بفيروس "كورونا" كوفيد 19، داخل قطاع غزة.
وقال القدرة، خلال مؤتمر الإيجاز الصحفي لمركز الإعلام والمعلومات الحكومي لمواجهة فيروس "كورونا" والذي عقد، مساء اليوم، في المجمع الإداري لوزارة الصحة، غرب مدينة غزة: "كثفت الوزارة الفحص المخبري للعائدين إلى قطاع غزة حيث أجرى المختبر المركزي 99 فحصًا مخبريًا لحالات مشتبهة وكانت نتائج 97 عينة منها سلبية، واثنتان موجبة لوافدَينِ إلى قطاع غزة ولم تسجل أي إصابات بالمرض بين السكان داخل قطاع غزة حتى اللحظة".
وبين أن "الحالتين اللتين ظهرت نتائج إصابتهما بالفيروس هما لرجلين في العقد السادس والسابع من عمرهما وعادا من الباكستان ضمن مجموعة أخرى في مناطق متفرقة من محافظات الوطن ظهرت على بعضهم أعراض المرض".
متابعة صحية
وأشار القدرة إلى أن الطواقم المختصة توجهت لمقر حجرهم الصحي بغزة وعزلتهم وأخذت مسحات مخبرية منهما حتى ظهور نتائج فحص العينات "رغم عدم ظهور أي أعراض مرضية عليهما"، مشددًا على أن الحالتين لم تدخلا إلى مناطق سُكناهم في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الحالتين يخضعان للعزل والمتابعة الصحية في مستشفى العزل بمعبر رفح البري، "كما تم اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة لـ29 شخصًا خالطوا الحالتين، وإخضاع 19 منهم للفحص المخبري، تبين لاحقًا خلوهم من المرض".
وذكر أن الإعلان المباشر فور صدور نتائج الفحص المخبري في ساعة متأخرة من الليل يدلل على اعتماد منهج الشفافية وتدفق المعلومات من قبل وزارة الصحة للجمهور بشكل مباشر، "وهذا يمكن الطواقم الصحية والمواطنين من اتخاد التدابير الاحترازية الواجبة لحظة بلحظة".
إجراءات احترازية
ورأى القدرة، أن "اكتشاف الحالتين في مركز الحجر الصحي الإجباري يؤكد سلامة الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها الصحة بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى لتحصين المجتمع بمواجهة مخاطر الفيروس".
وبين أن الطواقم الطبية تابعت الحالة الصحية لــ 1287 مستضافًا داخل 20 مركزًا للحجر الصحي مصنفة وفقًا لتاريخ دخول العائدين إليها ولا يسمح بمغادرتها أو إضافة آخرين إليها حتى انقضاء فترة الحجر الصحي".
في حين أكد أن الوزارة تابعت إجراءات إنهاء فترة الحجر المنزلي لــ637 عائدًا إلى القطاع، "لم تسجل عليهم أي أعراض مرضية، لينخفض عدد المتبقين في الحجر المنزلي حتى اللحظة إلى 2071 عائدًا، تنتهي فترة الحجر المنزلي لآخر عائد منهم يوم الخميس المقبل 26 مارس الجاري، ما يعني إتمام مرحلة مهمة في مواجهة فيروس كورونا، كما تم متابعة الالتزام بالسلامة والوقاية المنزلية لـ1350 عائدًا منهم".
من جانب آخر، أفاد القدرة بعقد وكيل وزارة الصحة د. يوسف أبو الريش اجتماعًا مهمًّا مع مدير منظمة الصحة العالمية في فلسطين جيلارد روكنشوب، "من أجل العمل فورًا مع الجهات المعنية كافة على تلبية الاحتياجات الطبية والمستلزمات الوقائية التي تتيح للطواقم الطبية تقديم خدماتها في مواجهة فيروس كورونا الجديد".
احتياجات عائلية
وحمّل المتحدث باسم وزارة الصحة، الاحتلال الإسرائيلي خطورة الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة، مطالبًا الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها تجاه مليوني مواطن يواجهون ظروفًا معيشية وصحية قاسية وسرعة تلبية الاحتياجات العاجلة والطارئة من أجهزة التنفس والعناية المركزة والأدوية والمستهلكات الطبية ولوازم المختبرات والمستلزمات الوقائية وجميع مقومات الجهوزية والاستعداد لمواجهة وباء كورونا الجديد.
كما حث المواطنين على ضرورة الالتزام بتعليمات وإرشادات الوقاية والسلامة الشخصية والمجتمعية، والتواصل مع الرقم المجاني (103) لوزارة الصحة للاستفسارات الصحية على مدار الساعة, داعيًا كبار السن والأطفال ومرضى الجهاز التنفسي وذوي المناعة الضعيفة إلى تجنب الأماكن العامة والتجمعات المزدحمة.
محاضر ضبط
بدوره، كشف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، عن إخضاع جميع المخالطين لحالتي الإصابة بفيروس "كورونا"، للحجر الصحي الإجباري، ومن بينهم: مدير عام قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة توفيق أبو نعيم ونائبه، لاختلاطهما بالمصابَيْن بحكم المتابعة الميدانية.
وقال رئيس مركز إعلام المعلومات الحكومي، خلال المؤتمر الصحفي: "تم اتخاذ العينات اللازمة من الأشخاص الذين خالطوا الإصابتين المعلن عنهم وننتظر النتائج".
وأضاف: "لن نتردد في الإعلان عن أي تطورات مرتبطة بالواقع الصحي في غزة، ولا وجود لتطور حرج على صحة الحالتين المعلن عنهما".
وبين أنه تم عمل 9 محاضر ضبط لأشخاص حاولوا التلاعب بالأسعار داخل أسواق القطاع، مشيرًا إلى أن حركة ضبط السوق في مجمل السلع داخل قطاع غزة تسير على قدم وساق.
وطمأن معروف المواطنين بتوفر جميع السلع الأساسية بمخزون استراتيجي، مشددًا على أنه "من غير المسموح لأحد التلاعب بالأسعار أو أي محاولة للغش التجاري، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والحاسمة بشأن المخالفين".
وعن اتخاذ قرارات جديدة أسوة بالقرارات التي أعلنت عنها وزارة الداخلية بإغلاق جميع صالات الأفراح، والأسواق الشعبية الأسبوعية، ومنع إقامة بيوت العزاء والحفلات، قال معروف لصحيفة "فلسطين": "نحن ملزمون باتخاذ كل الإجراءات التي تضمن أمن وسلامة مجتمعنا"، مؤكدًا أن وزارة الصحة هي من تقدر الموقف.
حالة استثنائية
وعن المخالفات التي سجلتها وسائل الإعلام، قال معروف: "لن نتردد للحظة باتخاذ أي مقتضى قانوني بحق المؤسسات الإعلامية المخالفة حتى لو وصل الأمر إلى إغلاق مؤسسات وتحويل المسؤولين إلى النيابة العامة في حال لم يلتزموا بالتوجيهات والتعليمات الصادرة".
وأضاف: "نعيش في حالة استثنائية تتطلب من الجميع أن يكون على قدر المسؤولية ويتم تغليب المسؤولية الاجتماعية".
ولفت إلى تسجيل بعض المخالفات لوسائل إعلام، "عُقد على إثره لقاء جامع لجميع المؤسسات الإعلامية المحلية وأقمنا عليهم وعلينا الحجة ووضعناهم في صورة المطلوب منهم بشكل واضح، والمآخذ التي سجلت على بعض وسائل الإعلام.
وأوضح أن بعض المخالفين لاحقًا اتخذ بحقهم إجراءات توبيخية كحرمانهم من التغطية، وعدم إعطائهم بعض التصريحات، مشيرًا إلى أنه في حال الاستمرار سيتم اتخاذ مقتضيات قانونية بحقهم.
ودعا "وسائل الإعلام لتوعية وتثقيف وإرسال رسالة طمأنة للمواطنين في هذه الفترة تحديدًا وهي رسالتها، والالتزام بكل درجات المهنية المطلوبة وتستجيب لكل التعليمات والتوجيهات الصادرة لاستقاء المعلومات من جهات الاختصاص ممثلة بوزارة الصحة".