تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي لبسط سيطرتها الكاملة على المسجد الأقصى، وصولاً لإغلاقه كاملاً في وجه المصلين، من خلال استغلال الأوضاع والظروف المحيطة، والتي كان آخرها اقتحام مستوطنين مشتبه بإصابتهم بفيروس "كورونا".
وأغلقت سلطات الاحتلال عدداً من أبواب المسجد الأقصى بذريعة "الوقاية من فيروس كورونا"، وأبقت ثلاثة مفتوحة فقط لدخول المصلين وهي حطة والمجلس والسلسلة، في حين ظل باب المغاربة مفتوحاً لاقتحامات المستوطنين والسياح، قبل أن يعلن نشطاء مقدسيين عن تمكن حراس الاقصى المعتصمين من إعادة فتح الأبواب المغلقة مجدداً.
في الوقت ذاته، حمّل المفتي العام للديار المقدسية محمد حسين، حكومة الاحتلال مسؤولية اقتحام المستوطنين المشتبه بإصابتهم بالفيروس لباحات الأقصى.
وحذر مراقبون من إجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى، واستغلال الظروف الراهنة لتمرير مخططات الاستيلاء على الأقصى وتفريغه من المقدسيين، وصولاً للسيطرة الكاملة عليه.
الناطق الإعلامي باسم لجنة الدفاع عن حي سلوان والباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، أكد أن الاحتلال يستهدف الأقصى ويسعى فرض وقائع جديدة عليه، مستغلاً كل الظروف المواتية له.
وقال أبو دياب خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين": إن سلطات الاحتلال تستغل ظروف انتشار فيروس "كورونا" لإبعاد المسلمين والمقدسيين والمرابطين عن المسجد الأقصى، مستنكراً إبقاء باب المغاربة مفتوحاً لدخول المستوطنين.
وعدّ محاولات الاحتلال إحدى الوسائل لإخافة المقدسيين ودفعه للابتعاد عن الأقصى، وصولاً لتفريغه بالكامل، مستدركاً "لكننا نحاول الأخذ بالأسباب وعدم انتشار الأوبئة، وسنبقى حماة للأقصى".
وطالب، منظمة الصحة العالمية، بضرورة معاقبة الاحتلال على هذا الفعل، لأنه سيكون بؤرة نقل العدوى للفلسطينيين ونشره بين أوساط المقدسيين تحديداً، وكل من يحاول الدخول للمسجد الأقصى.
وحمّل أبو دياب، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استغلال الظروف ونشر الفيروس في المسجد الأقصى، وتحقيق أهدافه ومؤامراته ضده، وفرض وقائع جديدة على الأقصى والبشر.
وطالب المقدسيين بعدم الخوف من إجراءات الاحتلال واتخاذ كل الوسائل والتدابير اللازمة للوقاية من المرض، داعياً وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، لإيجاد مهنيين ومختصين للكشف عن الأمراض والأوبئة على مداخل الأقصى وتعقيمها.
وشدد على ضرورة "إيجاد وسائل لمنع الاحتلال من نشر الأوبئة والأمراض في المسجد الأقصى".
وهذا ما ذهب إليه مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية زياد حموري، حيث أكد أن محاولة الاحتلال بإغلاق أبواب في الأقصى والسماح للمستوطنين باقتحامه من باب المغاربة له أهداف عدّة.
وأوضح حموري خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين"، أن اقتحام مستوطنين مشتبه بإصابتهم بالمرض للمسجد الأقصى سيكون له تداعيات سلبية على المقدسيين ومحيط الأقصى، واصفاً إياه بـ "الإجراء الكارثي".
ولم يُخفِ أن تكون أحد أهداف الاحتلال هي إغلاق الأقصى بشكل كامل بحجة انتشار فيروس "كورونا"، مستدلاً بذلك، من السماح للمستوطنين باقتحام باحات الأقصى، والاستيلاء عليه حتى في ظل هذه الظروف الصعبة.
وطالب حموري، منظمة الصحة العالمية، للضغط على الاحتلال ومنع المستوطنين من الوصول إلى المسجد الأقصى، خاصة المشتبه بإصابتهم بالفيروس، تفادياً لعدم انتشار المرض بين المقدسيين، ومحيط الأقصى.
من جانبه، قال عضو مجلس الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، حاتم عبد القادر، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول توظيف مرض فيروس كورونا، لبسط سيطرتها على المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح عبد القادر لصحيفة "فلسطين"، أنّ شرطة الاحتلال أبلغت مجلس الأوقاف عزمها إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، بسبب "كورونا"، مدعية أنه سيتم إغلاق الكنائس والكنس اليهودية، وكذلك إغلاق باب المغاربة (الباب الرئيس الذي يقتحم المستوطنون الأقصى من خلاله).
وأضاف: "رفضنا في مجلس الأوقاف أي سلطة أو طلب للاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى، وقررنا فتح الأبواب الداخلية والخارجية للمسجد أمام المصلين"، وفق مخرجات اجتماع طارئ لمجلس الأوقاف أمس.
وأشار عبد القادر إلى أن مجلس الأوقاف طلب من المصلين والوافدين الراغبين في الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، اتخاذ الاحتياطات الوقائية واتباع إرشادات وزارة الصحة الفلسطينية أثناء تواجدهم في المسجد ومراعاة شروط النظافة وعدم الاكتظاظ في الصفوف والصلاة في الساحات الخارجية.
وأكد أن الاحتلال ورغم ادعائه أنه سيغلق باب المغاربة أمام المستوطنين المقتحمين، إلا أن أبقى عليه مفتوحا، واقتحم العشرات من المستوطنين المسجد كما كل يوم في ساعات الصباح.
تجدر الإشارة إلى أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، قررت أمس، إغلاق المصليات المسقوفة داخل المسجد الأقصى المبارك كإجراء وقائي من منع انتشار فايروس "كورونا".
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ "عمر الكسواني": إن جميع الصلوات ستقام في ساحات المسجد الأقصى المبارك وجميع الأبواب ستبقى مفتوحة أمام المصلين.
فيما وزّع حراس المسجد ومتطوعون معقمات للأيدي على المصلين عند وصولهم إلى المسجد.
يشار إلى أن دولة الاحتلال منعت التجمع في الأماكن العامة وأغلقت المدارس والجامعات، وسط ارتفاع في عدد المصابين إلى 200 مصاب، دون وضع أي قيود أمام المستوطنين المقتحمين لباحات المسجد الأقصى.