مع وصول فيروس كورونا المستجد إلى الضفة الغربية وخاصة مدينة بيت لحم، وتسجيل إصابات بشكل يومي بالفيروس، يقفز إلى الواجهة تساؤل عن دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في حماية اللاجئين في المخيمات، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم.
ويعمل برنامج الصحة في وكالة "الأونروا" على تقديم خدمات شمولية في الرعاية الصحية الأولية للاجئين، سواء الوقائية أو العلاجية، مع مساعدتهم على الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والثانوية والتخصصية.
وأمس، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل ثلاث إصابات جديدة بفيروس "كورونا" في بيت لحم، ليرتفع العدد إلى 38 إصابة، مشيرة إلى أن المصابين الجدد هم من المخالطين للمرضى السابقين.
مناشدة دولية
ودعا مدير عام دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أحمد حنون، وكالة "الأونروا" لإطلاق مناشدة دولية لإنقاذ الوضع المالي الذي تمر به، حتى تكون قادرة على تقديم خدمات صحية للاجئين بالمخيمات في حالة انتشر الفيروس.
وقال حنون لـ"فلسطين": "إن الأونروا باعتبارها الجهة المسؤولة عن الوضع الصحي للاجئين داخل المخيمات، قامت بالإعلان عن برنامج للتعامل مع انتقال الفيروس للمخيمات، ويشمل لجان طوارئ داخل المخيمات ويكون عملها رصد أي حالات".
وأضاف: "ومن المهام الموكلة لهذه اللجان تعقيم المؤسسات والمساجد داخل المخيمات، وتقديم الخدمات الصحية والعلاجية للمرضى وخاصة كبار السن".
من جهته، أكد الباحث في شؤون اللاجئين، سعيد سلامة، أن انتشار فيروس كورونا على مستوى العالم وبما فيه الأراضي الفلسطينية، يتطلب من "الأونروا" اتخاذ إجراءات مكثفة بحكم مسؤوليتها تجاه اللاجئين في الداخل والشتات.
وقال سلامة في حديثه لـ"فلسطين": إن "الوكالة الأممية مطلوب منها تقديم الخدمات الصحية والبيئية من خلال العمل داخل المخيمات، وضمان توفير الأدوية والمعقمات خاصة أن فيروس كورونا يشكل خطرًا كبيرًا".
وأوضح أنه يجب على "الأونروا" تكثيف الرعاية الصحية في المخيمات، وتوفير الكمامات والمعقمات والأدوات الوقائية الصحية المختلفة، حيث إن إعلان الطوارئ يتطلب إجراءات ملموسة على أرض الواقع.
وأشار سلامة إلى أن "الأونروا" منذ إنشائها كانت تستجيب بشكل سريع لأي أحداث سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو صحية للاجئين، ولكن مع انتشار فيروس كورونا لم تقُم الوكالة حتى الآن في أي إجراءات تناسب انتشار الفيروس في الأراضي الفلسطينية.
وكانت اللجان الشعبية والقوى والفعاليات في مخيمات اللاجئين في بيت لحم دعت وكالة "الأونروا" للوقوف أمام واجباتها اتجاه اللاجئين الفلسطينيين باعتبارها صاحبة الولاية على هذه المخيمات ومتابعة تفاصيل حياتهم اليومية وذلك من خلال تفعيل كل برامجها الصحية والإغاثية والطارئة منها إلى جانب تفعيل برنامج الكوارث الإنسانية، لمواجهة فيروس كورونا.
وحملت اللجان والفعاليات في بيان صحفي، أمس، الوكالة المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات لانتشار فيروس كورونا داخل المخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين، داعيةً إلى تشكيل غرفة طوارئ لكل مخيمات اللاجئين، وغرفة طوارئ أخرى خاصة لمخيمات بيت لحم.
وطالبت في بيانها وكالة الغوث بالمباشرة بالإعداد والجهوزية التامة لبرنامج الإغاثة في الأيام القادمة، وضرورة توفير الدعم النفسي لكل العائلات المحجورة في داخل المخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين.