في ظل الإجراءات الوقاية التي تتخذها الجهات الحكومية في قطاع غزة لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد سريع الانتشار اتخذت وزارة الصحة قراراً بوضع العائدين من معبر رفح (جنوبًا)، وحاجز بيت حانون (شمالاً) في الحجر الصحي.
ومع وصول أفواج العائدين من معبر رفح البري، اتُّخذت الإجراءات الوقائية معهم بوضعهم في مدرسة مرمرة برفح جنوبي قطاع غزة، في حين اشتكى عدد منهم من عدم اكتمال التجهيزات المعيشية الكاملة في المدرسة، كوجود حمامات للاستحمام أو أسِرَّة للنوم.
لكن مدير مكافحة العدوى بالإدارة العامة للمستشفيات في وزارة الصحة د.رامي العبادلة أكد أن مدرسة مرمرة برفح، ملائمة ولائقة لإقامة المسافرين العائدين في الحجر الصحي.
وقال العبادلة صحيفة "فلسطين": إن "وزارة الصحة بالتعاون مع الوزارات المختصة نظفت المدرسة وهيَّأتها لإقامة المسافرين العائدين، حيث تم تجهيز حمامات نظيفة، وتوفير طعام صحي وجيد طيلة أيام الحجر".
وأضاف: "جميع الأشخاص الذين وُضعوا في المدرسة هم أصحاء ولم تظهر على أي أحد منهم أعراض فيروس كورونا، ولكن تم وضعهم في الحجر بسبب عدم التزام باقي المسافرين بالتعهد الذين وقعوا عليه بعدم الخروج من منازلهم".
وأشار إلى أن وزارة الصحة طرحت استئجار فنادق في قطاع غزة لاتخاذها مكانًا للحجر الصحي، ولكنها وجدت أن الغرف لا تكفي، إذ يوجد في قطاع غزة 300 غرفة فندقية تتسع فقط لـ450 مسافرا.
وذكر أن الحجر الصحي للمسافرين في المدرسة إجراء وقائي احترازي ويختلف عن العزل الطبي، لذا تم وضع قرابة 7 أفراد في غرفة واحدة، ولا يوجد أي حالة اشتباه بين أي منهم.
من جانبه، أكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، أن لجنة متابعة العمل الحكومي قررت أخيراً إغلاق المعابر، وعدم استقبال أي حالة من العائدين أو السماح بمغادرة أحد إلا للحالات الاستثنائية، ضمن خطة مواجهة فيروس كورونا.
وقال معروف لصحيفة "فلسطين": "تم فتح المعبر استثنائيا أمام المسافرين الذين باتوا على الحواجز داخل سيناء، لذا تم تجهيز إحدى المدارس في محافظة رفح لوضعهم في الحجر الصحي".
وأضاف: "الحجر الصحي هو مصلحة عامة للمجتمع، وإمكاناتنا محدودة ولا تقارن بدول متقدمة انهارت أنظمتها الطبية مع انتشار الفيروس، وأوجدنا مكانا ملائما يليق بالكرامة الإنسانية، ووفق إمكاناتنا، خاصة أننا نعيش لحظات استثنائية".
ولفت إلى تخصيص عدد من المدارس لاستقبال العائدين، بمعنى أن المدرسة التي تنتهي بها فترة الحجر الصحي لن تُستخدم لأفواج أخرى.
وكان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أكد حق قوات الأمن في إنفاذ قراراتها، خاصة في المرحلة الحالية، في ظل إعلان حالة الطوارئ لمنع انتشار فيروس كورونا.
وأكد المركز في بيان له أنه يتفهم قلق الجمهور حيال الوضع الحالي، مشدداً على ضرورة احترام الإجراءات الوقائية التي تتخذها الجهات الحكومية في قطاع غزة، حيث تعد واجبا عليهم في المقام الأول، وحقا للمواطنين ويجب عليهم احترامها وتقديرها.