قائمة الموقع

بالتفوُّق.. إيمان أبو جراد تتحدى الإعاقة البصرية

2020-03-20T18:11:00+02:00
C08A3693.jpg

 

تواجه إيمان أبو جراد تحدي الإعاقة الذي يلاحقها، وأسئلة وتعليقات بعضٍ تؤذي مشاعرها: "لماذا تدرسين؟!"، "بعد دراستك ماذا ستعملين؟!"، "لن تصلي إلى هدفك يومًا".

إيمان (20 عامًا) تعاني عجزًا في البصر بنسبة 70%، لذا تعد قانونيًّا كفيفة كليًّا، أنهت الثانوية العامة في الفرع العلمي، التحقت باختصاص التربية الخاصة للحصول على درجة البكالوريوس.

إيمان مصابة بفقدان البصر نتيجة مرض وراثي، يسمى "ألبينو" أو "المهق"، أصاب كذلك ثلاثة من إخوتها، وأفقدها بصرها تدريجًا، ومع ذلك كانت من المتفوقات في جميع مراحلها العلمية حتى عامها الجامعي الثاني بمعدل 93%، إلى جانب تذوقها وكتابتها الشعر العمودي وميولها للرسم أيضًا.

تقول إيمان التي تقطن في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، في حديث مع صحيفة "فلسطين": "في طفولتي التحقت بمركز خاص بالمكفوفين حتى الصف الرابع، كنت أعتمد على الكتب المكبرة، ولم يتعد عدد الطلاب العشرة، والمقاعد قريبة من السبورة، وبعدها أجريَ فحص لي وأقروا أن تحسنًا طرأ على بصري".

لذا دُمِجتُ –تواصل حديثها- في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، العادية، وهنا بدأت أعاني عدم توافر كتب مكبرة تساعدني على الدراسة، ولكني رزقت صديقات ومعلمات كن يقرأن لي ما يكتب على السبورة ثم أكتبه على كراستي.

وتشير إلى أنها كانت ترغب في دراسة الصيدلة، ولكن الصعوبات التي ستواجهها بسبب ضعف البصر منعتها من الالتحاق بها، لتقرر بعدها دراسة التربية الخاصة بتشجيع من خالها الذي يحاضر في هذا المجال.

الطريق إلى الجامعة لم يكن ممهدًا، حيث واجهت صعابًا وما تزال حتى الآن، ولكنها لم تمنعها من التفوق، فهي تضاعف جهودها في الدراسة؛ فما يدرسه الطالب العادي من المنهاج في أيام يستمر معها أسابيع، لأنها تضطر إلى تصوير كل صفحة من المنهاج عبر هاتفها الذكي، ثم تكبرها لتتمكن من رؤية الحروف وتسهيل دراستها.

وترجع إيمان الفضل –بعد الله- في تفوقها لوالدها طبيب الأطفال، الذي بدأ معها منذ التحاقها برياض الأطفال حتى الصف العاشر، إذ كان يجلس معها يوميًّا ويُسمّع المنهاج لها.

لا تعرف كلمة مستحيل، ولا تتذرع بأن الإعاقة حاجز يمكن أن يحول بينها وبين تحقيق حلمها، وتطمح إلى أن تكمل الدراسات العليا الماجستير والدكتوراة في جامعة عين شمس بمصر، لأن فيها قسمًا خاصًّا بالتربية الخاصة، لتصبح معيدة في الجامعة.

وتلفت أبو جراد إلى أن طموحها محاضرة جامعية لا يعني أنها ستكف يدها عن مساعدة ذوي الإعاقة لتحسين ظروفهم، إضافة إلى استمرارها في تطوير نفسها.

وتطالب بتوفير الدعم النفسي لذوي الإعاقة على الدوام، وتوفير إمكانات خاصة تسهل لهم عملية الدراسة، وتنظيم دورات لتطوير مهاراتهم، لأن التعليم الأكاديمي لا يصقل المهارات ولا يكسب تجارب جديدة في الحياة.

وفي جانب من التفريغ النفسي، تتخذ أبو جراد قلمها وأبيات الشعر التي تنظمها ملاذًا للتعبير عما يجول في خاطرها، وهذا دفع محاضريها في الجامعة للإيمان بموهبتها وجعلها عريف الاحتفال بيوم المعاق العالمي الذي تقيمه الجامعة، على مدار العامين الماضيين، وتأمل أن يأتي اليوم الذي تطبع فيه ديوانًا شعريًّا خاصًّا بها.

تختم برسالة توجهها للمجتمع والمؤسسات والحكومة: "اسمعوا صوت معاناتنا وامنحونا حقوقنا التي كفلها لها القانون، فنحن عنصر فعال في المجتمع".

 

اخبار ذات صلة