تستغل سلطات الاحتلال الإسرائيلي انشغال دول العالم بمواجهة فيروس "كورونا"؛ للانتقام من الأسرى الفلسطينيين وتضييق الخناق عيلهم.
وقررت إدارة السجون، مؤخراً، لسحب 140 صنفًا من "الكنتينا" منها مواد التنظيف التي تُشكل حجرًا أساسيًّا لمواجهة "كورونا"، خاصة مع انعدام مواد التعقيم داخل بيئة السجن التي تعد مكانًا مثاليًّا لانتشار الأمراض والأوبئة، بسبب قلة التهوية والمساحة الصغيرة للغرف والأقسام، الذي بدوره لا يناسب الاكتظاظ الكبير للأسرى داخل السجون.
وفي خطوة احتجاجية أعلن الأسرى الاثنين الماضي عن خطوات تصعيدية ضد إدارة سجون الاحتلال، بدءًا من يومي الجمعة والسبت المقبلين، ردًّا على إجراءات الإدارة بشطب أكثر من 140 صنفًا تشمل: مواد تنظيف وخضراوات ومواد غذائية، كالليمون والأفوكادو والبهارات والمواد الغذائية واللحوم، والعديد من المنظفات، كالصابون والشامبو.
مخالفة دولية
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، إن إدارة سجون الاحتلال تستغل انشغال العالم لتنفيذ مخططاتها وجرائمها بحق الأسرى.
وأكد أبو بكر لصحيفة "فلسطين": أن منع سلطات الاحتلال 140 صنفًا من المنتجات يأتي لتضييق الخناق على الأسرى في ظل انشغال العالم بمواجهة وباء كورونا.
وذكر أن إدارة السجون تعمل جاهدة لترجمة قرارات لجنة أردان تدريجيًّا التي تهدف للتضييق أكثر على الأسرى ومصادرة ما تحقق خلال العقود الماضية بفعل التضحيات والنضالات الطويلة، ما يشكل ضغطًا على واقع الأسرى وينذر بانفجار الأوضاع داخل سجون الاحتلال.
وأكد أن إجراءات الاحتلال مخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية، داعيًا اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمتابعة أوضاع الأسرى داخل السجون والضغط على سلطات الاحتلال لوقف جرائمها وتغولها على الأسرى.
قوانين عنصرية
بدوره قال المتحدث باسم مكتب إعلام الأسرى على المغربي، إن تمرير سلطات الاحتلال قوانينها العنصرية وتنفيذ توصيات لجنة وزير أمن الاحتلال جلعاد أردان، لتشديد الخناق على الأسرى.
وأضاف: "بدأت إدارة السجون بتطبيق تلك الإجراءات بمنع 140 صنفًا من كنتينا السجن من ضمنها مواد تنظيف ومعقمات أساسيات.
وأكمل المغربي: الاحتلال لا يتخذ إجراءات لمنع وصول الفيروس إلى السجون واكتفى بمنع زيارة ذوي الأسرى، وعمد إلى سلب حقوقهم بتقليص عدد المتواجدين في الفورة.
وشدد على أن السجانين هم من سينقلون الوباء للأسرى بسبب احتكاكهم في العالم الخارجي والأسرى معًا، إضافة إلى أن بيئة السجن غير المناسبة للعيش الآدمي بسبب الرطوبة العالية وقلة النظافة والتهوية.
وأكد المغربي أن 90% من المعتقلين أصيبوا بالمرض داخل السجون وتفاقمت أوضاعهم بسبب سياسة الإهمال الطبي التي تبعها بحقهم ولعدم توفير احتياجاتهم.
وتوقع أن ينتشر فيروس كورونا كالنار في الهشيم في حال وصل للأسرى نتيجة الاكتظاظ الشديد في الغرف وحرمان الأسرى من المعقمات والمنظفات، وسياسة الإهمال الطبي.
نقل الفيروس
من جهته، أكد الناطق باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات، بأن الأوضاع في سجون الاحتلال تشهد حالة من الغليان نتيجة والاستهتار المتواصل بحياتهم ولعدم توفير وسائل وقائية حقيقية تحميهم من مرض كورونا .
وقال رياض الأشقر، في بيان له: إن الاحتلال ورغم خطورة المرض وانتشاره السريع، لم يتخذ حتى الآن إجراءات السلامة والوقاية المطلوبة لمنع وصوله للأسرى بل منع عنهم مواد تنظيف وعشرات أخرى من الأصناف.
وحمل الأشقر، سلطات الاحتلال وإدارة سجنها المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى وعن تداعيات أي خطر يصيبهم نتيجة المماطلة في اتخاذ إجراءات السلامة المناسبة لعدم وصول مرض كورونا إلى الأسرى، إذ إن المصدر الوحيد لوصول المرض هم السجانون فهم من يختلط بالعالم الخارجي بالإضافة إلى تأثير بيئة السجن.
ودعا إلى اطلاق سراح الأسرى المرضى والأطفال والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى الأسرى الإداريين المعتقلين دون تهمة، والسماح لهم بالتوصل مع عائلاتهم.
تعسف إسرائيلي
في حين طالبت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة الأسرى والالتقاء بقادة وممثلي الفصائل وتوفير أكثر من طبيب لفحص الأسرى "والاتيان بردود واضحة إزاء ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات وجرائم يومية على يد إدارة السجون الإسرائيلية".
جاء ذلك خلال لقاء منسق اللجنة أبو خميس دبابش بمدير اللجنة الدولية بغزة "اجناسيو كاساريس".
وقال دباش، إن حدة التعسف الإسرائيلي ضد الأسرى الفلسطينيين ازدادت مع انتشار فيروس كورونا، مؤكدًا تنافى ذلك مع الاتفاقات الدولية والإنسانية.
وأشار إلى اجتماع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر في الضفة مع ممثلي منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر حول ما يتهدد حياة الأسرى المرضى وكبار السن وحالة الأسير فؤاد الشوبكي نموذجًا.
ولفت إلى أن احتكاك ضباط وجنود إدارة السجون والسجناء الجنائيين بالأسرى يجعلهم عرضة للإصابة بالفيروس.
من جانبه أكد كاساريس استمرار اللجنة الدولية بدروها في زيارة الأسرى، وسعيها لإيجاد وسائل بديلة في ظل المنع عن الزيارة بسبب فيروس كورونا.