بحرقة وحسرة تتذكر السيدة هناء عطية النجار (50عاما)، أبنائها عندما كانوا يصطفون طابورا ليهنئوها بمناسبة يوم الأم ويقدمون لها الهدايا في أجواء ملؤها الحب والبهجة.
هذا المشهد افتقدته النجار بعد أن حرمها عدوان الاحتلال الإسرائيلي عام 2014 على قطاع غزة، من زوجها جميل أحمد حامد النجار وأبنائها الخمسة وائل ومحمد وولاء وآية ودعاء وحفيدتها ليالي وائل النجار.
وارتقى هؤلاء شهداء ومعهم 27 مواطنا من عائلات عدة في قصف الاحتلال الإسرائيلي عمارة الدالي بخان يونس جنوب قطاع غزة، المؤلفة من ثلاث طوابق والمأهولة بالسكان بتاريخ 29/7/2014.
ونجا من القصف بعد إصابتهم فيه، السيدة هناء ونجلها كريم (15عاما) وابنتيها نور (12عاما) وآلاء (24عاما) التي تعاني حتى اليوم من إعاقة في يديها.
وتجددت أحزان السيدة النجار عندما فاجأها أبنائها بإهدائها طرحة وزجاجة عطر في يوم الأم.
ويوم الأم هو احتفال ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين، يُحتفل به في بعض الدول لتكريم الأمهات، في الحادي والعشرين من شهر مارس.
وأوضحت النجار في حديثها لموقع "فلسطين أون لاين" أن أبنائها كانوا يجمعون النقود من مصروفهم الشخصي، ويترقبون يوم الأم لإدخال البهجة عليها، بالهدايا البسيطة، قائلة: "ظروفنا كانت صعبة، وزوجي -رحمه الله- كان يبيع الخضروات في السوق ليصرف على العائلة".
وتتذكر الوالدة ذكرى يوم الأم الأخيرة قبل رحيلهم عام 2014 بحزن وألم، لتقول: "تَعَوّد أبنائي على معايدتي في يوم الأم، لذلك أخبرتهم أنني أريد حِراما -بطانية- لونه توتي، فجمعوا النقود واشتروه".
وتابعت النجار: "اصطفوا جميعا أمامي لتهنئتي في تلك المناسبة، وتناوبوا على منحي هديتهم -الحِرام- في مشهد مليء بالحب والسعادة"، مشيرة إلى أن جميع المناسبات التي تمر بها تُذكرها بعائلتها المفقودة وتفتح مواجعها وجراحاتها.
قيد الإنشاء
وفي سياق آخر، تناشد السيدة النجار المقتدرين وأصحاب الضمائر الحية، مساعدتها في إكمال بناء منزلها لتسكن فيه وتعيش حياة كريمة.
وقالت: "كنا نسكن بالإيجار في العمارة التي قصفها الاحتلال، ولم يتم الاعتراف بنا أو تعويضنا"، مشيرة أن السلطة الفلسطينية كذلك لم تعتمد زوجها وأبنائها شهداء لديها ولم تتلقى أي رواتب أو إعانات منها.
وتابعت النجار: "أتلقى كفالة لأطفالي الأيتام، وبفضل الله استطعت جمع مبلغ من المال وشراء قطعة أرض وأنشأت منزلا قيد البناء، وصلت فيه إلى صبة السقف وتقطيعه وهو بحاجة إلى إكمال بنائه".
وحاليا تسكن النجار مع أبنائها الثلاثة في مكان غير ملائم للعيش الآدمي، في استضافة شقيقها وأمها اللذين يعانون أوضاعا صعبة، فوق سطوح احدى البنايات في حي البرابخة وسط خان يونس، وفق حديثها.