طالب أهالي المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية، سلطات المملكة بإطلاق سراحهم فوراً حفاظاً على سلامتهم، في ظل تفشي فيروس "كورونا" المستجد، معربين عن تخوفهم من انتشار الفيروس في السجون.
وقال عدد من أهالي المعتقلين لصحيفة "فلسطين"، إنهم أرسلوا مخاطبات رسمية إلى منظمة الصحة العالمية للتأكد من اتخاذ السلطات السعودية إجراءات احترازية لمنع تفشي الفيروس داخل السجون، خاصة مع الحديث عن وجود حالات اشتباه بين السجناء الأجانب بالمملكة.
وكانت لجنة المعتقلين الأردنيين السياسيين في السعودية، كشفت النقاب عن معلومات تشير إلى وجود حالات اشتباه بالإصابة بفيروس "كورونا"، بين السجناء الأجانب بالسعودية، وسط تخوفات من انتقال العدوى إلى المعتقلين الأردنيين والفلسطينيين.
وأوضحت اللجنة في بيان صحفي، مؤخرًا، أن الأشخاص المشتبه بهم، كانوا في إحدى الطائرات التي نقلت المعتقلين الأردنيين والفلسطينيين إلى الرياض لحضور الجلسة الأولى للمحاكمة.
وبحسب المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا فإنّ السلطات السعودية تعتقل بلا سبب نحو 60 فلسطينيًا وأردنيًا منذ شهر إبريل/ نيسان الماضي.
تحرك عاجل
ومن أبرز المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية، القيادي في حركة "حماس" وأول ممثل لها في السعودية، محمد الخضري (81 عامًا)، والذي يعاني ظروفًا صحية صعبة.
وقال عبد الماجد الخضري، شقيق المعتقل محمد الخضري: "مع انتشار الفيروس بدأنا نشعر بالخوف على مصير أبنائنا المعتقلين في السجون السعودية، داعيًا لإطلاق سراحهم خاصة أن السجون مكدسة بالمعتقلين وهناك فرصة لانتقال العدوى.
وأكد الخضري لصحيفة "فلسطين"، أنه أرسل إيميلًا رسميًّا إلى منظمة الصحة العالمية، خاصة مع تفشي فيروس كورونا المستجد في السعودية والعالم، مشددًا على ضرورة التحرك لضمان حماية المعتقلين، والحيلولة دون إصابتهم بالفيروس، والإفراج عنهم.
واعتبر بقاء المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية في هذا الوقت يشكل خطراً على حياتهم وتهديداً لصحتهم، داعياً جميع المؤسسات الإنسانية والقانونية في العالم إلى التحرك العاجل لإنقاذهم وإطلاق سراحهم.
وكانت حركة "حماس"، قد أعلنت في 9 سبتمبر/ أيلول 2019، عن اعتقال "الخضري" ونجله، وقالت إنه كان مسؤولًا عن إدارة "العلاقة مع المملكة على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة".
مناشدة مشتركة
أم قصي الحداد ابنة المعتقل في السجون السعودية، سليمان الحداد (68) عاماً، وأبناؤه يحيى ومحمد، أطلقوا مناشدة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز بضرورة الإفراج عن والدها وأشقائها وجميع المعتقلين في ظل تفشي فيروس كورونا.
وقالت الحداد في حديثها لـ"فلسطين": "والدي يعاني أمراضًا عديدة وهو كبير في السن، ونطلب إطلاق سراحه برفقة أشقائي وجميع المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية حفاظاً على سلامتهم".
وأوضحت أن أهالي المعتقلين بصدد تجميع أنفسهم وإطلاق مناشدة مشتركة بهدف إطلاق سراح أبنائهم في السجون السعودية.
وطالبت الحداد منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل الفوري قبل انتشار فيروس كورونا في صفوف المعتقلين الأردنيين والفلسطينيين بالسجون السعودية.
بدوره أكد حساب معتقلي الرأي السعودي والمختص بمتابعة ونشر أخبار المعتقلين في السجون السعودية، أن سلطات المملكة لم تعلن حتى اللحظة أي إجراءات احترازية غير منع الزيارات، لمواجهة فيروس كورونا، وهو ما يجعل المعتقلين في خطر.
وأوضح الحساب أن إدارة السجون تهمل عمداً نظافة الزنازين حيث تنتشر الأوساخ وتكثر الحشرات، ولا تستخدم أدوات تنظيف وتعقيم مناسبة خاصة في زنازين الزل حيث يوجد الحمام في نفس الزنانة.
وبين أن الكثير من المعتقلين مصابون بأمراض مزمنة وتفاقمت في أثناء اعتقالهم وآخرين مسنون، وفيروس كورونا يستهدف المسنين والمرضى أكثر من غيرهم، وهو ما يجعل حياتهم في خطر حقيقي، حيث يشكل استمرار دخول مساجين جدد تهديدًا على حياة من في الداخل.
وحمل حساب معتقلي الرأي السلطات السعودية مسؤولية المعتقلين، مطالباً إطلاق سراحهم قبل انتشار وباء فيروس كورونا.
وكانت السلطات السعودية، أعلنت عن تسجيل 171 حالة، تعافت منها 6 حالات، والبقية تخضع جميعها للرعاية الصحية وفقًا للإجراءات المعتمدة في العزل الصحي.