في ظل المتغيرات التي تشهدها الساحة السياسية الإسرائيلية، بعد صدور نتائج الانتخابات الأخيرة، وتكليف رئيس حزب أزرق أبيض بيني غانتس بتشكيل حكومة جديدة، ينشط حزب "الليكود" بقيادة رئيسه بنيامين نتنياهو لإفشال تلك الخطوة، عبر اتخاذ جُملة من التحركات.
ومنذ اللحظة الأولى لتكليف رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين، غانتس، بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، تحالف رئيس حزب "يسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان معه، ضد خصمهما نتنياهو، سعياً منهما للإطاحة به وإنهاء حياته السياسية، ومحاكمته بتهم الفساد الموجهة له.
واتهم غانتس، نتنياهو بعرقلة عمل الكنيست. وقال في تغريدات على "تويتر": "يحاول الليكود من خلال نتنياهو ورئيس الكنيست يولي أدلشتاين بكل ثمن منع عمل الكنيست".
وأضاف غانتس: "هذا وضع خطير يحاولون من خلاله تعطيل السلطة التشريعية والإبقاء فقط على السلطة التنفيذية. تدابير (الليكود) سابقة خطيرة للديمقراطية وسنتصدى لها بكل قوة".
الباحث في الشؤون الاسرائيلية عليان الهندي، استعرض أبرز العراقيل التي وضعها حزب "الليكود" أمام غانتس، أولها: رفض الحزب اختيار رئيس كنيست جديد من أكبر الأعضاء سنًّا لترأس الجلسة.
وأوضح الهندي لصحيفة "فلسطين" أن العقبة الثانية، تمثلت برفض انتخاب رئيس جديد، وإبقاء يولي إدلشتاين من حزب "الليكود" في منصبه، والتعامل معه على أنه باقٍ في منصبه.
وبيّن أن الكنيست الحالي ذهب لسن قوانين جديدة تتعلق بضم البحر الميت والأغوار للاحتلال، بهدف إحراج أعضاء حزب أزرق أبيض الموجودين في الكنيست.
وأكد أن "الليكود" يحاول إحداث خلخلة وحالة من الإرباك داخل حزب أزرق أبيض، من أجل سحب بعض أعضائه وضمهم لليكود، لإمكانية تشكيل حكومة بقيادة نتنياهو.
وأشار الهندي إلى أن رئيس الكنيست يتمتع بصلاحيات مهمة، ومنها قدرته على إعاقة القانون الذي يفكر به أزرق أبيض بمنع ترشح نتنياهو المتهم لرئاسة الوزراء من جديد.
وبيّن أن الهدف الرئيس من تلك العراقيل التي يضعها "الليكود"، هي تعطيل تشكيل حكومة برئاسة غانتس، وإبقاء نتنياهو رئيساً للحكومة.
ورأى أنه في حال استمر حزب أزرق أبيض بالحفاظ على أعضاء الكنيست كما هم بالتركيبة الحالية، سيتمكن من إفشال خطط "الليكود"، وربما يُشكل حكومة "مؤقتة"، وبالتالي إزالة نتنياهو من الحكومة وتفرغه للمحكمة أو السجن.
ورجّح الهندي أن تكون نهاية حياة نتنياهو السياسية قريبًا، وإزاحته عن المشهد بشكل كامل، خاصة في ظل عدم توافق الكثيرين عليه، ومنهم المسؤولون المتطرفون من حزب أزرق أبيض.
ويتفق المختص في الشأن الإسرائيلي عبد المجيد سويلم، مع سابقه، والذى أكد وجود محاولات من نتنياهو من خلال رئيس الكنيست لعرقلة أعمال الكنيست، لقطع الطريق على غانتس.
وأوضح سويلم لصحيفة "فلسطين"، أنه قد يتم إقرار قرارات لمنع رئاسة الوزراء من غانتس، وأخرى تقيّد محاولات نتنياهو التلاعب في مصير الشارع الإسرائيلي.
وأشار إلى أن نتنياهو يتذرع بإجراءات "كورونا"، مستدركاً: "لكن حقيقة الأمر أن نتنياهو هو أول من استهتر بذلك من خلال إجراء الانتخابات".
وبيّن أن حزب أزرق أبيض مُحق بهذه الاتهامات، خاصة أن الشارع الإسرائيلي يشعر وجود عمليات عرقلة بالفعل، من أجل عدم تشكيل حكومة "ضيقة"، لافتاً إلى أن "الليكود" يخوض معركة حياة أو موت، ويمرّون حالياً في ضائقة كبيرة، وهو ما يفسر تلاعب نتنياهو.
ولفت إلى أن المسألة تحمل أبعاداً سياسية لتوعية القوى السياسية في المجتمع الإسرائيلي بخطورة ما يفعله نتنياهو، بواسطة "ادلشتاين" لمنع استمرار تشكيل الحكومة.
ورجّح سويلم أن تؤثر عراقيل نتنياهو على تشكيل الحكومة، "لكن من المبكر الحديث عن ذلك، لأنه يحتاج المزيد من الوقت".