فلسطين أون لاين

خشية العدوى بـ"كورونا"

تقرير مقاعد "الصليب الأحمر" تفتقد أهالي الأسرى لأول مرة منذ (30) عامًا

...
(أرشيف)
غزة - محمد أبو شحمة

خلَت ساحة اعتصام اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، بعدما غاب آباء وأمهات أهالي أسرى قطاع غزة، عنها، لأول مرة منذ (30) عامًا.

وتوافقت اللجنة والفصائل الوطنية على تعليق الاعتصام الأسبوعي في مقرها الواقع غرب مدينة غزة؛ خشية تفشي فيروس "كورونا".

ولم يكن قرار التعليق "سهلًا" على قلوب أهالي الأسرى بعدما تعلقوا وارتبطوا به، كمنبر دولي لتذكير المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بقضية أبنائهم القابعين خلف سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وعلى الرغم من أن قرار تعليق الاعتصام الأسبوع لأهالي الأسرى جاء حفاظًا على سلامتهم وضمن الإجراءات الاحترازية لفيروس "كورونا" المستجد الذي يواصل الانتشار في دول العالم، إلا أن الأهالي رأوا ذلك بمنزلة إغلاق للنافذة الأسبوعية التي ينتظرها أبنائهم.

أم ضياء، والدة الأسير ضياء الأغا، إحدى أمهات الأسرى التي لم تخفِ شعورها بـالخوف والريبة نتيجة تعليق الاعتصام الأسبوع للأسرى في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعدم مشاركتها فيه، لكونها ملتزمة في كل يوم اثنين أسبوعيًّا.

وتقول أم ضياء لصحيفة "فلسطين": منذ عام 1990 (بدء الاعتصام الأسبوعي) لا أذكر يومًا من الأيام أن غبت عن المشاركة في أحد أيام الاعتصام، سواء بسبب سوء الأحوال الجوية أو الظروف الأمنية.

وتضيف: هذه المرة هي الأولى التي لم تشارك والدة الأسير في الاعتصام منذ تأسيسه.

وتخشى والدة الأسير المعتقل منذ 10 تشرين الأول/ أكتوبر1992 والمحكوم بالسجن مدى الحياة "في حال تمدد تعليق الاعتصام الأسبوعي أن تتوقف حالة التضامن مع أبنائنا الأسرى".

ولم يكن الحالة أفضل لأم الأسير المحرر رامي بربخ التي دأبت على المشاركة في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى منذ اعتقال قوات الاحتلال نجلها، وحتى بعد إطلاق سراحه.

ومع ساعات الصباح الأولى ليوم أمس، أنهت أم رامي استعدادها برفقة زوجها للمشاركة في الاعتصام الأسبوعي كحال كل أسبوع، وبعد خروجها من بيتها تذكرت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قررت تعليق الإضراب خوفاً من تفشي "كورونا".

وتداركت والدة الأسير المحرر الأمر وعادت أدراجها برفقة زوجها السبعيني إلى بيتها لتكمل يومها "غير المعتاد" لا سيما أنها تعودت على المشاركة خلال تلك الأوقات في الاعتصام الأسبوعي.

ولم يكن قرار تعليق الاعتصام "أمرًا سهلًا" كما تقول والدة الأسير المحرر إبراهيم بارود.

وتقول بارود لصحيفة "فلسطين": كنت من أولى أمهات الأسرى المشاركات في اعتصامات الأسرى، ولم أذكر أنه جاء يوم اثنين ولم أتواجد في مقر الصليب الأحمر للدفاع عن الأسرى، وإيصال رسالتهم إلى المجتمع والعالم.

ولم يكن اليوم الأول الذي تم فيه تعليق الاعتصام لبارود عادياً، فهي تعودت من الصباح الوصول إلى مقر اللجنة الدولية غرب مدينة غزة، والتواصل مع أهالي الأسرى، وإيصال رسالة أبنائهم، والدفاع عنهم.

ويعد الاعتصام الأسبوعي -وفق بارود- نافذة للأسرى داخل سجون الاحتلال لرؤية أهاليهم وسماع أصواتهم، وإن قرار تعليقه سيحرمهم من هذه الفرصة التي ينتظرونها كل يوم اثنين من كل أسبوع.