عندما تسير في شوارع غزة وتنتقل بين أزقة أسواقها ومولاتها وشوارعها، ستلاحظ حجم الإجراءات الوقائية التي يتخذها المواطنون وأصحاب مؤسسات من القطاعين العام والخاص، ضد العدو العالمي "كورونا- Covid 19"، الذي غزا أكثر من 150 دولة حول العالم.
وفي مشاهد حيَّة أظهرت مدى الجدية في التصدي لـ"كورونا"، لجأت مولات كبيرة بغزة إلى عمليات مختلفة من التعقيم شملت الأرضيات والمنتجات والأرفف التي توضع عليها.
وتجلى ذلك واضحًا في "كير فور"، أحد مولات مدينة غزة، ويقع في حي تل الهوا جنوب المدينة.
وقالت مسؤولة العلاقات العامة والتسويق في "كير فور" سمر عليوة، منذ بدء تفشي "كورونا" حول العالم، بدأنا سلسلة إجراءات احترازية، شملت أولاً الموظف نفسه الذي يعمل في المول، وتسليمه كفات وكمامات ومعقمات لليدين، ومن ثم استهدفنا المول بالكامل.
وأكدت عليوة لـ"فلسطين"، ضرورة اتباع أي إجراءات احترازية في غزة من شأنها الوقاية من الفيروس، الذي يصيب الجهاز التنفسي، ويفتك به لدى أصحاب المناعات الضعيفة.
ودللت على أهمية ذلك، بأصناف مختلفة من البضائع الواردة والصادرة من وإلى قطاع غزة، والعدد الكبير من الزبائن الذي يصل المول يوميًا للتسوق.
وأكدت أن إجراءات إدارة المول الوقائية شملت الموظفين وأرضيات المول وأرفف المنتجات، حتى وصل الأمر إلى الزبون القادم للتسوق.
وأضافت عليوة: "قدمنا إرشادات للموظفين يجب أن يتبعوها للوقاية، وخاصة رؤساء الأقسام المليئة بالمنتجات المنوعة، وكانت التوصيات إجراء عملية تنظيف على راس كل ساعة بدلاً من مرة واحدة في اليوم، وذلك لضمان نظافة وتعقيم المكان"، مشيرة إلى معقمات هواء أيضًا.
وبينت أن الإجراءات الاحترازية، انعكست ايجابًا على القادمين للتسوق من مختلف فئات المجتمع، وبدا ذلك واضحًا من خلال إقبال الزبائن على الشراء وإمساك المنتج باطمئنان.
ولم يقتصر ذلك على مول "كير فور"، وامتد إلى سلسلة مولات في قطاع غزة من شماله حتى جنوبه، كما في المؤسسات والشركات العاملة في مجالات مختلفة.
من جهتها، أبدت حنان عابد التي كانت تتسوق في أحد مولات غزة، اعجابها بنسبة الوعي لدى جمهور المتسوقين، وإدارة المولات التجارية، مؤكدة أن ما يتبع من إجراءات احترازية من شأنه أن يحمي غزة من الفيروس.
وقالت إن الغالبية العظمى من المواطنين لديها وعي كبير ومن شأن ذلك أن يحمي المواطنين، لكنها خلال حديثها مع "فلسطين"، أبدت تخوفها من الأشخاص الذين يتجاهلون خطورة الفيروس والإجراءات الاحترازية، قائلة: إن هذه "الفئة ممكن أن تقتلنا".
إلا أنه إجمالا، استجاب المواطنون جميعًا لحالة الطوارئ المعلنة في غزة للوقاية من الفيروس الذي وصل الضفة الغربية المحتلة و(إسرائيل)، وحال إغلاق معابر غزة مبكرًا، دون وصوله إليها، مع اتخاذ سلسلة تدابير وقرارات للحجر الصحي لكل عائد إلى القطاع من البلاد الموبوءة.
وأضافت عابد: "أينما أذهب ألاحظ تجاوبا كبيرا من المواطنين للوقاية".
وتجلت حالة من التعاطف والتعاضد في قطاع غزة الذي يبلغ تعداد سكانه أكثر من مليوني نسمة، يقطنون في قطاع مساحته 365 كيلومتر مربع، حتى أن إحدى شركات الأخشاب الكبيرة في غزة قدمت 50 سريرًا لغرف الحجر الصحي المقرر اقامتها بغزة.
وقال مدير عام الشركة علاء حمد، إن الشركة ارتأت تقديم تبرع في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، وذلك تعبيرًا عن اهتمامنا بمكافحة الفيروس ومساعدة الأشخاص الذين قد يلحق بهم المرض حال وصوله إلى غزة.
وأكد حمد لـ"فلسطين"، ضرورة مشاركة القطاع الخاص في توفير ما يلزم من احتياجات بغزة بقدر الإمكان تزامنًا مع الظروف التي يشهدها القطاع من نقص في العديد من الاحتياجات، مضيفًا: "حكومات ودول غير قادرة على مواجهة الفيروس، فكيف ببلدٍ مثل قطاع غزة (..) إنها محروسة من الرحمن".
ورصدت "فلسطين" سلسلة من الإجراءات الوقائية اتخذتها مخابز تشهد ازدحامًا كبيرًا، كما رصدت هذه الإجراءات في عدد من المؤسسات الرسمية والمستشفيات والمؤسسات الإعلامية، تزامنًا مع إنشاء منطقة سيقام عليها مستشفى ميداني يتوفر فيها ألف سرير للحجر الصحي.