أكد الباحث الفلسطيني المختص في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش أن مشاريع الاستيطان الإسرائيلي تضاعفت في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية عام 2020، ضمن الأنشطة المحمومة لحكومة الاحتلال.
والهدف من ذلك، كما قال حنتش لصحيفة "فلسطين" في اتصال هاتفي، محاولة بنيامين نتنياهو البقاء رئيسًا للوزراء في (إسرائيل) وتجديد حصانته في "الكنيست" حتى لا يحاكم بتهم الفساد التي تلاحقه.
وأوضح أن نتنياهو يستغل مشاريع التوسع الاستيطاني لتسويق نفسه، والظفر بسدة الحكم لأربع سنوات جديدة، لكنه الآن وضع في زاوية حرجة بعد قرار رئيس دولة الاحتلال رؤوفين رفلين، تكليف منافسه زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غنتس، بتشكيل الحكومة.
وعدَّ حنتش أن ذلك إحراج لنتنياهو "الصهيوني المتمرس الذي لن يستكين، وأعتقد أنه سيدخل في نزاع وصراع على رئاسة الوزراء من جديد".
وأشار إلى أن نتنياهو يستغل الأزمة العالمية التي أحدثها فيروس "كورونا- كوفيديا 19"، من أجل توسيع المشاريع الاستيطانية "فنتنياهو لا يريد أن تفلت الأمور من يديه".
بوتيرة متزايدة
ومنذ بداية السنة الحالية، ازدادت وتيرة الاستيطان على نحو متسارع استكمالاً لمخططات وضعت مسبقًا من دولة الاحتلال لمصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية في القدس والضفة، وكان ذلك واضحًا في مشروع "E1" الاستيطاني، وفق حنتش.
ويهدف المخطط الإسرائيلي، إلى السيطرة على المنطقة الشرقية للقدس المحتلة، وعزلها عن الضفة الغربية المحتلة، بربط سلسلة تجمعات ومستوطنات كبيرة ببعضها، وهي "معاليه أدوميم، ونيشور أدوميم، وكفار أدوميم".
ويطوق المشروع الاستيطاني القرى الواقعة في المنطقة بالمستوطنات، ويحول دون أي توسع فلسطيني، بهدف إحداث تغيير ديموغرافي ضمن سياسة تهويد القدس وتأسيس ما تسمى "القدس الكبرى" بعدما أقر رئيس الإدارة الرئيس الأمريكية دونالد ترامب، في نهاية 2017، أن القدس المحتلة عاصمة موحدة وأبدية لـ(إسرائيل).
وأوضح حنتش أن المخطط يجمع ثلاثة تجمعات استيطانية كبيرة، صادرت (إسرائيل) لأجله مساحة 12 ألفًا و442 دونمًا من أراضي الفلسطينيين لتنفيذ المشروع، مضيفًا: "عملية الدمج بين المستوطنات ومصادرة المساحات الشاسعة المحيطة بها أيضًا تهدفان لإقامة ما تسمى بلدية واحدة".
وأكمل: "الهدف الأساس فصل القدس عن الضفة الغربية التي ستصبح مستقبلاً جزأين: شمالي وجنوبي لا يربطهما سوى شارع سيشق لهذا الغرض وللاستخدام الفلسطيني فقط".
كما أشار حنتش إلى أن بناءً استيطانيًّا سيقام في مطار قلنديا، شمال القدس المحتلة، حيث تسعى سلطات الاحتلال بإصرار لإغلاق المنطقة تمامًا، ضمن مخطط السيطرة على القدس كاملة.
ولفت أيضًا إلى مشروع استيطاني آخر في محيط القدس، يفصل بينها وبين مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، فضلاً عن قرار الاحتلال الأخير إقامة آلاف المباني الاستيطانية قرب "معاليه أدوميم"، التي ستشمل وحدات سكنية استيطانية وفنادق ومراكز تجارية عامة، وغيرها.
وشدد حنتش على أن هذه المخططات ما كانت لتخرج إلى النور بهذه الطريقة دون الدعم اللامحدود من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلنت القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل سفارة بلادها إليها.

